السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ،،،

بائعة الكتب
عبد الله المغلوث

رأت روابي عبدالله العيسى من الأفلاج، وهي في عمر 18 عاما أن تبحث عن دخل يساعدها وهي طالبة. فقامت بجمع الكتب المستعملة ومن ثم بيعها. بعد فترة قصيرة اكتشفت مصدر دخل آخر بعد طلب زميلاتها منها مساعدتهن في إعداد البحوث، فقامت بإعداد دورات مستقلة بمقابل لكل طالبة تحتاج إلى أن تطور أدواتها البحثية. لاحقا أضافت خدمة جديدة لقائمة الخدمات التي تقدمها، وهي في منزلها، وهي الترجمة. حينها بلغ دخل روابي نحو 5000 ريال شهريا.
درست تخصص لغة إنجليزية ثلاث سنوات، لكنها لم توفق فيه، فانتقلت إلى تخصص آخر بشهية مفتوحة غير آسفة على السنوات التي لم تتوجها بالبكالوريوس في تخصصها السابق؛ لأنها اكتسب لغة جيدة وتجربة جديدة مكنتها من تحسين قدراتها ومهاراتها ودخلها.
ترى روابي أن عملها المبكر أسهم في تطوير شخصيتها وأحلامها وعزز ثقتها بنفسها.
أثق شخصيا بأن روابي ستلمع وتحقق نجاحا كبيرا فكلما تعبت صغيرا تألقت كبيرا.
تعلمت من أختي روابي أن الفرص كثيرة متى ما بحثنا جيدا وقاتلنا كثيرا، وشحيحة كلما ندبنا حظنا العاثر.
فهي فتاة يافعة، لا تقطن في مدينة مزدحمة بالفرص والخيارات، تحقق ذاتها وتحقق نجاحا وتعتمد على نفسها.
فبدلا من أن تطلب من أبيها تهديه. وبدلا من تضييع وقتها في الشكاية والنحيب تستثمره في العمل والإبداع.
لا يوجد شخص بلا مهارات، لكن هناك من لا يرهق نفسه في البحث عما يميزه ويثريه ويثرينا.
مع الأسف لا نعرف أن مهاراتنا ثمينة؛ لأننا حصلنا عليها بلا ثمن. ثق بنفسك واستثمر كل ما تملك من إمكانات لتعود عليك بالخير والسعادة.
ينبغي أن نستثمر التقنية لترفعنا لا لتهبط بنا. بعضنا مع الأسف يهدر أفضل سنوات عمره متسكعا في المواقع بلا هدى وهدف.
عليّ وعليك أن نضع أهدافا نحققها ونعمل من أجلها. المشكلة ليست في تأخرنا في الوصول إليها، بل في عدم وجودها.
ما زال هناك متسع. ما زالت هناك فرص. المهم ألا نتوقف عن الإيمان بقدراتنا، ولا نسمح لأحد أن يحقننا بشحنات سلبية تودي بطموحاتنا وآمالنا.