ومن بين الأمور التي سنتعرض لها الليلة أمر بالغ الأهمية، ألا وهو قرارنا بتغيير اسم البلاد، فمن الآن وصاعدا ستعرف أرضنا العزيزة باسم ((سلطنة عمان)). إن اعتقادنا بأن هذا التغيير بداية لعهد جديد متنور ورمز لعزمنا أن يكون شعبنا موحدا في مسيرتنا نحو التقدم، فلا فرق بعد الآن بين الساحل والداخل وبينهما وبين المقاطعة الجنوبية، فالكل شعب واحد مستقبلا ومصيرا، ولقد بدأنا فعلا في دراسة تصاميم لعلم وطني يكون شعاره وألوانه شهودنا على عزمنا على توحيد بلادنا، فلنقف جميعا أمام الله مطيعين مخلصين مجتهدين مساعدين بعضنا بعضا ومساعدين حكومتنا لتحقيق أهدافنا، نابذين من يكون الكفر بالله والى الشيوعية الملحدة، تتجه أفكارنا الآن إلى إخواننا الذين أجبرتهم ظروف الماضي التعس الى النزوح الى خارج الوطن، فلأولئك الذين بقوا على ولائهم لوطنهم ولكنهم اختاروا البقاء في الخارج نقول سنتمكن في وقت قريب من دعوتكم لخدمة وطنكم، أما الذين لم يكونوا موالين لوالدي في الماضي أقول : (( عفا الله عما سلف .. عفا الله عما سلف)).
وندعو من فقد منكم جنسيته العمانية أن يعود الى صفوف الوحدة في سلطنة عمان، لقد أصدرنا أمرا في هذا الصدد أن يعاد النظر فورا في تنظيم الهجرة والجوازات كما أمرنا رئيس الوزراء أن يقدم توصياته حول كيفية إعادة الجنسية لإخواننا المبعدين، فنأمل أن تتمكنوا سريعا من العودة لوطنكم بحرية وأن تجتمعوا بأحبابكم في سلام وفي ولاء لبلدكم العزيز.
كما نعلم بأن خطة تطوير الحكومة وتنظيمها ستستوعب مواردنا البشرية الضئيلة من رجال البلاد المؤهلين، لذا سندعوكم قريبا للعودة بطريقة منظمة لخدمة وطنكم، ولقد أمرنا رئيس الوزراء أن ينشىء وكالة في إحدى بلدان الخليج، ستعين فيما بعد ليستطيع أولئك الراغبين في العمل في السلطنة أن يستفسروا عن الوظائف الموجودة ، ولكن عليكم أن تتحلوا بالصبر والاطمئنان في الوقت الحاضر، وتذكروا أنكم لن تكونوا غرباء عن وطنكم، إن الإعلان الذي أصدرناه عند تولينا الحكم بأنه في ظل حكومة قوية وعادلة سنبدأ فورا في رفع الممنوعات غير الضرورية وفي إعلان الخطط الفورية لتطوير البلاد.
ومن هذه الأمور التي تهم سكان العاصمة مسقط نستطيع الآن إبلاغكم قرارا مهما وهو إتاحة رقعة كبيرة من الأرض، ليبني عليها الشعب بيوتا أفضل، ولتأسيس مشاريع تجارية وصناعية خفيفة، ففي نيتنا نقل مقر القوات المسلحة من وادي بيت الفلج في خطة مداها ثلاث سنوات إلى مكان جديد أنسب لاحتياجات القوات المسلحة الاستراتيجية والتكتيكية، ويحتمل أن يكون المقر الجديد للقيادة العامة للقوات المسلحة واحتياطيها ووحداتها الإدارية عند ملتقى الطرق إلى نزوى والباطنة، التي يجري مسحها حاليا، وفي العذيبة سيكون مطارنا المدني الأول، وستتقاسم قواتنا الجوية التسهيلات التي ستتوفر فيه، وقد أمرنا بإجراء مسح لتحقيق ذلك، ونتيجة لهذا القرار ستتاح الأراضي الخالية للبناء فورا، وسيكون الوادي كله امتدادا كبيرا لمدينة مطرح في المستقبل، وستتحول مباني القوات المسلحة الموجودة حاليا للاستعمال المدني الأفضل، وفي نيتنا أن تقوم السلطنة بمشاريع الطرق والماء والمجاري وبهذا نضمن لأولئك الذين يتطلب أن يسكنوا هناك أن يجدوا بيوتا أفضل في الحال، كما في نيتنا أن تكون منطقة مطرح منطقة تضم مباني تجارية وتسهيلات تحتاجها الإدارة الكفء لميناء نشيط.




رد مع اقتباس