العـزاء

ما جاء من تأثر الميت ببكاء أهله

وردت روايات تبين تأثر الميت ببكاء أهله فمام دى صحة هذه الروايات

القول الفصل هو ما دلَّ عليه القرآن الكريم في قوله تعالى:( ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وبه احتجت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في رد الروايات التي تدل على خلافه، اللهم إلا أن يحمل ماروي من تعذيبه ببكاء أهله على ما لو أوصى بذلك كما كانت أهل الجاهلية تفعله في قول طرفة بن العبد: إذا مت فانعيني بما أنا أهله** وشقي عليَّ الجيب يا ابنة معبد
وقول غيره:

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ** ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

أو فهم أهله أنه يحب ذلك منهم ولا يكرهه ولو لم يوص به، والله أعلم


ألفاظ التعزية

بعض الناس يعزي غيره بقوله:" البقية في حياتك" فهل في ذلك حرج شرعي

هذا من باب تمني طول العمر للمعزى، فلا حرج فيه، وإن كان الأولى التعزية بما هو مأثور كقول:" أحسن الله عزاءك، والله أعلم.


كيف يرد صاحب العزاء الذي يعزيه

يرد بقوله : لله البقاء أو نحوه مما يدل على التسليم لأمر الله، والله أعلم.




حكم إقامة العزاء في المساجد

هل يجوز إقامة العزاء في المسجد ويذهب الناس للتعزية؟ وكيف كان الصحابة يقيمون العزاء

يكره ذلك في المساجد لما يجره العزاء من حديث الدنيا، والصحابة يعزون المصاب حيث وجدوه من غير تقيد بالجلوس في مكان ،والله أعلم.


مدة العزاء

كم يوم تكون مدة العزاء بحيث لو انتهت هذه المدة يكون العزاء بمثابة إعادة آلام الحزن والفراق عند أهل الميت

يؤخذ من نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تحد المرأة أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوج أن حدّ العزاء ثلاثة أيام، والله أعلم.


هل تجوز تعزية المصاب بعد ثلاثة أيام؟ وإن قلت بالمنع فهل يستثنى من كان مسافرًا وعاد بعد ثلاثة أيام

يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على رجل أكثر من ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً"، أن المصاب حده ثلاثة أيام فلا تنبغي التعزية بعدها ومن كان على سفر فعاد بعد ثلاثة أيام فليذهب إلى المصاب مسلمًا لا معزيًا، والله أعلم.



كما تعلمون أيها الشيخ أن مدة العزاء ثلاثة أيام، ولكن معنا أصبح يمتد إلى مدة أسبوع أو أكثر فهل هناك رخصة ترون سماحتكم في ذلك

لا معنى للعزاء بعد ثلاث أيام، فقد شدد النبي عليه الصلاة والسلام في حداد المرأة على غير زوجها بعد ثلاث ولو كان أبًا فكيف بعزاء الرجال، والله أعلم.





‏اللهم ارحمنا إذا بلغت الروح الحلقوم..واجعلنا اللهم ممن يُبشر بروح وريحان وجنه نعيم،،


المصدر: فتاوى الجنائز
لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي،،