و أيضا من أسباب التسلط أيضاً أن يختار الرجل
زوجة أعلى منه شأناً أو أرفع منه منزلة أو أعظم منه جاهاً أو أكثر منه
مالاً فتقوم باستغلال جاهها أو وجاهتها
أو مالها أو وظيفتها أو حسبها أو غلاء مهرها في إذلال زوجها والترفع عليه والتكبر
بما لديها ضده ويشعر الرجل بضعفه أمامها فيستضعف نفسه ويقنع معها بما تفرضه عليه
ولهذا لم يرغب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج بذات المال والجمال والحسب وأمر
بالزواج من ذات الدين حتى تقوم بحقوقه وواجباته وتعرف قدر نفسها وقدر زوجها يقول
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا
وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ
يَدَاكَ ".
إن بعض
النساء تستغل ضعف زوجها وطيبته وكراهيته للمشاكل فتقوم
بإلغائه وتحاول في كل مرة إرغامه على
التنازل عن رأيه وإذا عرفت المرأة نقطة الضعف عند زوجها سيطرت عليه من خلالها فإذا
وجدت جمالها هو المسيطر عليه تدللت حتى تتسلط وإذا كان زوجها محتاجاً ولديها المال
تسلطت بمالها وجعلته هدفاً لتحقيق مآربها وأحياناً يكون التسلط موروثاً تأخذه
الفتاة عن والدتها وأهلها فلهذا أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن لا نتزوج
المرأة لجمالها أو مالها أو حسبها وإنما نتزوجها لدينها يقول الله جل وعلا:
{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ
وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا
حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ
مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا
وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}.