المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت
3 ☆ الكهف
من اجمل الحلول التي يلجأ اليه البعض - وانا واحد منهم - للهروب من واقع مليء بالتفاهات الخانقه وبالمشاكل التي يخلقها الواقع المعاش من شيء ومن لا شيء ان تمتلك (كهف الخيال) تندس بداخله لتحيا حياة تشكلها انت كيفما تشاء فهذا أمر لا يجيده او لا يتجه اليه الكثيرون و يراه الواقعيون ضرب من الجنون او التفاهه .
نحتاج احيانا لان يكون لدينا عالمنا الخاص لا يشاركنا فيه الا من نحددهم نحن .. نحن فقط .. وممنوع الاقتراب لكل اولئك الذين لا توجد اسماءهم في القائمة التي حددت من قبلنا .
قد تتبدل الاسماء بحسب الحاجة الى من يشاركنا الدخول والعيش الى كهفنا الذي هيئناه على مزاجنا وبالطريقة التي يحتاجها الظرف .
لا اتذكر في اي عام وكم كان عمري بالضبط عندما قرأت قصة كرتونية مصورة في احدى مجلات الاطفال عن فتاة صادف ان اعطيت ثلاثة ملايين درهم بالغلط وكيف تعاملت مع كل هذه النقود بتفكيرها الطفولي البسيط . . كيف كانت احلامها ورغباتها الكثيره التي رغبت في تحقيقها حالا بفضل وجود كل تلك الاموال التي اصبحت تحت تصرفها .. عاشت فترة وهي تتخيل كيف اصبحت بفضل المال اميرة وكيف كان لباسها وحياتها ومن حولها وما حولها .. اشياء كثيره جدا .. ولكنها افاقت على من يقول لها : نعتذر لك آنستي .. المال ليس لك وقد جاءك عن طريق الخطأ .. كانت صدمة كبيره لها ولكنها بفضل ذلك الخبر عاشت بخيالها حياة جميلة كانت تحلم بها .
ومنذ ذلك اليوم الذي قرأت فيه تلك القصة وانا اعيش في عالم واسع واسع جدا من الخيال .. عالم يمتد الى ما لا نهاية .. اهرب فيه من واقعي الى واقع خيالي ابرمجه كيفما شئت .. فعندما تضيق ذات اليد اتخيل اني مليونير بل ملياردير املك ما لايملكه كل من حولي واصرف ببذخ .. واحيانا اتخيل بمقدرتي على مساعدة المحتاجين وبناء دور العبادة وغيرها ما لا يعد ولا يحصى من الاحلام ..
قد يظن البعض ان هذا أمر غير ذي بال او جنون او غيرها من الاوصاف الغير محببه ولكن اجد ان هذا أمر صحي وبحاجة اليه في كثير من الاحايين لننسلخ ولو لقليل من الوقت من واقعنا المؤلم احيانا والمرهق احيانا اخرى ولننفس عن انفسنا او لنزيح ثقل من الواقع ضيق على صدورنا ..
صدقوني احيانا وكما قال احدهم ان العيش في الخيال افضل من العيش في الواقع المر .
مع محبتي ،،،،
رد مع اقتباس
