سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة فقال : ليس عندي ما أعطيه للغير فالذي عندي أنا أحق الناس به
فقال السائل : أين الذين يؤثرون على أنفسهم؟
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً
قيل لحكيم : أي الأشياء خير للمرء؟
قال : عقل يعيش به
قيل : فإن لم يكن
قال : فإخوان يسترون عليه
قيل : فإن لم يكن
قال : فمال يتحبب به إلى الناس
قيل : فإن لم يكن
قال : فأدب يتحلى به
قيل : فإن لم يكن
قال : فصمت يسلم به
قيل : فإن لم يكن
قال : فموت يريح منه العباد والبلاد
سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة فقال : ليس عندي ما أعطيه للغير فالذي عندي أنا أحق الناس به
فقال السائل : أين الذين يؤثرون على أنفسهم؟
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً
[ عن أسيد بن حضير قال : بينما هو _ يعني أسيد _ يحدث القوم وكان فيه مزاح يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود ، فقال : أصبرني _ أي اجعلني اقتص منك _
فقال : اصطبر ،
قال : إن عليك قميصا وليس علي قميص ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه _ مابين الخاصرة والضلع _ قال : إنما أردت هذا يارسول الله ]
رواه أبو داود وصححه الألباني
كان من تدبير عائشة وحفصة رضي الله عنهما ما دبّراه لأسماء بنت النعمان الكندية،
لما جاء أبوها النعمان، وهو من سلالة ملوك كنده يعرض زواجها على الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا:
ألا أزوجك أجمل أيم في العرب؟!
وقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنة النعمان ،
فزوجها له أبوها وبعث محمد مع النعمان من يأتي بأسماء من نجد ،
فلما جيء بها إلى المدينة أنزلت في بني ساعدة حتى تهيأ لزفافها على الرسول صلى الله عليه وسلم.
جاءت أسماء ورآها بعض نساء المدينة ،فرحن يذعن مارأين من حسنها وجمالها.
وقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما :
قد وضع يده في الغرائب يوشكن أن يصرفن وجهه عنا.
ولم تستطع عائشة رضي الله عنها إلا أن تصطحب حفصة وبعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم فيذهبن ليرين هذه الوافده الغريبة الجميلة ، التي أوشكت أن تصرف وجه زوجهن عنهن.
ولما رأت عائشة ومعها نساء النبي صلى الله عليه وسلم (أسماء الكندية)
رأين ما ملأ قلوبهن وجدا وحسدا .
فأقبلن عليها يزينّها ويجمّلنها ويقدمن لها نصيحتهن قائلات لها:
إذا أردت أن تكوني ذات حظوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ،
فإذا دخل عليك فقولي :إني أعوذ بالله منك ،
فإن ذلك يسرّه ويعجبه.
وعملت أسماء بنصيحة نساء النبي صلى الله عليه وسلم ،
فلما دخل إليها محمد صلى الله عليه وسلم وأقبل عليها،ابتدرته قائلة (أعوذ بالله منك!!)
فوقف الرسول صلى الله عليه وسلم حيث هوو، ثم استدار عنها وهو يقول
(عذت بمعاذ....عذت بمعاذ...)
ثم خرج إلى رسوله الذي أتى فقال له (متعها وردها إلى أهلها).
وعادت أسماء إلى أهلها تقص عليهم نصيحة النساء،
نساء الني صلى الله عليه وسلم التي خدعوها بها...
وأرسل النعمان إلى محمد صلى الله عليه وسلم من يعرّفه بما كان من خديعة ابنته ،وبما قال نساؤه لها،
فقال محمد صلى الله عليه وسلم
(إنهن صواحب يوسف، وكيدهن عظيم).
وهكذا تخلصت عائشة بمصاحبة حفصة من منافسة
كانت تعتقد أنها ستكون عليها وعلى سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ذات خطر كبير.
وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب صفحا عن غيرة عائشة الضارية ،
ويقول فيما كانت تأتي بسببها من أفعال مثيرة للدهشة،كان يعلق على ذلك قائلا
(ويحها!!لو استطاعت مافعلت).
عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا يهدي النبي صلى الله
عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد
أن يخرج فقال رسول الله " إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه " ،وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دميما فأتاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل فقال :
" أرسلني من هذا " ، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل
لا يألو ا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد فقال :" يا رسول
الله إذن والله تجدني كاسدا " ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكن عند الله لست بكاسد " ،
أو قال :" لكن عند الله أنت غال ".
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناد رجاله كلهم ثقات على
شرط الصحيحين - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة
أو الرقم: 6/48