...
خلف وريقات الماضي، وترانيم الحنين تعبر لهم كل ذكرى
وتتسارع متلهفة كل التفاصيل العتيقة..
لم يكن ما يعتلج داخلنا مجرد حلم..
هو أقل ما يقال عنه بحر زاد ارتفاع أمواجه بازدياد مطر السماء
وحين الغياب جفَّ كل شيء مخلفًا وراءه شِبه بحر
وأشباه موجٍ معاقة المشاعر والكيان!
.
لوحة المساء العميقة..
المتغنجة بقمر الحياء
وأضوائه المخترقة لشواطيء الليل أحاديّ اللون والحركة
يتراقصان ع أنغام حروف قلب يهيم حلمًا..
أملًا..
ومليون لون من العشق العميق
حين رددت نغماته شفاه شاعر الليل والقلب
أسيرَ البحر متكئًا ع صخرة تلوّنت بلون طحالب ضجيج النهار الباردة..
يقابل بحروفه وتفاصيل ملامحه البارزة _الممتزجة بسمرة دافئة تلونت بآثار سجائر ع شفاه أيامه ولياليه_ طيف معشوقة تتمثل ع رصيفه
قادمة من تلك الجبال البعيدة..
حيث الأحلام تُرسم بصمت..
وبلا عمود فقري يسند أركان الأحلام العميقة.
.
أتدري..
لعل ذلك العصف الروحي الكبير _ الذي عصف بالنبض،
وتاه في أعماقه جسدينا المتعطشين لخمر الحياة لا مباليين بشيء
وغائبين عن كل جزيئات الزمن_ هو الداء والدواء..
هو المقصل الذي فصل تمتمات المشاعر عن أحاسيس قلبينا في الشعور واللامحسوس..
في السكون وعواصف الضجيج..
غارقين في كل شيء..
ويأسرنا أصغر شيء..
كيف لا ونسمات ذلك العبير المنبعث من بعضنا لنصيب دواخلنا تُسكر الليالي
وتطغى ع دواوين قصص الغابرين!
.
العودة للأشياء وللأرواح الباقية دائما مرهق..
والمضي قدما وتلك التفاصيل تتبعنا يقتل بواقي الحياة فينا..
كل ماضٍ يخط أقدامه ع الحاضر رغم أنينه
ورغم شحوب معانيه..
دائما تبقى جذور ذكرياتك أقسى بقسوة لذيذة تتراخى لها الروح مذعنةً استسلاما حزينا ما كان سيكون لكنه كان!!
نصارع الواقع والحلم فيصرعنا كل شيء
لا الكائن يرحم وهن قلوبنا
ولا الذكريات تعتق رقاب الوريد ليسكن النبض
وننسى كما نُسينا خلف بحار السطور
ووسط زوايا حروفهم والغياب!
.
سلامٌ حين تاه السلام..
.
قلائد مطر 🍂