الله جل جلاله عفو كريم، يعفو عن السيئات، ويعفو عن كثير، فإذا تاب العبد توبةً نصوحة أنسى الله حافظيه، وجوارحه، وبقاع الأرض جميعها خطاياه وذنوبه. فالعفو كما يقول علماء اللغة أبلغ من المغفرة لأن الغفران يُشعر بالستر، بينما العفو يشعر بالمحو، والمحو أبلغ من الستر، وقد أمر الله جل جلاله نبيه الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم بالعفو والصفح، فقال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾


وقد فهم النبي عليه الصلاة والسلام العفو بأن تعطي من حرمك، وأن تصل من قطعك، وأن تعفو عمن ظلمك، وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال جل جلاله:
﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾