رد مقتبس

ابوالوضاح
Nov 28, 2016 @ 2152


أقول لمن يريد أن يعتبر:
إن سلطنة عُمان، هي الدولة العربية الوحيدة التي ظلت مملكة من قبل التاريخ، وعندما أتى الإسلام لم يلغي رسول الله مملكتها وكان لها ملكان يحكمان مملكة واحدة وهي “عُمان” فأقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكيها على حكمها بعد دخولهما الإسلام، وقد دعى لها الرسول بالأمان وأشاد بأخلاق وقوة أهلها فعندما أتاه أحد رسله يشكوه أذى بعض قبائل الجوار له، قال صل الله عليه وسلم:لو أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك، وهو لم يزر عمان ولكنه عرف سجاياهم وهو الرسول الكريم.

إذن عمان ظلت دولة مستقلة وحاول كل طغاة العرب اخضاعها لسيادتهم فرفضتهم عُمان لأنهم خانوا شرع الله وخانوا عهد رسوله لأهل عمان وحولوا الخلافة الإسلامية إلى ممالك وراثية تقيم سلطتها بحد السيف وليس بحد الله عز وجل، فكونت عُمان إمبراطورية عظمى وطردت الغزاة عن البلاد العربية وكانت ترد غزوات الفرس عن البصرة والبحرين وبنوا فيها قلعة عراد ومازالت خير شاهد واجلت الغزو البرتغالي من شواطئ الخليج والسواحل العُمانية وشبه القارة الهندية وأفريقيا حتى البحيرات الكبرى واخضعت لسيادتها الكثير من الجزر مثل، جزر القمر وسقطرى وسيشل، وكانت دولة عظمى يحسب لها الأوروبيون ألف حساب وخطبت أمريكا ودها.

وقد اختفت عُمان عن الساحة الدولية أواخر القرن التاسع عشر ثم عادت إلى الساحة من جديد في أواخر القرن العشرين فبدأت تتلمس طريقها من جديد ولكن بنفس سلوكها القديم مع فارق في وسائل القوة وكان ذلك بسبب تقدم الغير عندما توقفت هي عن الركب ولكنها لم تتخلى عن قيم الدولة العظمى صاحبة التاريخ المجيد، إذن عمان لم تأتي إلى العالم لتتعلم فن القيادة وإنما أتت لتحتل مكانتها اللائقة بها، لذلك وجدت احترامها ومكانتها لدى الدول العظمى هو الاحترام نفسه، لأنها دولة كانت قد غمرت مكتبات العالم بارثها الحضاري الرائع.

إذن عندما تقف عُمان بتاريخها وحضارتها بين دول الخليج فهي محل فخر وشرف لهذه الدول أن تزكيهم عمان بمجدها فلا ينبغي لهم أن يبتعدوا عن مظلتها كدولة لها عمق كبير في التاريخ وهي تضفي عليهم من مصداقيتها العالمية لو يريدون العزة والاستقرار، وعمان هي من أهدى فكرة التعاون لدول الخليج العربية ولو لا عُمان لما ظل هذا التعاون مستمراً إلى اليوم، بدليل إن هناك مجالس عربية نشأت وختفت، إذن السر يكمن في وجود عُمان، فكم مرة خلال الفترة الماضية حاول حكام الخليج هجر المجلس بسبب خلافات شخصية، ومنها مرة لم يحضر الحكام إجتماع الدوحة فحضره سلطان عُمان وحيداً مع حاكم الدولة المضيفة، وهو الشخص الذي لا يحضر اجتماعات العرب بعدما وجد انها غير جاده.

إن الذين ينادون اليوم بالتخلي عن عُمان، فبشروهم بالفشل في أي صيغة أخرى لا تكون عُمان فيها، وعمان البلد الذي لا يؤمن بالمحاور قبل بصيغة التعاون مع دول الخليج، وإلا أفضل لعُمان أن تدخل مع محور قوي يضم الهند والباكستان وإيران واليمن، وهذه دول جوار لعُمان وقد أتمت عُمان ترسيم الحدود البحرية معهم والبرية مع اليمن، وأفضل لها ألف مرة عن التعاون مع دول تمثل الترف وتقلب المزاج.

http://www.raialyoum.com/?p=571958