☆ تقفّي أثر المياه :
يمكن للعلماء تتبّع أصل مياه كوكب الأرض بالنظر إلى نسبة نظائر الهيدروجين، أو نسخ من الهيدروجين بعدد مختلف من النيوترونات، التي تحدث في الطبيعة. الأوّل هو الهيدروجين العادي، الذي يملك بروتونا فقط في النواة، والآخر هو الديوتيريوم المعروف أيضا بـ الهيدروجين “الثقيل” والذي يحتوي على بروتون ونيوترون.
نسبة الديوتيريوم في هيدروجين محيطات الأرض تبدو متوافقة تقريباً مع نظريتها في الكويكبات، التي تكون في أغلب الأحيان غنيّة بالماء وبعض العناصر الأخرى مثل:الكربون والنيتروجين، أكثر من المذنّبات. (حيث أنّ الكويكبات هي أجسام صخرية صغيرة تدور حول الشمس، في حين المذنّبات هي أجسام جليدية تسمّى أحيانا كرات ثلجية متسخة تطلق الغاز و الغبار و يعتقد أنّها بقايا من تشكّل النظام الشمسي).
اكتشف العلماء أيضا “الأوپال” في النيازك التي نشأت من الكويكبات ( التي من المرجّح أنّها قطع تشكّلت من الكويكبات). ولأنّ حجر الأوبال يحتاج للماء ليتكوّن، فهذا الاكتشاف هو إشارة أخرى على أنّ الماء جاء من صخور الفضاء. وهذان الدليلان قد يرجّحان كفّة الأصل الكويكبي.علاوة على ذلك، يميل الديوتيريوم لأن يتجمّع بعيداً في النظام الشمسي عكس الهيدروجين، لذلك المياه المتشكّلة في مناطق خارجية من النظام (الشمسي) يمكن أن تكون غنيّة بـ الديوتيريوم.
زيادة على ذلك، فإن الكواكب الصخرية تحمل مياهاً أقل نسبيا (بالتناسب مع حجمها) بالمقارنة مع الأقمار الجليدية للمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، و حتى العمالقة الغازية في حد ذاتها. الأمر الذي يمكن أن يؤيّد فكرة أنّه قد حدث تبخّر للماء في النظام الداخلي، في حين لم يحدث ذلك في النظام الخارجي. فلو حدث تبخّر للمياه على الأرض فإنه يتعين استبدالها من مكان آخر، والكويكبات الغنية بالمياه وفيرة خارج النظام.
وهناك أدلة أخرى مؤيّدة تأتي من مسبار داون الفضائي لناسا، الذي تم إطلاقه سنة 2007، الذي وجد أدلّة على وجود الماء على سيريس وفيستا، أكبر جسمين في الحزام الكويكبي الرئيسي الموجود بين المريخ والمشتري.