في جميع خطابات وكلمات صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه يبدو جليا واهتمامه البالغ باللغة العربية الجميلة كيف ﻻ وهي لغة القرآن الكريم لغة العرب الفصحى بل انها اللغة العالمية اﻷولى بدليل انه جلالة السلطان أمد الله في عمره قد أنشأ اكثر من 22كرسي في أرقى الجامعات وأعرقها في مختلف دول العالم متخصصة بدراسة اللغة العربية والدراسات اﻹسلامية وكذا أنشأ كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وﻻ ننسى معجم أسماء العرب الذي أمر بتأليفه وغير ذلك
حيث ينتقي جلالته أعزه الله مفردات ودلالات لغوية ذات معاني واضحة "خير الكلام ما قل ودل" ففي خطابه الأخير الذي وجهه من ألمانيا إلى شعبه المخلص الوفي نكتشف عدة مضامين في آداب اللغة العربية منها:
1- انه لم يقل شاءت اﻷقدار كما هو دارج عند الكثير بل "شاءت اﻹرادة اﻹلاهية".. هنا دليل على عمق اﻹيمان بالله سبحانه وتعالى وإيمانه المطلق بالقضاء والقدر وان إرادة الخالق تحكم إرادة المخلوق.
2-لم يقل وانا في ألمانيا لم يحدد الدولة بل قال "ونحن خارج الوطن العزيز" هنا يبدو مغزى سياسي وفي ذات الوقت يظهر جلالته حنينه للوطن العزيز واشتياقه له.
3- لم يحدد نوع المرض ولم يسمه ولكن قال "لﻷسباب التي تعلمونها" ففي هذا دليل واضح على شعوره بشعور المواطنين تجاهه ولكي لا يستثير مشاعرهم نحوه بل ركز في خطابه على عمان الوطن والحفاظ على مكتسباتها وأمنها وسلامتها.
4- طمئن شعبه الوفي انه في صحة جيدة وابتهل إلى الله بالحمد والشكر والثناء وكذا صلى على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في مستهل كلمته التطمينية السامية.