هناك اعتقاد لدى البعض ان الشعر حالة ابداعية لا يمكن للشاعر ان يكتب قصيدته حتى تعتريه هذه الحالة, وانا اعتقد ان للابداع حالات في حياة الشاعر , لكنني لا اعتقد ان تلك الحالات تأتي دون مسببات مسبقة.

فالانسان بشكل عام والشاعر بشكل خاص مجموعة من الاحاسيس والمشاعر والمؤثرات الايجابية والسلبية التي تؤثّر على تصرفاته وانتاجه الادبي بما يسمى بالنسبة للشاعر محفّزات كتابة القصيدة وهي - من وجهة نظري - ثلاثة محفزات وسأسرد هذه المحفزات حسب اهميتها كما أرى, اول المحفزات: عثور الشاعر على فكرة جديدة لم يسبقه اليها أحد, والثاني: وجود من يبحث عن شعره من جمهوره أو من مجتمعه القريب، والثالث : وجود المناسبة التى تحفزه على كتابة القصيدة.

فالناظم لا يتأثر بهذا المحفّز ابداً أما المبدع فقد يتأثر بهذا المحفز بدرجات مختلفة.

يعد المحفز الاول وهو التقاط الشاعر فكرة جديدة او ما يسمى الفكرة البكر او الفكرة المبتدعة من أكبر الادلة على كون الشاعر مبدعاً او ناظماً

فهناك من يبدع في كل قصيدة وهناك من يبدع في كل عشر قصائد مرّة واحده وهكذا , وهنا لا بد ان نفرّق بين الشاعر المبدع والشاعر الناظم من وجهة نظري الشخصية ايضاً .

فالمبدع هو من يبتدع فكرة جديدة لم يسبقه اليها احد ويقوم بصياغتها في بيت شعري او اكثر فتصبح هذه الفكرة في ساحة الشعر مثل براءة الاختراع التي تسجل باسم صاحبها الى يوم القيامة وكل من اتى على هذه الفكرة من بعده يكون ناظماً او مقلداً وانا أرى ان الشاعر الذي يبتكر فكرة ابداعية واحدة في حياته ويقوم بصياغتها شعرياً بشكل رائع يسمى مبدعاً رغم انه لم يأت الا بفكرة ابداع واحدة .

بالنسبة للشاعر الناظم هو من يأخذ افكار المبدعين الموجودة والمتداولة اصلاً في الساحة الشعرية، ثم ينظمها في قالبه الشعري ويعيدها الى الساحة الشعرية من جديد. اذا هو لم يبتدع جديدا، بل قلّد المبدع ونظم افكاره.

وهناك محفزات اخرة نأمل ان نطرحها هنا للفائدة