*( إياك نعبد)*

🌱محمد بن سعيد المسقري🌱

🌹 الإيمان فطرة في النفس البشرية، والعبودية متأصلة فيها، تنزع لها وتجنح إليها بطبيعتها..
🌹 والإسلام جاء ليوجه هذا الشعور لوجهته السليمة، ويشبع هذه الرغبة بالطريقة السوية، *فيرتقي بالنفس إلى أسمى معاني العبودية*؛ حين يردها ردا جميلا للتعلق بالربوبية العظمى، إلى التعلق بالله وحده ..
👈🏼 *أنظر كيف أنت راق على كل الوجود البشري*، ومرفوع إلى أسمى معاني العبودية الإنسانية؛ بأن جعلك الله تتوجه بالعبادة خالصة لله وحده، لا شريك يظلمك، ولا ند يهضمك حقك, ولا ضعيف غير قادر على رعايتك ولا حمايتك، بل رب السموات والأرض الذي فطرهن، وبيده كل ذرة فيهن ..
👈🏼 *أنزل عليك بشكل خاص في أول سورة من كتابه : " إياك نعبد "*، وأوجب عليك تردادها في كل ركعة من ركعات صلاتك، وأمرك بالخشوع حين تقولها، بالتفكر في معانيها ..
*أتظن الأمر عبثا ؟ أم طقسا روتينيا لا معنى له ولا دلالة؟*🤔
كلا وحاشا ..
🌹 إن في هذه الجملة العظيمة *غذاء للنفس البشرية الكامنة بين جنبيك*، ووقودا راقيا لمسيرتها في الحياة باتزان ..

❣ *كيف*❣
🌻 حين يردد لسانك " إياك نعبد" ؛ ويستجيب قلبك المؤمن بالله *تشعر أنك ملك في عبوديتك, وأن الحائرين في صحارى الكفر عبيد مهما ملكوا،* لأن متعلقهم ضعيف جدا، ومستندهم لا يملك من أمره فضلا عن أمر غيره شيئا، ومعبودهم لا متكل عليه، ومن كان منهم بلا إله يعبده أصلا ، فهو في حيرة شديدة، وفقر نفسي عظيم..

❣ *أو تعلم ؟*❣
🌹 العبودية ليست السجود والركوع فحسب؛ *بل هي معنى كبير يشمل كل معاني الخضوع والطاعة والامتثال ..*
كلنا يدعي العبادة الخالصة لله، ولكن العبادة لغير الله لا تقتصر على السجود لصنم من حجر أو مدر..
*بل كل خضوع وطاعة لغير الله هي عبادة*، فمن الناس من يعبد الطواغيت والظلمة حين يطيعهم في معصية الله، ومن الناس من يعبد المال حين لا يبالي من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ ومنهم من يعبد الجاه والمناصب حين تكون همه ومبتغاه يسعى إليها بكل وسيلة غير مكترث بدينه، *ومنهم من يعبد شهواته وملذاته وهي تقوده من أنفه لغير مرضاة الله*، ومن الناس من يطيع زوجته أو ولده أو صديقه ، ومنهم من يعبد عموم الناس حين يقيم شعائر دينه والأعمال الصالحة رياء ومفاخرة وليقال أنه تقي صالح، وهكذا كل شخص أو عَرَض من أعراض الدنيا إذا كان مقدما على طاعة الله ورضاه فهو (معبود) من دون الله، وكل ذلك يجمعه ( الهوى) فهو أكبر معبود من دون الله : *" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا "*..

🌻 القرآن جاء ليرتقي بك ويرفع نفسك عن أي عبادة لغير الله، سواء كانت عبادة شرك خالصة، أو عبادة رياء وطاعة، *فوجه قلبك لمعبود واحد* بيده خلقك ورزقك وحياتك وموتك، وكل تفاصيلك..
🌻 فحين تردد : " إياك نعبد" بخشوع وتدبر *تسقط كل المعبودات الأخرى*، وتخجل من نفسك حين تطيع غير الله في معصية الله الذي أنشأك من عدم، والذي أنت واقف بين يديه للصلاة ..
🌻 حين ترددها بخشوع تستحي أن تكذب فيها، وأنت تعلم أن الله يعلم سرك وجهرك..
🌻 إنها تجعل منك شخصا واثقا من معبوده، ذا قلب متجه لخالق السموات والأرض، بينما للناس آلهة شتى يتيهون، ويتخبطون في صحارى أهوائهم ..
🌻 إنها تربي فيك الإخلاص لله وحده.. والعزة بالله وحده .. والثقة بالله وحده .. وتورثك استقرارا نفسيا جميلا ..

❣ *اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ، واجعلنا نعبدك حق عبادتك ..*❣