https://www.gulfupp.com/do.php?img=92989

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 74

الموضوع: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'

  1. #41
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    ((الجزء الثاني عشر))

    ((((يا لأيامي ووحدتي

    اقولها صراحة،،،،

    من غير مواربة ولا كناية..!!!

    لان هذه الاسوار
    والكوابيس العاتية ....

    ستنجز، لا شك سهامها
    الضاربة في أعماقي..!!!

    ولأن كلب الطفولة
    .......
    كف عن النباح....!!
    خلف تلك السهوب
    اللامعة من الحلفاء...))))

    "المحطات موقد الغياب لـــ سيف الرحبي"


    رجعنا بعد المغرب وكان الكل داايخ من التعب...بعد حمام سااخن كنت احس بتعب والم
    غريب في جنبي اليمين ..تذكرت سقوطي على الصخور..كنت احس بالألم في تزايد مع كل
    دقيقة...بس حاولت ما اركز كثير حتى يتلاشى...

    بعد صلاة العشاء نزلت عند جدتي وباسل في الصالة..كنت اسمعه يقول
    ( لا يا امي غالية ..قالت ما تبا ترجع البيت دام عليا هنيه..وامها الله يهديها مشجعتنها)

    وسمعت صوت جدتي المتذمر ( تبانا نطرد بنت سلطان من بيتنا..حشا علينا ..بنت
    سلطان صارلنا سنين مشتهين شوفتها بيننا....وكان بنت محمد ما عاجبنها تجلس
    عند امها..ولا كان تبا تجلس هنيه قسمها لها ....ومحدً مقصر فيها)

    رد باسل بضيق ( يا امي انا هنيه موجود اهتم بعلاجها ومواعيدها
    و حالها كل يوم يزداد سوء.....وحتى كليتها ما صارت تستقبل الغسيل في الآونه الأخيره
    عشان كذا محتاجة عنايه اكثر)

    قالت جدتي بهدوء ( الله يشفيها..يا ابويه انت ما مقصر ..ولام الله من يلومك..
    بس اذا جات منها خليها..يمكن مشتاقة لأهلها....ومحمد وعياله ما بيقصروا
    والمستشفى جنبهم)

    لما هدأ الحوار...فتحت الباب وحاولت ان ملامحي تكون عاديه..واتوقع انها كذا
    لأني تعبانه من الرحلة ومن الألم وعيوني مسكره..فما اعتقد انه باسل راح
    يقرأ ملامحي هالمره..!!

    قلت لجدتي ( جدتي انا برجد..لا حد يصحيني مابا عشا ..ثقلت على الغدا)

    اعترضت جدتي لكني كنت متألمه كثير ..وما اقدر اوقف كثير..اعتذرت وطلعت..

    وصلت غرفتي بعد مجهود ..كنت احس ببرد قوي بسبب الألم..شغلت التدفئة المركزية
    وقفلت الستاير ..وطفيت كل الضو......وتغطيت زين..ونمت.........

    صحيت بعد ما حلمت اني اتقلب من الألم...جلست في سريري وسط الظلام
    لكن فاجئني الألم الشديد بأنه واقع مو حلم..!!

    رغم الدفا اللي من المفترض يكون موجود بالغرفة ..كنت احس بالبرد في داخلي
    وانتفض ما اعرف من الألم اللي بجنبي ولا الجو حقيقي بااارد...

    فتحت ضوء الأبجورة اللي جنب سريري...واحترت ويش اسوي لهالألم منشان يخف
    مالي غير المسكن هو اللي راح يخفف ألم الضربة...

    تأكدت من الساعة حصلتها تو جايه ثنتين...سحبت اقرب شيلة لي وكانت بيجامتي
    ثوب طويل وساتر..نزلت والألم ذابحني...توجهت للمطبخ ..بديت ابحث عن صيدليه
    بس ماشي بالمطبخ..بديت افتح الأدراج بعشوائية..بس ما حصلت شي..

    رحت لغرفة جدتي واحترت ادخل ولا..اخاف ترتاع..( تخاف).!!! بس الألم
    اللي كان يزداد ما ترك لي اي فرصة....

    فتحت الباب وناديت جدتي بخفة وسألتها عن دوا مسكن..
    وشفت ملامح الهلع ماليه وجهها قاومت الألم وابتسمت..!

    قلت لها ( لا تخافي يا جدتي..بس صخرة ضربت عظم جنبي ..وشوي عورتني
    الحين ..)

    نهضت من سريرها وقالت ( خلي باسل يتأكد..بعض الضربات خطره ( خطيرة) )

    قلت لها بنفي ( يتأكد من ويش يا جدتي ..كلها عثرة بسيطه..وتتعالج بالمسكن لين تخف)

    قالت ( الضربة ما يعالجها المسكن..بسوي لك دوا شعبي )

    تعباااانه و ودي ابكي واصرخ من فظاعة الألم ..ولا اقدر ادخل في جدال
    قلت بنرفزة ( يا جدتي ما فيني شي ..بس ابا دوا مسكن ..وبروح انام )

    ( ويش صاير )

    عزالله كملت...رحمتك ياااارب...ما اقدر اتحمل هالحال وهالألم ....

    سردت جدتي الأحداث ...ثم فتح باسل الضوء ....كنت متأكده ان ملامح الألم بااينة بوضوح
    في وجهي...

    قال بهدوء( نفس طيحتك اللي طحتيها على الصخور..ولا غيرها)

    قلت له ( ايوه هي نفسها ..تراها ما تسوى..بس ابا اي نوع مسكن وانتهينا)

    قال وما زال بهدوءه ( لا ما انتهينا ..اذا كانت الطيحة بسيطة ما بتسوي كل هالألم )

    قلت بانكار ( ماشي الم قوي ..بس خفيف)

    قال ( لا تنكري يا عليا..ترى الألم باين بعيونك وانا دكتور متعود على نظرة التألم بعيون المريض)

    الغثيان والبرد وكتلة الألم كانوا في ذروتهم..!!!!

    التفت له بغضب ( يا اخي عندك مسكن فكني واعطيني ..ما عندك خليني اروح ارجد)

    قال ( اوصفي لي الألم ...)

    هذا وين وانا وين........خلاص ما اقدر ..لازم اروح غرفتي شعوري بالغثيان تزايد..
    والألم يزيد بسبب وقوفي..

    تركت الغرفة ..وصعدت لغرفتي...وقفلت باب الغرفة وتوجهت لدورة المياه..

    بعد ما هدت نوبة الغثيان..ارتحت شوي..لكن الألم ما زال موجود..

    رشيت وجهي بالماي..وطلعت بعد ما سمعت طرقات على باب غرفتي

    فتحت الباب وكنت شبه متأكده انه باسل
    قال ( خذي هالمسكن ..واذا ما فاد خبريني ..رقمك موجود معي..وباب غرفتك لا تقفليه)

    ما اقدر اجاوب..ولا اقدر اوقف على رجليني والألم ماليني...خذيت المسكن بإيد مرتجفة

    قال باسل باستغراب ( فاتحه على التدفئة في هالجو الدافي)!!

    هزيت راسي من دون كلام ..وحمدت الله على انه فهم و راح ..اخذت الدوا المسكن
    وحاولت انام...كنت اغفو شوي ...وبعد لحظات استيقظ والألم في ازدياد..

    مرت الساعات وانا بنفس الحال من الألم..اما المسكن ما كان له اي تأثير فعلي..!!

    نوبات الغثيان ما خلتني الا بعد ما سببت لي دوار..ورجفة بكامل جسمي.. ..

    اذن الفجر.....توضيت وصليت وجسمي منكمش من هول الألم.....

    وبالأخير تمددت على السجادة لأني ما قدرت اوصل للسرير من الألم ..
    ونمت لكن كوابيس الألم ما تركتني...

    بعد ما اتضح لي النور من الستارة ...حاولت اقوم ..وانا احس ان قوتي بدت تخور
    والدوار يهددني بالسقوط...بس قبل لا اوصل سريري سمعت طرق الباب..

    كانت فرصتي الأخيرة ..لطلب المساعده..ولا راح اموت بمكاني من شدة الألم..

    كنت اسير وعيوني بدت تزيغ ..وجسمي يرتجف بقوة...وقفت لما ضرب جسمي بالباب...

    فتحته ...ونزلت مباشرة في الأرضية الرخامية بوضعية الجلوس....

    ما كنت اقدر اشوف من اللي كان على الباب..

    بديت اصرخ من الألم الفظيع واردد ( بموت ..بموت من الألم )

    حسيت بيدين باسل حولي تحاول ترفعني وسمعت صوته المنصدم
    ( بسم الله عليك..عليا ويش صار لك ..الألم باقي ما راح)

    رديت وانا ابكي ( لا ما راح... ..باسل ....بموت من الألم..والله بموت ....جنبي يعورني وايد)

    قال ( خلاص اهدي ..اهدي ذلحين....وحددي مكان الألم بالضبط ..مجرد سقوط ما يسوي كذا)

    قلت بضعف ( هنيه ) وانا أأشر على جنبي جهة اليمين....

    حط يده وضغط بهدوء وقال ( ..زين من البداية بدأ من هنيه ولا بالأول كان بالوسط)

    قلت له والألم يضرب جنبي بقوة وانفاسي بدت تتقطع ( ما اعرف..كله ..بس يمكن هنيه
    يعور وايد..ما اقدر....ما اقدر اتنفس....)

    بدت الرؤية تضعف عندي..حتى ملامح باسل ما كنت قادرة اشوفها بوضوح....
    بس ما زلت قادره على سماع الأصوات والاحساس بمن حولي...

    حسيت بيد باسل تضرب جانب وجهي بخفه وهو يقول
    ( لا تنامي الحين..مو زين..خليك معي...ما راح نتأخر الحين بوديك المستشفى)

    سندني على الجدار جنب الباب....وبعد لحظات حسيت بدفا العباية يلفني....
    والشيلة فوق راسي......ومن بعدها رفعني بين يديه ....في مواجهة
    دفاه..اللي كنت محتاجتنه ..واللي كان يخفف الرجفة والبرد من جسمي..

    فالمستشفى كنت اسمع جدال باسل مع الدكتور العربي باللغة الانجليزية
    وكنت افهم بوضوح كلامهم...كان باسل يستعجل الدكتور ويقوله بأن الزايده
    راح تنفجر ..فلازم عمليه فوراً....!!والدكتور يتعذر بأن مناوبته انتهت وان الدكتور
    المناوب على وصول....!!

    انتابني الهلع...اي زايده..واي عمليه ..حاولت اجلس في السرير بعد ما كنت ممدده
    بس ما قدرت ...رجعت غصت في الظلام من جديد..

    بعد فتره كنت اسمع صوت الممرضة العمانية وهي تسأل باسل
    ( دكتور باسل ويش صلة قرابتك بالمريضة )

    رد عليها ( زوجها..جيبي الأوراق بسرعة خليني اوقعها عشان العملية )

    حاولت اقاوم هالألم المبرح اللي ما زال يسيطر علي وقلت بارهاق
    ( باسل.....ليش العملية )

    كان يتكلم ..لكن الصوت كان متداخل مع بعض..فما قدرت افهم اي شيء..

    استيقاظي الثاني كان على صوت الممرضات وحركتهن جنبي....لكن ما قدرت
    افتح عيوني..بعد فتره بصعوبة قدرت افتح عيوني الخدره...
    وانا اسمع اناتي وتمتماتي تخرج من دون شعور.....

    دارت عيوني في محاجرها على ارجاء الغرفة الشديدة البياض بصورة تجيب الكآبة..!!!

    حتى سقطت في العيون النارية اللي بها نظرة غريبة غير مفهومه..

    ثبتت عيوني بعيون باسل ..ثم رجعت اغمض من جديد..والشعور بالخدر يغريني
    للعودة للنوم من جديد..بس صوت باسل ما كان رأيه كذا

    ( عليا ..تسمعيني..افتحي عيونك... ..)
    ثم رجع من جديد..
    ( هيا ..يا كسوله قومي ..افتحي عيونك..)

    الازعاج المتكرر خلاني افتح عيوني من جديد..
    لمقابلة وجه باسل المبتسم ( الحمدلله على سلامتك..بويش حاسه الحين)

    كان الألم مازال بجنبي لكن بصورة اخف بكثير عن قبل..واحس بحرقة
    في حلقي....لكن فهمي ما زال مشوش.....قلت ببحه ( ابا ماي)

    سكب كوب ماي ..وجلس جنبي وبايده كوب الماي..استغربت ..!!

    حاولت ارفع يدي..جسمي...راسي.....بس الخدر كان عام..

    غمضت عيوني واستسلمت ليد باسل وهي ترفع راسي بخفة ويده الثانية
    وهو يقرب كوب الماي من فمي..قال ( اشربي بخفة..ايوه ..بس خلاص كذا كفايه)

    لما ابتعد سألته بتعب وهذيان ( ويش صار...ليش احس بخدر )

    قال بهدوء وهو يرجع يجلس بالكرسي القريب من سريري..
    ( ما صار لك الا العافية ..الألم اللي كنتي تحسي فيه ..ما كان بسبب الطيحه
    كان الزايده..وسوو لك عمليه واستأصلوا الزايده ...)

    وقع هالكلام علي كان قوي جداً...اول عمليه جراحية اخضع لها ..
    والألم اللي حسيته ..كان ممكن اني اموت بسببه.....

    حسيت بشفايفي ترتجف ..بس
    كنت تعبانه وما اقدر ابكي...والخدر ما زال ماليني...

    حسيت بيد باسل وهو يدخل شعري داخل الشيله ..وكفه تمسح
    على راسي من فوق الشيلة... وعلى جبيني بخفه..

    وجسمي وشفايفي ما زالت ترتجف..ثم قال..

    ( لا تبكي..لا تبكي يا عليا....اهم شي انتي بخير ذلحين...والعملية ناجحة )

    وقتها ما قدرت اسيطر على دموعي الساخنة اللي بدت تشق طريقها لوجنتي
    وترافقت مع تنهداتي وشهقاتي ...بكيت بألم...!

    وصلني صوته ( خلااااص يا بنت ..ليش البكاء الحين..انتي بخير
    ..انتي بخير وهذا المهم)

    بس ما قدرت احس اني مخنوقه ..ومشتاقة لخالتي واباها جنبي الحين
    كان بكائي يزيد ..باسل ترك كرسية وجلس بجنبي وجمعني بخفه بين يديه بحيث
    كان وجهي ملتصق بكتفه اليسار ويده ملتفه حولي...

    وبكفه الثانية بدا يمسح على ظهري صعوداً ونزولاً
    بطريقة كانت تزيد دموعي..الا انها مريحه...

    كانت تنهداتي ما تزال ..ودموعي ما وقفت ...

    قلت له بين شهقاتي ووجهي ما زال بكتفه (باسل..وين خالتي...ابا خالتي..)

    رد بهدوء ( الحين انتي ارتاحي..ونامي..وبعدين يصير خير)

    قلت ببكاء وهذيان ( لا ....لا ...الحين...ابا خالتي...ابا خالتي...)

    يده لامست ذقني ..ورفع وجهي من كتفه وحط عينه بعيني بنظره دافيه ومطمئنة
    وقال ( ابا اقول لها.....بس انتي ارتاحي الحين..انتي بعدك تعبانه ..والمخدر ما راح..)

    قلت له بتعب ودموعي تجري ( خليها تجي...باسل...)

    مسح دموعي بيده...وقال ( اللي تبيه بيصير..بس اهدي الحين ونامي ..اتفقنا )

    رجعت وجهي لكتفه بارهاق......وبدت عيوني تغمض من جديد.....

    استيقظت بعد فتره على اصوات بالغرفة ...وشفت عمامي موجودين....
    تقدم عمي محمد ناحيتي وسلم علي ..وتحمد لي بالسلامه وبعده عمي احمد..

    بعدها قال عمي احمد( الجماعة بالبيت يريدوا يجو يسلموا عليك..بس قوانين
    الزيارة ما تسمح بزيارة
    المريض ولا البنات كانن .........)

    ما كنت قادره اسمع بقية كلامهم لأن الخدر ما زال محتويني...وغمضت عيوني لفتره
    ولما نهضت محد كان بالغرفة غيري....!

    مباشرةً امتلى قلبي بالخوف...حاولت اهدي نفسي بس شعوري من الاساس مليء
    بالتوتر والخوف وعدم الاتزان....لما جلست .. الالم بجنبي ما كنت اشعر فيه مثل اول..
    وشفت ابرة التغذية فوق كف يدي.. لكنها ما كانت موصوله بانبوب التغذية...

    اتجهت انظاري لجهة الباب ... وبديت انزل بس الدوار ما زال موجود..
    وصلت لحد الباب واتكأت بتعب عليه.. وصلتني اصوات محادثه..حاولت اركز
    من اللي موجود ..اتضح لي صوت عمي محمد.. وبعد فتره صوت باسل
    حاولت اقرب اكثر لما سمعت اسمي بالمحادثه

    خفقات قلبي في تزايد من الحوار المنطرح مابين عمي محمد وباسل
    كانت الأصوات تجيني بضعف..
    ( ما راضية ترجع ..لكن مو مشكلة دام السفر قريب خليها عندنا)
    ثم صوت باسل
    ( اخاف انها تتعب فجأة وانا مو موجود قربها يا عمي)
    قال عمي محمد

    ( وانا واخوانها وين رحنا يا باسل..اول ما تتعب بنسعفها للمستشفى..
    والمستشفى اقرب لنا ..)ثم اردف
    (متى قلت لعليا عن زواجكم..سمعت احمد يقول انها عرفت )
    حسيت في هاللحظة كل انفاسي توقفت ..نسيت تعبي..راح الخدر..!
    صارت كل حواسي متيقظة لسماع رد باسل..

    رد عليه باسل ( ما قلت لها بنفسي.....خالتها نقضت اتفاقها معي..وبالتالي جاها
    ما تستحق من جهتي...
    اما انا قدرت اخمن معرفت عليا عن زواجنا من اول لحظة شفتها فيها وكنت متأكد من معرفتها..
    والمواقف اللي صارت بعدين اكدت لي هالشي)

    وصلني رد عمي محمد المستغرب ( وليش ما تجلس معها..وتفهمها الأمور من البداية،
    ليش ما تبدا حياة جديدة معها كزوجة لك...يكفيك الحياة الصعبة والتعب اللي عايشنه كل هالسنين )!

    رد عليه باسل بضيق ( ويش اقول لها يا عمي...اقول لها ان جدي طلب المملك يملكني عليها قدام
    الناس حتى ما اقدر اعارض..!!! اقول لها انها انفرضت علي بحياتي...! ولا اقول لها انا زوجك غصباً عنك وانسي كل احلامك ودراستك لأني مسلم وغيور و لا يمكن اسمح لزوجتي بالسفور..!! ولا اقول لها بسببك....)

    قال له عمي (لا تكمل ..!!! ) ثم قال( كل اللي قلته ما ينفع كحوار مع زوجتك وبنت عمك اليتيمة..تبا تجرحها يا باسل ما يكفيها اللي شافته فحياتها..ما يكفي يتمها
    انت تشوفها ...تشوف نظرة الحزن اللي ساكنة عيونها...ما تحس انه من ألمها لفقدان اهلها ما تسولف عنهم
    لا يمكن تواصل الكلام معك لو ذكرت احد من اهلها ...ان ما رحمتها يا باسل وانت الريال العاقل
    من راح يرحمها غيرك.....)

    رد عليه باسل بسرعة( الله يهديك يا عمي..انا ما قلت هالكلام الا قدامك ..ولا عليا لا يمكن
    اتكلم معها بهالطريقة....لا يمكن اجرحها بسالفة زواجي منها )

    رد عليه عمي ( زين...لكن يا باسل تذكر اني وعمك احمد وجدتك ما راح نسكت لو حاولت
    تأذي بنية سلطان )
    قال له باسل ( يا عمي انا باسل....انا مو ابويه...لا تظن اني مثله )

    مرض فوق مرض..!! الا ان الجرح اللي فقلبي اقوى من اللي فجنبي....!!
    كنت اعرف انه ما يبيني...لكن مجرد الاستماع لاعترافه يقتلني..
    ليش ما يباني...حتى ما قدر يجامل قدام عمي...متمسك فيني بشفقه ...
    انا عاله عليه....!!

    لما جيت ابا ارجع سريري ما قدرت اوقف..وبعد محاولات ودموعي مشوشة علي الرؤية قدرت اوصل لقرب السرير
    واستندت عليه..بس ما قدرت اصعد..ارخيت راسي فيه وانا ابكي من الكلام اللي قهرني
    وآلمني...ليش ما يباني..ويش ينقصني لدرجة انه ما قدر يجامل قدام عمي محمد...

    انفتح الباب ..وسمعت خطواته السريعة قريبه مني

    وصلني صوته المتفاجئ ( عليا.!.! ويش اللي قومك من السرير..) ثم اردف
    لما اتضحت له شهقاتي( ليش تبكي ..حاسه بألم ...تكلمي يا بنت ..)

    لما مد يده يحاول يرفعني للسرير من جديد..دفعت يده ورجعت امسح دموعي
    وقلت له وانا اتألم ( مابا اتم هنيه....ابرجع البيت ..ما حبيت المكان..مو مرتاحه..)

    رجعت ايدينه تحاوطني في محاوله لارجاعي للسرير وهو يقول
    ( اي بيت الله يهديك...انتي تو قايمه من البنج..وعمليتك ما صار لها الا كمً ساعة)

    بعدت ايده بعنف وقلت له ( مو على كيفك ..والله اني ما اجلس هنيه ساعه..
    واذا ما وديتني البيت بتصل فحد من عمامي يجي ياخذني..)
    ثم اردفت من بين شهقاتي ( والله ما اتم هنيه)

    ملامح الضيق ماليه وجه باسل وهو يسوق..بسبب الملاحظات اللي ازعجوه بها
    الطاقم الطبي لما جاء يوقع على خروجي تحت مسؤوليته..بس انا احس اني
    ما راح ارتاح الا في غرفتي....كنت احس بتعب متزايد....رجعت راسي للوراء
    وكنت منتبهه لنظرات باسل بين الفتره والثانية...وحديثه الخفيف حتى يتأكد اني واعيه...

    لما عبرنا البوابة ووقفت السيارة.. بديت اعدل جلستي..حتى اقدر انزل بنفسي..
    لكن باسل ما ترك لي فرصة ..دار حول السيارة ووصل لجهتي وفتح الباب...

    ومد يده يساعدني على النزول...قلت له بنرفزة ( بروحي قادره انزل)
    قال بهدوء ( بس شوي....لأن السيارة مرتفعه )

    بعد ما ساعدني بالنزول..سندني بايديه في طريقنا للدخول الى البيت..

    قبل لا ندخل كانت جدتي بعيونها المحمره وملامحها الباكية قدام الباب

    وصلني نحيبها المحمل بكلام حول امكانية فقداني
    مثل ما سبق و فقدت اهلي... ..والم سنين......وموت وخوف....ما كنت متأكده ان الكلام هو
    اللي كان كئيب.....ولا حالتي اللي زادته جرعه من الكآبه...!! ..

    غمضت عيوني بألم وتعب...لما قربت جدتي ومسكت وجهي بين ايديها وهي تنتحب وتقبل
    جبيني ووجنتي....ما كنت قادره اتحمل اي شي...بس ابا اروح غرفتي وانام...

    باسل تقدم وبدا يهدي جدتي..ويطمنها بأني بخير...وانه موجود وما راح يتركني..

    وعوده سببت لي الغثيان اكيد انه راح يقول كذا قدامها ..لكن اللي فقلبه شي مختلف
    اللي في قلبه ما يتعدى الشفقة ..والاحساس بالمسؤولية من منطلقات انسانية بحت...!

    تنهبت لما حسيت بضربه خفيفة على خدي..وسمعت صوت باسل
    ( عليا ..ويش فيك...؟؟قادره تسمعيني ..)
    قلت بارهاق ( ابا اروح غرفتي)

    صرخت جدتي برفض..وكذلك باسل...لأن غرفتي في الطابق الثاني..وفي غرف فاضية في الطابق الأول.......لكن اليوم رغم التعب الا ان مزاجي العاصف
    ما يرضى ....الا لما يصير اللي في بالي...

    تذمرت بتعب لما رفعني باسل بين ايديه من دون ما يترك لي مجال للصعود بنفسي..

    وصلني صوته (انتي اليوم حالتك حاله مع هالعناد ..ويش صاير لك هااه)

    لما تمددت على سريري حسيت براحه اكثر..فرق شاسع بين التواجد في سرير المستشفى البارد
    وبين سرير البيت الدافي...

    تذكرت فجأه اني ما صليت الظهر...ورغم اني كنت بالخارج بس ما قدرت احدد ويش الوقت

    قلت لباسل وعيوني نصف مغلقة ( كم الساعة ....انا ما صليت الظهر..؟؟)

    قال بهدوء ( ما بعد اذن الظهر..الساعة تو 11 ...انتي اللي كنتي مستعجله على طلعتك
    من المستشفى)
    تفاجأت ما توقعت ان كل اللي صار والألم اللي حسيته ما كمل 24ساعة..!!!
    وانا اقول ليش الخدر ماليني...!!

    كنت ابا اقوم اخلع العباية..والبس لبس قطني خفيف بس ما قدرت...
    رجعت راسي بالمخده ونمت.......

    فتحت عيوني بتعب لما حسيت بحركه جنبي ...وشفت باسل يفك الشيلة ..حاولت
    ارفع يدي ..بس ما قدرت ...ورجعت انام من جديد

    نهضت على ايد باسل تمسح جبيني بخفه...وصوته وهو يناديني..كان
    باسل جالس جنبي بالسرير...
    قال بهدوء ( كيف حالك الحين...حاسه بألم..)
    اخذت وقت وانا استذكر الأحداث....لحد ما استوعبت...لما جيت ابا اجلس

    قال بسرعة ( شوي شوي..حركتك هذي بتتعبك ترى )ثم قال
    (خذي هالقميص القطني والبسيه...تقدري تقومي تتوضي ولا انادي الشغاله تساعدك..)

    اقترنت حواجبي باستغراب ..وسألت ببحه وتعب
    ( انت ليش جالسه هنيه...؟؟ومن سمح لك تفتح درج ملابسي )..؟؟

    قال بهدوء ( خلي عنك هالسوالف ..واذا تقدري قومي توضي وبدلي ملابسك
    عشان اعطيك مسكن..لأن الألم بيزداد اذا ما خذتي المسكنات...)ثم اردف (انادي الشغالة..).؟؟

    قلت له بهدوء ( لا ما يحتاج ..بس انت اطلع من هنيه) ..وبديت اتحرك بخفه
    ورجعت القميص القطني...واخذت ثوب قطني طويل واسع باكمام طويله..

    لما طلعت ما كنت مستقيمه بوقوفي..لأن الألم كان يزعجني شوي...
    بعد ما نشفت وجهي...حطيت الفوطة على كرسي التسريحة وشفت باسل
    ما زال موجود بالغرفة..!!!! ومستند على سريري وايده مغطيه وجهه..!!!

    سحبت ساعتي من التسريحة وشفت الساعة 2 ...جوالي مطفي من امس ولا اذكر وين حطيته
    سحبت شيلة الصلاة وصليت الظهر...لما خلصت كنت مجهده...ومنقهره من وجود باسل بالغرفة
    رغم الأمان اللي احسه من وجوده واللي متناقض تماماً مع الواقع ..بس كان لازم يطلع من غرفتي..وينهي تمثيلياته ...

    قلت له ( باسل ..اطلع من غرفتي..وحط المسكنات بالطاولة ...بروحي اعرف اخذ دوايه )

    سحب يده من وجهه ..شكله كان نايم ..!!!

    قال ( عليا لا تزعجيني..!! ما بتحملك دوم)!!

    رديت عليه بعضب ( انت اللي تزعجني ويش مجلسنك في غرفتي ..اطلع ما لك دخل وما لك حق
    تجلس فيها وانا ما سامحه لك..اطلع الحين ..اطلع )

    قام من السرير..وقال ( تعالي ارتاحي بسريرك..انتي عمليتك راح تفتح اذا ضليتي بهالحال..
    وراح نضطر نرجع للمستشفى ..وبعدها شوفي من يطلعك..)!!

    قبل لا اتكلم ..سحب يدي بخفه ..وجلسني بالسرير..وجلس جنبي ..واعطاني اقراص المسكنات..!

    ركزت نظراتي على عيونه ...لكن ما مديت يدي اخذ منه الأقراص..!

    ثم بعد صمت خفيف..قلت له ( انا قايله لك اطلع من هنيه ...وترى اقدر اقرأ يعني اعرف اخذ الأقراص )!!

    وصلني صوته اللي يدل على نفاذ صبره ( علــــــيـــا)

    هزتني صرخته....بس ما زلت ما قادره اتحمل وجوده..رفعت عيني بعيونه النارية بتحدي
    بس تخدرت كل مشاعر الضيق..بشعور غريب عني اول مره احسه في حياتي ...

    لدرجة اني ما حسيت الا بيد باسل وهي ترفع كوب الماي قريب من فمي..!! متى حط
    الأقراص..!!!!!

    قال بأمر ( اشربي)...
    بعدت ايده بعنف......بروحي قادره امسك كوب الماي..

    قال بقوة وبحده ( عليــــا عن العناد..اشربي من يدي)

    هو ما يعرف ان صوته مؤذي...ما يعرف ان حدته ما تتناسب مع اي انثى..كالعاده صوته
    جمع الدموع بعيني..بس كنت مقاومه ..مابا ابكي ..رغم ارتجافتي..شربت الماي من يده
    لكن شرقت بسبب شهقه مكتومه ..

    بعد باسل الكوب وقال بضيق ( لا اله الا الله ..الحين ويش يبكي فالموضوع ..ويش هالحاله
    ما تقدري تتحملي ليش تعاندي من البدايه ..)

    وانا ابكي بصوت مكتوم رجعت اتمدد ....ووجهي متغطي بالمخده..

    وصلني صوته المنزعج ( انا قايل ان هالعمليه مصيرها الفشل..عدلي تمددك ..تمددي
    على ظهرك ) ثم ما انتظر ..قلبني على ظهري..وايدي مغطيه وجهي والدموع اللي مالتنه..!

    بعد ايدي عن وجهي..وانا احارب ايده..بس ما قدرت ...
    قال ( يا بنت الحلال والله بتتعبي من البكاء..بس خلاص اهدي...انا اسحب كل شي قلته..
    رغم اني ما قلت الا اللي فيه مصلحتك...بس انتي اهدي الحين ووقفي هالبكا.. ..)


    العصر صحيت على صوت عمتي هاجر...وزوجة عمي احمد..وزوجة عمي محمد اللي
    استغربت تواجدها..لكني قدرته كثير..وبالطبع البنات كلهم جنبي فالسرير..

    الكل كان يلومني على خروجي المبكر من المستشفى..! لكن بالنسبة لي مرتاحه
    بالبيت اكثر....!
    وصلني صوت مزون الخافت وهي تقول ( لو انا بدالك يا علووويه كان تميت شهر
    فالمستشفى )!!
    قلت لها باستغراب ( ليش )..!!
    بس استغربت لما شفت وجهها محمر..!!! خجلانه ..!! غرييبه ويش اللي فالدنيا
    يسكت ويخجل مزون.!!!
    قالت هنادي بضحكة ( يا حلوه ترى سمعت ابويه يقول ان عزام مسافر مسقط معه مؤتمر
    هالشهر )
    قالت ساره بضحكة عاليه ( يعني كنتي راح تعفني فالمستشفى من دون ما تشوفي ظله )

    ضحكت وانا تو افهم ان عزام خطيب مزون..!
    سألت البنات ( عزام ولد من ..من عمامي..؟؟)
    قالت هنادي بتأثر ( هالعزام يصير ولد اخو عمي هاشم زوج عمتي..يعني ولد عم مزون
    بس احنا كلنا نقول ولد عمنا كذا متعودين.....خريج كلية الصيدلة...واهله متوفيين..
    والأمر من كذا..!! انه يصير خطيب هالمجنونة )

    بعدت عن البنات لما شفت بوادر حرب قايمة بين مزون وهنادي كالعادة..!!
    بس ما استمرت هالحرب بعد صرخة عمتي وزوجة عمي عليهن ..!!

    سألت باستغراب وانا اشوف مزون وهنادي كل وحده مستلمه علبه من الككاو الفاخر
    ( الحين انتن جايبات هالككاو ..عشان ترجعن تقضن عليه ..؟!)

    قالت مزون بضحكة ( يا بنت الحلال خلينا نساعدك فيه....انتي احمدي ربك ان خلاك الدكتور
    باسل تشربي كوب حليب..!!) ثم اردفت وهي تهز راسها ومنغمسه في اكل الككاو
    ( عاد كله كوم ..وباسل وحصل من يتسلط عليه كوم ثاني..!! )!!

    قلت في قرارة نفسي....انتي صادقة يا مزون.....!!!

    ما حسيت لما جات الفرصة بعد صلاة العشاء حتى انام براحة دون استيقاظ..

    عدلت فراشي..وطفيت الأضواء...ونمت ......

    لما استيقظت على الضوء القوي قفلت عيوني بضيق...ولما فتحتهم مره ثانية
    عشان اشوف باسل واقف جنب سريري....وبايده حقيبة ..!!!رحمتك ياارب

    ( اصحي بس شوي.اتأكد من ضغط دمك ..والنبض...واشيك على العمليه وبعطيك علاجك ..ثم نامي ...)..

    حركت راسي بعدم فهم..!! رغم اني فهمت النصف من كلامه .!! لكن يشيك على
    العملية يعني ويش..؟؟؟!!

    من دون ما ينتظر رد جلس جنبي فالسرير وفتح حقيبته الطبيه واخرج منها السماعة وصوبها باتجاه نبضات قلبي ....!!

    رجعت راسي لأدنى درجه في المخده وانا احاول ابعد من هالوضع المحرج الغريب...

    بعد لحظات رفع كتفي ولفه على جنب وحط السماعة اعلي ظهري..!

    تنفست الصعداء لكن مو لفترة طويله..رجع وطلع جهاز قياس الضغط..!

    ومن بعدها رجع عينه لشنطته وقال ( ارفعي الثوب خليني اشوف مكان العمليه
    اذا محتاج تغيير اللصقه اليوم ولا باكر الصبح )!!

    قلت له بغضب من بين اسناني ( في احــــلامــك)

    قال ببرود ( بشوف العملية غصباً عنك...ولو انك في المستشفى كان راح يصير لك
    نفس الشي )
    رديت عليه بنرفزه ( في المستشفى غير...!! ) ثم اردفت ( عادي كنت راح اسمح
    لهم منشان انهم ..مو انت..) ثم اكملت ونظراتي تجاهه( لذلك تحلم تطبق طبك فيني
    لأني ما اسمح لك ...والحين اطلع من غرفتي لأني وصلت حدي منك..ولا ابا اشوفك)

    شفت العيون النارية تستعر بغضب لكنه سيطر عليه بسرعه وقال بهدوء
    ( ما راح استغرب عصبيتك...لأن ضغط دمك مو معتدل..والأكيد انك تحسي بألم..)

    ثم سكت...وقال ( تراني تعبان وابا انام ..وانتي بعد تعبانه خليني اخلص شغلي
    واعطيك مسكن ....بيخفف عنك الألم ....وبتنامي بسهولة...)

    سحبت الفراش حولي وقلت له ( ما يحتاج مسكن ولا منوم ولا غيار للعمليه)
    وغطيت وجهي ثم اردفت من تحت اللحاف ( لا تنسى وانت طالع قفل الضوء)!

    استغربت السكون والهدوء اللي دام لحظات..!!! ومن بعدها سمعت صوت
    كأن باسل يدخل اغراضه فحقيبته الطبيه ..!! الحمدلله انه ما لزّم علي كالعاده....!!
    وكنت اقنع نفسي بأن الألم اللي حاستنه مصيره بيزول لما بنام..!!!

    استغربت لما حسيت بالبروده في ذراع يدي اللي كان خارج الفراش..ومثبتنه فوق
    راسي..!!!!!!ويش هذا.....؟؟!!

    قبل لا اسحب الفراشي بايدي الثانيه صرخت لما حسيت بالألم في ذراعي..!!!

    سحبت الفراش بسرعة وشفت الابره مغروزة في يدي ومن دون استيعاب
    راقبت باسل وهو يسحبها من يدي.!!!!

    قلت له بصدمة ( انت كيف تسمح لنفسك....كيف قدرت تحقني من دون علمي..
    من الاساس انا ما محتاجتنها ..)

    قال ببرود ولا كنه مسوي شي( مورفين بيخفف الألم اللي تنكري وجوده قدامي..وبيسهل نومك
    حتى اقدر اتأكد من عمليتك من دون ازعاج)!!!

    رجعت راسي للوراء وانا احس عيوني ثقلت وقلت ( يا ويلك ..يا ويلك لو تلمسني بدون
    اذني يا باسل...ترى والله اني ........) وكان اخر عهدي باليقظة...!!!!



    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


    •   Alt 

       

  2. #42
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    ((الجزء الثالث عشر))



    لأول مره يطلع هذا الصباح

    بسفنه الجانحة في الضباب


    روح نسيم يطوّق جسدي

    والعذوبة تلفح أعماقي


    بمطرٍ قديم.....



    ((أستطيع الآن أن أتبينك

    وسط حشودي وعزلتي،،،،))


    " سيـــف الــرحبي"

    .....




    الهواء البارد كان يتسلل لجسمي بالكامل...حاولت اسحب الفراش اكثر..
    لكن الهواء كان يوصلني.......وصوت غريب متداخل مع رائحة ..محببه عندي ..!!


    فتحت عيني ونظراتي اتجهت لباب البلكونه المفتوح قفزت لا شعورياً وصحت بفرحة :

    ( مطر) !

    وصلت البلكونه باتجاه الريح البارده المحمله بقطرات المطر المنعشة ...

    كان باسل مستند على الباب الزجاجي ونظراته المستنكره تجاهي..!

    اكيد لأني قفزت من سريري....لكن ما يهم لا باسل ولا استنكاره..!

    الجو كان مظلم ..ومن الصعب تحديد الوقت ..وانا ما صليت الفجر..!

    وصلني صوته الهادئ :

    ( كيف صحتك اليوم )

    قلت بصدق :

    ( الحمدلله ..ما احس بتعب..)

    رجع نظراته باتجاه المطر اللي يهطل بقوه وله صوت مميز مختلط بالرياح اللي تستثير الأشجار
    والاخضرار الداكن اللي طلا الأشجار..وكان واضح رغم الظلام...

    قال بعد لحظات:

    ( الساعة خمس...من فتره مأذن ..قومي صلي)

    بعد الصلاة ..غيرت ثوب النوم لفستان صباحي طويل من الصوف الناعم ..
    لأن الأجواء تميل للبروده....

    وقفت اسرح شعري قدام جامة دورة المياه ..وانا اتذكر نظرات باسل هالصباح...

    والحزن المرتسم على عيونه ...
    رغم هدوءه الظاهر الا ان حالته الحقيقية كانت معاكسة تماماً ...

    انسان غامض او متناقض هذا هو باسل..من الصعب فهمه وفهم تفكيره !!

    ثم بعد استغراق في التفكير ..حسيت اني اصبحت بصوره ما ..مشابهه له

    متناقضه ......!!

    في لحظة اقتنع اني لا يمكن احس بالأمان اللي فاقدتنه طول حياتي
    الا مع باسل........

    وفي لحظات اخرى احس ان باسل اكبر عدو لي في حياتي..!!!!


    بتنهيده مثقله ...... طلعت واحساس من الانتعاش يغمرني.....!!

    المرأه بشكل عام .......لا يمكن انها تشعر بزهو العالم من حولها
    الا اذا كانت بقمة تأنقها ....!

    غزاني الجوع لما شفت صينية الفطور على التسريحه....وشفت العاملات واقفات..!

    ما راحن الا لما تحمدن لي بالسلامه ...شعور طيب...ان التواصل الحسي بين سكان البيت الواحد ممتد مهما كانت الأبعاد بين الأشخاص...!

    بعد ما راحن العاملات ..اتجهت للصينية وجلست على الكرسي وانا ابحث باستغراب
    عن
    كوب القهوه اللي اشمه بس ما اشوفه ..!!!!

    التفتت للورى لما سمعت حركه حولي..!!!!!

    هذا ويش عنده قاعد هنيه ..!!!

    بس كله كوم ولما شفت الدخان المتصاعد من الكوب اللي بيده كوم ثاني..!!

    قهوتي كانت في يده..!!

    قلت له بقهر :

    ( جلستك بارحه فغرفتي وهضمناها......الابره اللي غافلتني وعطيتني اياها
    قلت لمصلحتي وبكيفي سامحتك و صرفت النظر عن المسأله ...../ لكن جلستك هالصباح في غرفتي بتملك تقول الغرفة غرفتك..!!! وفوق كل هذا سارق كوب قهوتي)!!

    ثم اردفت:

    ( رجعه...ما اسمح لك تاخذه...بروحي اباه ومشتاقه القهوه..ما اقدر افطر من دونها)

    بحركة مستهزئة رفع كوب القهوة وشرب منه ثم قال :

    ( هااااه .... ...تبيه الحين..؟؟)

    من دون شعور تحركت ايدي تبحث عن ان اي اداه موجوده بالتسريحه
    التفتت للمشط الطويل اللي بيدي وبكل قهر وقوه رميته بتجاه باسل

    ضرب المشط بقوه في كتفه..ثم سقط في الأرض....!!


    رفعه باسل من الأرض وبحركه سريعه تقدم ناحيتي..!!!!

    حسيت قلبي راح يتوقف لما شفت باسل يتقدم ناحيتي...ابتلعت ريقي بخوف..!!!

    غمضت عيوني لما شفت يده مرفوعه ...لما فتحت عيوني شفته
    حط المشط بهدوء ...على احد رفوف التسريحه..!!

    وقبل لا يطلع قال :

    (هالتصرفات الصبيانيه مابا اشوفها مره ثانيه... .)!


    ثم رفع حواجبه وقال ( صحيح اني كنت متزوج طفله...لكن اللي اعرفه ان الطفله
    الحين كبرت)....


    طلع بعد ما القى علي جملته اللي افقدتني شهيتي للفطور...من المفترض انه ما يلقي بجمله
    عرضيه فجائية لما يجي يتكلم عن امر مهم مثل زواجنا.!!

    خذيت كوب الحليب الدافي ووقفت قدام باب البلكونه المغلق وحبات المطر مرتسمه بفن على جنباته....!

    كآبة باسل هذا الصباح كانت بسببي...بسبب زواجنا..بسبب تواجدي بالبيت..
    كان يحاول يكتم لكنه ما قدر......!

    واكيد انه ما يملك القدره في قول اي كلام قوي ممكن يأذيني..
    ما يقدر يعبر عن مشاعره..ولا يقوى على الاعتراف...لأنه واعد الكل بهالشي..!


    ...
    الحوار اللي دار بالأمس بين عمي محمد وبين باسل كان ينساق بتسلسل لذاكرتي ...
    معقوله ان حرمة باسل ما قالت له..!!

    بس ليش يتهم خالتي بانها هي اللي قايله.....وليش قال بنبره غامضة جاها ما تستحق..!!!

    حسيت بالصداع من تشابك الأمور......احس في امور انا مو فاهمتنها....وخلااص كافي
    مفآجآت ........تعب حالي من هالة الغموض اللي محاوطتني.....ويش اللي بيكون مخفي عني بعد كل هذا.....!!!

    خالتي..!!! من يوم الرحله ما كلمتها.....!!! جوالي كان مقفل ....والأكيد انها ما تعرف عن اللي
    صاير لي.....!!


    بضيق بحثت عن جوالي وحطيته بالشاحن ....وانا انتظر ..وافكر ...

    هل باسل اتصل بها وقال لها عن عمليتي..!؟؟ وطلب منها تجي ؟؟!

    بس لو كان قايل لها ..كانت بتجي مباشرة...او انها بتطلب تكلمني وتتطمئن علي...؟

    لكن تختفي كذا...لا ....هذا مو من عوايد خالتي.....لا يكون صاير لها شي..؟؟!!

    ارتعبت لما بدت الوساوس تااخذني لبعيد ....وانا انتظر جوالي يشحن حتى اقدر افتحه
    واكلم خالتي.....


    لا يمكن الوصول للرقم المطلوب..!!!! طول النهار وهالجمله تتكرر على اسماعي..!!


    وينها ..!!؟؟؟ عقلي ما قادر يفكر صح...؟؟؟؟ رااااااح اجن...!!

    خالتي لا ترد على خط حياك ولا خط النورس ...مو من عوايدها ابد..؟؟

    معقوله انها سافرت ..الامارات..؟!! ...او امريكا...او رجعت لاستراليا....؟؟؟

    لكن خالتي لا يمكن تسافر وهي ما قالت لي...!

    حسيت دمي يفوور ...كيف ابا اعرف انها بخير...يااااارب..!!

    مالي غير اتصل فالبداله واخذ ارقام الفنادق اللي بمسندم واتأكد منهم....!!

    بعد ساعه كنت مقهوره من قلة التجاوب اللي حصلته.... كانوا متكتمين...كثييير...

    وانا احس اني مقيده.....وقلبي يحترق...!


    مر يومي بصورة كئيبة وكل الصور السيئة تجي في بالي......اتعوذ من ابليس اللي يزيد
    الأمور تهويل......وادعي الله ان يسلم ...ثم ارجع انتكس من جديد...!!


    قبل لا تنام جدتي نزلت الدرج بخفه..والألم كان مختفي من اول اليوم....
    سألتها عن باسل...بس لسوء الحظ باسل مسافر الشرقيه معه عمل في ولاية صور ....


    ما قدرت انام طول الليل....كنت اراقب البوابة من بلكونة غرفتي عشان اشوف سيارة باسل
    في حال رجع......

    لكن مستحيل ان باسل يرجع الليله وهو رايح الشرقيه اكيد انه راح يبات هناك..

    من اول الصباح نزلت تحت عشان اسأل جدتي عن موعد رجوعه لكنها القت علي
    الجواب اللي ما كنت اتمناه..!!

    ان باسل ما راح يرجع لا الليله ولا بكره....!!!!

    لما جيت ابا اتصل فيه تذكرت كلامه لما قال ( وجاها ما تستحق)....

    تكررت كلماته فبالي بتكرار مؤلم مرييييييع.......امتليت بالخوف ..!!!

    يقدر باسل يأذي خالتي...........ولا ويش قصده بهالكلام..!!!!


    لما عدّت ساعات الصباح الأولى كنت مكتفيه بالأحدااث...ومن دون ادنى تحكيم للعقل

    حركتني مشاعري.....ورحت لبست العباية والشيلة والغشوة واخذت حقيبة يدي..
    اتجهت للسواق .....طلبته مفاتيح السيارة بس رفض..!!! اكيد ان باسل مهددنه..!!

    زين انها جات منه ..لأني ما ادل ( اعرف ) مكاتب حجز الطيران

    قلت له ( زين ..وديني اقرب مكتب مال طيران )

    اقرب حجز للطيران الداخلي كان صلاله_ مسقط قرب الساعة سبع مساءً

    رجعت اجهز شنطة عمليه فيها الضروريات فقط وملابس خفيفه...
    لأن عمليتي ما تسمح لي اشيل شي ثقيل...

    الاجراءات كانت سهله لأن المطار داخلي والرحله ما تأخرت كثير...مدتها حوالي
    ساعة وعشرين دقيقه....

    بعد الهبوط الى اراضي العاصمه مسقط.....تأكدت من حجوزات الطيران الموجوده

    على امل احصل رحله قريبه الى مسندم.....لكن اقرب رحله من مسقط الى مطار خصب
    مركز محافظة مسندم اليوم الثاني الساعة 12...!!

    الوقت متأخر ..والطريق من السيب حيث ارضية المطار..انتقالاً الى العامرات لبيت خالتي ..
    طويل جداً.......لكن ويش اسوي..!!

    وقفت سيارة اجره ..ودخلت شنطتي..وقلت للسايق يتجه للعامرات...

    لما تحرك سايق السيارة ...كانت انظاري تتجه لشوارع السيب وبناياتها...

    هنا بالسيب معظم ذكرياتي....هنا كنت عايشة مع اهلي...هنا الشقة اللي ما دخلتها طول
    السنين الماضية موجوده في هالمنطقة....تساءلت في صمت ويش حالتها الحين؟؟ بعد هالسنين........؟؟!!
    مفاتيح الشقة ما فارقتني...لكني ما يوم امتلكت القوة او المقدره لدخولها من جديد...!
    .....

    لما وقف السايق فالرصيف المقابل للبيت في العامرات...ماتت احلامي بوجود خالتي في البيت....
    لأن الظلام عاااام ...يعني بعدها ما رجعت من مسندم..!!!

    طلعت المفاتيح من حقيبة يدي ...وانتقيت مفتاح البيت لكن ..!!!
    حاولت افتح الباب بس الباب ما يفتح ..!!
    فتحت مصباح جوالي
    وتأكدت من المفاتيح ..انا متأكده منهن بدليل ميداليتي ...!!

    بعد دقائق من المحاولة ..ضربت الباب بقهر ..ليش ما راضي يفتح ..يمكن خالتي
    غيرت قفل الباب...بس كيف تغيره وهي تعرف اني امتلك نسخة من المفاتيح وفي اي
    وقت راح اجي واحاول ادخل..ولا انها فاقدة الأمل في جيتي...!!!

    قفزت برعب لما جاني صوت من الخلف

    (من انتي .؟؟؟؟ ويش عندش واقفة هنيه ..)


    استدرت وشفت رجال مو غريب..؟؟! هذا جارنا اللي اشترينا منه البيت ؟؟!

    قلت له

    ( بو مهند ..هذا انا عليا ..خالتي اسماء غيرت قفل الباب ..ولا قادرة ادخل)


    شفته مستغرب ..لأنه ما متعود على شوفتي بالغشوة وبهالعباية..ثم قال

    ( وليش تدخلي...ترى خالتش اسماء باعت البيت علي )


    حسيت بصدمه ..رجعت للورى وانا مو مصدقة قلت له بتكذيب


    ( مستحيل...متى باعته ؟؟؟ هي ما قالت لي)


    وصلني صوت كريه لشخص كريه بسببه كنت اطلب من خالتي نعاود لاستراليا .!


    ( ابويه ..من هاذي ..مو عندها..مو باغيه..)


    رد عليه ابوه ( هذي عليا يا مهند ..بنت اخت اسماء اللي كانت ساكنه هنيه )


    قال بصوت كريه ( عليا ..مو حالش.....ما معقوله ..ويش اللي قلب حالش كذاك ..مو تبي بهالغطا
    على وجهش كنش من عجايز زمان... )

    طنشت كلام مهند ....لأن اللي كان يسمعني من كلام فالسابق اسوء من كذا بوااايد..!!

    وقد سبق وخطبتني امه من خالتي اكثر من مره ..وما كنت احب اطلع لوحدي بسببه ..!!
    وبسبب ازعاجه لي برسايله وهداياه..!!


    حتى خالتي بالبداية كانت تضحك من افعاله....لكنها بالأخير صارت تخاف..لما شافته
    جاد و متعلق فيني بزياده...!!


    سألت ابو مهند ( انت صادق ان خالتي باعت البيت )


    قال مهند بتطفل ( ايوه باعتُه ..انتي ما تعرفي خالتش ما خبرتش..شايف يا ابويه
    انا خبرتكم انته وامي ان عليا لا يمكن تسمح ببيع البيت لأنها تحبه وتحب جيرانها ..صحيح عليا)


    اعوذبالله من ابليس...ويش هالقرف اللي ابلشت ( حطيت ) نفسي فيه ...

    لا سيارة ولا بيت في هالليل...ولا بقدر احصل سيارة اجره في هالوقت ...

    ويش السواة ياربي..!!!

    اروح احجز في فندق..!! بس ما اطيق الفنادق...والله العالم احصل حجز ولا لا..؟؟!!!


    ويش الورطة اللي حطيت نفسي فيها..!!!!
    جيتي خطأ والحين اكتشفه...اتبعت مشاعري وما فكرت بعقل..!


    ابو مهند انسان قريب من الخمسين وكان محترم طوال فترة مجيرتنا له
    بعد تفكير ....قلت له

    (بو مهند تقدر توصلني للسيب الحين )

    قال بسرعة ولا اهتم بالمسافه الطويله..
    ( ولا يهمش يا عليا ..بجيب سيارتي وبجي)

    قلت له قبل لا يروح

    ( خلي ام مهند تجي معك ..لأني مشتاقه لها )

    صديت بقهر لما شفت مهند واقف ما راح ...ويتأملني..ثم قال

    ( شيلي الغشوة يا عليا ..مشتاق اشوفش)!!

    قلت له بحده
    ( مهند اسكت ولا ارجع بيتكم...ترى دوريات الشرطة في كل مكان متوزعه
    وانا جايه لهنيه شايفتنها واقفه مع اول السكه )!!

    قال بهيام ( والله صدق انا مشتاق لش ولشوفت وجهش..)

    ثم اردف :

    ( تصدقين مرضت لما رحتي...وكل يوم كنت اوقف انتظرش وأسأل خالتش عنش
    بس اللي كان يخفف عني شوفتش فأحلامي..)

    مهند كان عمره سته وعشرين سنه عاطل عن العمل و انسان اتكالي وفيه بلاده
    غير طبيعيه ....!!

    كان ممكن اني اقول له اني متزوجه ..لكن بصراحه ما اضمن اي عمل مجنون ممكن
    يقوم به..لأني مو متأكده من سلامته العقليه ..!!!!

    ارتحت لما شفت اهل مهند بالسيارة ..اكيد ام مهند راح تجي لأنها لا يمكن تخلي ابو مهند
    يطلع بروحه..كانت تغار عليه واايد..وهذا لمصلحتي اليوم..

    رفعت شنطتي وحقيبة يدي بتعب واتجهت صوب السيارة الواقفة بالشارع ...

    لما قربت نزلت ام مهند وسلمت علي .....وشفت مهند فتح الباب بالجهه الثانية وجلس!!

    وينتظرني اجلس جنبه...لا حول ولا قوة الا بالله ..الله يعدي هالليله على خير!!!

    امه لما شافته عصبت ثم قالت له :

    (مهند انزل ...كان بتروح معنا تعال قدام عند ابوك لا تجلس ورى)!!

    والنعم!!! وانا اللي حسبتها بتقوله ارجع البيت..!!!

    بالطريق قال مهند بكراهه

    ( عليا مو احسن لش لو تباتي معنا بالبيت..)

    هه هذا اللي ناقص بس..!!!!

    قلت بهدوء احتراماً لأهله..!

    ( لا ما عليه ..برتاح فشقتي )

    قال وهو ملتف بالكامل لجهتي

    ( وبتقدري تنامي لوحدش...؟؟ اذا تبي بنام قدام الباب
    عشان اذا احتجتي حاجه اكون جنبش)

    قال ابوه بغضب ( مهنــــد ..لو ما تسكت ما يصير لك خير)

    بعد فتره طوييله ..رفعت راسي بألم اكثر من سبع سنين ما جيت لهالمكان..ولا توقعت اني
    راح ارجع له....لكن .....للأقدار كلمه اخرى ..!

    شكرت ابو مهند و زوجته على عناء توصيلي..
    وصلني صوت مهند

    ( عليا رقمي عندش اتصلي فيني اذا احتجتي لشي ..زين )

    عشان افتك منه قلت ( زين..زين )
    مسكين ما يدري ان رقمه اقطعه مليون قطعه لما كان يسجله في ورقه مع كل هدية ورساله..!

    دخلت للعمارة السكنية الراقية ....وبإيد مرتجفه ادرت المصعد للطابق الثالث....

    بنفس الميداليه اللي ما تفارقني سحبت منها مفتاح وفتحت الباب ..دخلت بخوف
    وألم ...الظلام عاام بالشقة ...!!!!

    اعتمدت على مصباح الجوال...فتحت الأضواء
    بس الكهربه طافيه تماماً من الشقة ....

    اتجهت للمطبخ وانا اعيد قراءة اذكاري من جديد..
    واقرأ المعوذات بصوت عالي......

    كل شي بمكانه .....ما كأنه مرت سنين محد دخل هالشقه..!

    بحثت عن شموع بين الأدراج اللي مغلفنها غزل العنكبوت والغبار ...

    واخذت معها ولاعه ......وزعت الشموع عند طاولة المدخل..والطاولة اللي بمنتصف الصالة ....

    وطاولة الطعام اللي بين الصالة والمطبخ...لحد ما بهى المكان وخفت حدت الظلام...

    رجعت المطبخ وفتحت صنبور الماي
    كان له صوت مزعج .....لكن ما نزلت منه ولا قطره ..لأن الأنابيب كانت متسدده ..!!!!

    قفزت برعب لما سمعت صوت...ودقات قلبي في تسااارع.....والصوت كان مستمررر...

    لحد ما تنبهت ان مصدر الصوت هو جوالي .....طلعته بسرعه........هذا باسل متصل ..!!!

    حسيت بحنين غريب...وجزء مني يتمنى لو انه كان هنا جنبي...حتى تزول رهبتي من المكان
    في حال تواجده......

    لكن اللي انا متأكده منه ....ان توفير الأمان لي آخر امر ممكن يفكر فيه باسل حالياً

    لأنه اكيد ان غضبه وااصل للقمه.....فقررت اطنش اتصاله...

    عقلي اليوم مشوش لأبعد حدود ..احس اني اتصرف من دون
    وعي ولا مسؤوليه......تعبانه ..لا اكل ولا نوم ..متألمه ولا حتى جبت المسكنات معي...!

    رن جوالي من جديد..واعرف انه ما راح يتوقف الا لما ارد عليه ..
    استقبلت المكالمه من دون لا انطق...

    وصلني صوته ( عليــا ..عليـــا... انتي معي تسمعيني )

    صحيح اني حسياً منتهية ....لكني اقدر احلف ان صوته فيه هلع ، خوف ، اهتمام..!

    لكن الاهتمام من باسل لايمكن يكون الا من اجل شي واحد وهو الظهور كالرجل الحامي
    امام افراد العايلة...!!

    قلت له بغضب وقهر..... ( وين خالتي يا باسل)

    رد بحده وغضب مماثل :

    ( وينك انتي بالأول ..؟؟؟ وين رحتي..بعدك بمسقط ولا طلعتي للشمال )

    قلت له ببرود :

    ( ما لك دخل يا باسل ..وين ما اكون ..اكون ...! جاوبني وين خالتي )

    غمضت عيني لما سمعته يقول بغضب ومن دون وزن للكلام :

    ( انتي تعرفي ان جدتي بسببك تعبت ...مرضت ..نقلها عمي
    أحمد للمستشفى ..من خوفها عليك ..مسافرة وانتي تو طالعة من عمليه ..ولا عطيتينا خبر
    ..ومسافرة من دون محرم ..لا دين ولا اخلاق ..كأنك من بنات الشوارع ..
    لا خوف من الله ولا عندك حس ولا تقدير باللي حولك)

    ثم قال بتهديد ( قولي انتي وينك...ترى ابا اعرف في كلا الحالتين ..فالأفضل تنطقي بروحك)

    بهدوء قفلت جوالي بالكامل...!!

    خذيت شيله من شنطتي وفرشتها على الأرض وجلست..وانا منصدمه من نفسي
    ويش سويت انا...اصابعي منغرزة
    بقوة بوسط شعري تجذبه بقهر وندم وجنون... ..ويش هالجنون اللي خلاني اقدم على السفر...
    حبي لخالتي ..وخوفي من فقدانها مثل ما فقدت اهلي سلب عقلي
    ..ولا انا ما زلت تحت تأثير تخدير عمليتي..!!!

    دموع القهر والألم والندم ساحت بحرها ونارها فوق خدي....

    مرت فتره...وانا ازداد تعب وخوف ورعب من المكان والوحده والظلام والألم
    مكان العمليه يألمني بس ما اقدر اسوي شي.....رفعت العباية ..وفستاني وانصدمت لما شفت
    الدم في احد اطراف اللصقة اللي فوق العملية...!

    احساس الانسان بالعجز وعدم القدرة على تغيير الأمور من حوله هو اكبر دليل
    على انه في بداية مشوارة ما فكر بعقل ..لكن سيطرت عليه مشااعرة..وبالتالي مشاعرة
    هي اللي خانته ووقفت في طريقة لما يحاول يصحح الموقف...!!

    وهذا اللي حصل معي..ما حكمت عقلي من البداية ...وبالتالي الحين ما قادرة احرك
    اي شي من حولي...!

    لمدة ساعات ظليت جالسه وراسي بين رجلي وايدي محاوطة جسدي بخوف ..
    لحد ما سمعت طرقات عنيييفه على الباب.......................



    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  3. #43
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)



    ((الجزء الرابـــع عشر ))




    [\] ..... صوتك في الأثير ..... [\]

    ...

    _هو ما تبقى لي _ ....من أبديّة عابرة ]__]


    "مثل سفينة جانحةٍ / / بين جبال من جليد"

    ' سيــف الرحــبي '



    تنبهت على صوت الطرقات العنيفة ..بخوف ارتجفت في مكاني ..؟؟
    من اللي جاي الحين...؟؟!!

    من اللي يعرف اساساً اني موجوده هنيه ..؟؟

    معقوله مهند رجع.؟؟؟؟ ولا حد من السكارى ..!!!!

    بدت دموعي تنزل من جديد بخوف شديد وايدي على فمي حتى ما تخرج صرخاتي..

    الباب كان يطرق بقوة.....اما انا كنت احس اني راح اموت فمكاني ..

    خووف شديد ووحده ...ابتهلت وتضرعت لله ان يحفظني من كل مكروه...

    ..
    وفجأة...............! وصلني صوت مألوف :

    ( عليـــا ..عليـــا ..ارجوك افتحي الباب اذا تسمعيني.......هذا انا باسل )

    ارتجفت بخووف ....ما كنت مصدقه .......باسل هنيه .......؟؟

    كيف عرف اني بهالشقه... ...مستحيل ..!! اكيد يتخيل لي...!!

    لو باسل ..كيف وصل وما في طيران من صلاله الى مسقط بهالليله...!!

    وباسل كان رايح الشرقيه..!!

    لكن كيف...!!! يمكن ما رجع صلاله....مباشرة اتجه من صور الى مسقط..!

    رجع يطرق الباب من جديد.........:

    ( عليا افتحي الباب ..افتحي )

    صوت باسل يتكرر من جديد.....!

    وقفت قدام الباب وقلت برعب ودموع :

    ( باسل )

    بس ما سمعني لأنه ما رد .........وقتها خفت انه يكون صدق باسل ..وراح..!

    لااااااا ..رجعت ابكي بقووه لما تخيلته رااح......

    ثم بصوت اعلى ناديته ........:

    ( باااااااسل ..... ..هذا انته )

    قال بقوة........:

    ( ايوه يا عليا ..انا باسل ..افتحي افتحي الباب بسرعة )

    توجهت لمقبض الباب بسرررعه....وفتحت الباب بخوف ودموعي تزيدني تشويش...

    صرخت برعب لما حسيت بايد صلبه تسحب ايدي

    لكن صوت باسل طمأني ...:

    ( هذا انا باسل ......لا تخافي )

    التصقت فيه بتعب وبارهاق....

    قلت ببكاء حاد......

    ( باسل ...المكان مظلم ما اقدر ارجع ..ويخوف ..وخالتي ما ترد
    وباعت البيت ..وعمليتي تنزف ..بمووت انا باسل مقدر..كل شي خطأ ...كل شي
    خطأ ...ما قدرت استوعب ولا افهم اي شي من حولي......)

    جمعني بين ايديه مقابل صدره الصلب الدافي...وهمس باذني كلمات مطمأنه
    ملت قلبي بالطمأنينه.....وخففت من خوفي......لكنها ما ازالت تعبي والمي...!!

    حاوطني بيده ودخلنا الشقه .....وطفى الشموع ...وشال الشنط ..سحب مفاتيحي
    وقفل الشقة وطلعنا بصمت تخلله صوت شهقاتي بين فترة واخرى..

    فالمصعد كان كل ثقلي مرتكز على باسل......بارهاق جسدي ونفسي...

    بصمت اتجهنا للرصيف.....واتجه بي باسل الى سيارة واقفة وقبل لا نوصل..

    همس لي .....

    ( انا ما جاي بسيارتي....هذي سيارة خالد ولد عمي محمد خليكِ
    هادية ..وحاولي تسيطري على شهقاتك..خلاص الأمور كلها تمام وانتي بأمان)

    هزيت راسي بموافقة وانا اخذ نفس عميق ولا اعرف وين رايحين...!

    الصمت كان سائد طول الطريق واحنا نمر وسط شوارع مسقط اللي ما تنام..
    والوقت كان اول الفجر.....

    لما طال الطريق قواي كانت خايرة........ اكثر من 36 ساعه ما نايمه...

    وذابحني العطش والدوار هالكني...اسندت راسي على المقعد ونمت ...

    لما نهضت على صوت باسل الخافت الضجر..:

    ( يا بنت الحلال قومي )

    لما حاولت انزل من السيارة كان الدوار يعصف بي بقوه.......

    استندت على باسل وبدينا نمشي...بسبب تشوش رؤيتي بالبداية ما قدرت اعرف وين نازلين..!
    بيت ......شقه......فندق......مطار........!!

    لحد ما اتضح لي بيت متوسط...من طابقين..مشابه لتصاميم البيوت اللي على شوارع مسقط..!

    وقف باسل قدام الباب ......وطلع المفاتيح وفتح الباب.....

    اما انا جلست باعياء على الأرض...قلت بتعب:

    ( ما اقدر امشي زياده)

    رد ( خلاص وصلنا..بس ابا افتح باب البيت..)
    بيت..؟!!! بيت من هذا ...؟؟!! بس ما قادره اسأل....!

    رجع شال الشنطة بيد..ورفعني باليد الثانية..وقدرت اواصل خطواتي بتعب..


    لما دخلنا الصالة ..في اول اريكه طويله قابلتني رميت نفسي بإعياء....

    ولا معي اي قدرة او نيه .....على الحركه من جديد..!.

    انيت بتعب...لما حسيت بيد تحرك جسمي......

    وما كنت اقدر احرك اي عضو من جسدي...حتى عيني ما اقدر افتحها....

    ( اشربي كوب الحليب.....ولا ابا اضطر انقلك المستشفى)

    ما قدرت ارد عليه........رفع باسل كتفي وثبت راسي على صدره ..

    وحسيت بطرف الكوب على فمي.. ما قدرت الا افتح فمي امام اصراره..

    انقرفت من السكر الكثير بالحليب قلت بتعب وغثيان ( فيه سكر وايد..ماباه..)

    قال ( معليش اشربي انتي ذلحين..السكر بينشطك شوي)

    فتحت عيني بتعب ..انحرجت وضقت من قربه مني ..

    قلت له بارهاق وهذيان ( وين خالتي .. هي ..ماتت...انته اذيتها ..ويش سويت لها )

    حسيت بجسمه المحتضني يجمد...وتنفسه يوقف للحظات...!

    بعد فتره صمت قال ..........:

    ( انتي كيف تفكري .......خالتك بخير ......وهي اللي قالت لي وين
    ممكن احصلك )

    قلت له بألم ودموعي تجري.......

    ( لا تكذب ......لا تكذب يا باسل.......خالتي ما ترد على اتصالاتي
    كيف انته اتصلت فيها وهي مقفله جوالاتها )

    قال بهدوء .......

    ( عليا..خالتك بخير..وهي ما ترد لأنها كانت مسافره..)

    قلت له بتعب.......

    ( واذا مسافره..!! ويش اللي يخليها تقفل جوالاتها.....وينها قول لي وينها)

    رجع قال......

    ( مثل ما قلت لك ..خالتك مسافرة..ولما خبرتها عن عمليتك وتعبك..قالت انها راح
    ترجع قريب..فارتاحي الحين ونامي..وخالتك قريب تشوفينها..)

    حسيت بيده تمسح على ظهري بخفه..والارهاق كان كفيل بارجاعي للنوم من جديد..

    لما استيقظت ..اخذت فتره وانا انظر للغرفة اللي نايمه فيها..!!

    لحد ما رجعت لي ذكريات البارحه مثل الخيال.....كان يوم فظييع للآخر.....!

    الجو في مسقط ابرد عن اجواء صلاله......بعدت الفراش ونهضت وانا اشوف
    ثوب النوم القطني اللي لابستنه بقهر...!!
    كيف يسمح لنفسه يتصرف بهالجراءة معي..!

    شفت الشمس من بين الستاير...صلاتي..!!!

    بسرعة تحركت وانا ابحث عن دورة المياه..

    بعد الصلاة ....فتحت جوالي عشان اتصل فخالتي لكن تعذر الحصول من جديد..!!

    شفت الساعة وانصدمت ..!! عشر ونصف..!! باسل وين..؟؟؟ وليش ما صحاني..!؟!

    اخذت شيلتي وفتحت الباب ...وواجهتني الصاله....وباسل كان هناك متمدد بالكنب...

    ناااايم..!!

    ابتسمت اول مره اشوف باسل نايم بهالعمق....!!

    ليتني اقدر انتقم منه......واوقف فوق راسه بجيك مااي مثللج.....واسكبه فيه مثل ما سبق
    وسوى فيني..!!

    بس راح يكون تصرف صبياني وغير عقلاني..!! يكفي جنوني امس..!!

    تحركت بدون صوت في رحلة بحث عن المطبخ..!! الجوع كان مهاجمني بقوووه...!

    الخبز كان دافي..والحاجيات الأساسية متوفره في المطبخ....!

    شكله باسل راح السوبرماركت من الصبح....كنت مشتاقه للشاهي..وللقهوه..ولكل شي.!!

    جهزت كوب قهوه .....وانا استمتع بريحته وبطعمه......وبعدها اكملت فطوري..

    باسل كان بعده نايم..!!! رجع نشاطي الحركي من جديد بعد الفطور.....

    وبديت اتجول فالبيت الساكن بملل ........

    وانا افكر بالغموض اللي يلف خالتي ......!

    .مليت منه ومليت من الجهل اللي انا عايشتنه...ويش بين خالتي وباسل..بويش يهددها....!!

    طلعت من باب الصالة للبلكونه اللي قدام المدخل..ضمن حوش البيت..وجلست بسرحان
    وتفكير...!!

    بعد دقايق قليله سمعت صوت الباب الخارجي يفتح..وشفت اشخاص داخلين..
    قمت بسرعة عشان ادخل ..لأني ما لابسه عبايتي وما ادري بالأساس هذا بيت من..؟!!

    لكن تجمدت في مكاني لما شفت خالتي....!!

    من هذا اللي معاها...........؟؟؟ من الريال اللي محاوطنها بيده......!

    خالتي..........!!! معقوله.........!!

    الأفكار السيئة كانت تدور في بالي..من الوضع الغريب....!

    نسيت العباية والغشوة..والشيلة اللي ما كانت مغطيه الا نصف شعري..!!!

    اقتربوا ..........وانا ما زلت واقفة بمكاني........

    اتضحت لي ملامح مو غريبة لهالشخص........!

    سبق وشفته وانا صغيرة مع ابويه........سبق وجانا في الشقه.....!

    هذا عمي عبدالله واحد من اصدقاء ابويه......!! ويش اللي جابه عند خالتي اسماء..؟؟!...


    لما اقتربوا مني نزلت خالتي اسماء ايدينه من على كتفها ......

    وقالت وعيونها تنطق بالشوق..:

    ( عليــــا ....حبيبتي.......)

    اقترنت حواجبي باستنكار ورفض ......!

    قلت لها قبل لا تقرب مني :

    ( خالتي.......! وين كنتي طول الفتره الماضيه......؟)

    اطرقت ثم قالت :

    ( كنت فالشرقيه....في صور...)

    رجعت أسألها من جديد..... :

    ( صور..!!...........من البدايه..؟؟ يعني انتي ابد ... ابداً ما رحتي للشمال...؟؟؟ )

    هزت رأسها بنفي............!!! يعني....! كانت تكذب علي طوال الفتره الماضيه....!

    سألتها : ( من هذا..)

    وايدي ارتفعت للاشارة للشخص اللي واقف جنبها

    قالت بهدوء.......:

    ( هذا عمك عبدالله)

    قلت لها بتشويش ....:

    ( اعرف... انه عمي عبدالله ..صديق ابويه اللي كان يزورنا بالبيت زمان..
    لكن ويش يسوي معك...)

    قالت وهي تتقدم نحوي....:

    ( لا ..عمك عبدالله اخو ابوك الله يرحمه...عمك عبدالله هو ابو باسل)

    نبضات قلبي كانت في تسارع ......والرجفه ماليه جسمي.....

    والشحوب اقدر الاحظه بايديني قلت لها :

    ( يعني كنتي تكذبي عليه .. لما قلتي زمان انه صديق ابويه...؟؟)

    ثم اردفت باستنكار ( وليش انتي معه..ليش كنتي قريبة منه..وانتي وينك
    ..ليش ما تردي على اتصالاتي بالأيام الماضية....وليش بعتي البيت بالعامرات وما عطيتيني خبر )


    جات قربي...... ..لكني رجعت للورى ووقفت مسيرها باشارة من يدي....!!

    قالت بارتجافه..... ( عليا لا تسوي كذا..)

    رديت عليها بقهر واستفزاز......:

    ( اسوي ويش..؟؟؟؟... شايفتني اسير وريال غريب ضامني بين ايديه..)

    قالت بألم.......:

    ( عبدالله مو غريب...)

    ضحكت بقهر وقلت لها.....:

    ( ويش ..؟؟؟؟ اكتشفتي انه اخوك بين يوم وليله..)

    نطق اللي بجنبها بحده...:

    ( بــــنت ..عن الغلط )

    قال خالتي بتوتر......:

    ( عبدالله خليها.........انا بقول لها......عليا ..)

    ابتلعت ريقها ثم قالت :
    ( عليا........ عبدالله يصير........ زوجي )!!

    رجعت راسي بقوه للجدار اللي خلفي.......وابتسامه ألم مرتسمه على شفاهي..!


    كل اللي قلته لها من البداية كان من اجل انها ما تنطق بهالجمله..!!

    لأن الأمور ......اتضحت لي من اول صورة لهم......!!!..

    الشعور بالنبذ شعور مقهر لأبعد حدود.......تعيش مع ناس تحبهم....

    يتدخلوا في كل صغيرة وكبيره في حياتك....لكن انت لا ..!!

    لا يمكن ان تاخذ موقعهم.....

    لا بمشاورة...ولا خبر....ولا اقتراح ..ولا تصرف....!


    حسيت بيدها على كتفي......نزلتها باشمئزاز سيطر علي بالكامل...!

    قالت بدموع والم .....ما كان لهم اي تأثير علي :

    (ما بتسلمي علي ..ما تبيني احضنك وسط صدري ...تبي تبعديني عنك)

    قلت لها بقرف :

    ( مالي حاجه في سلامك....وانتي اللي بديتي مسلسل الابعاد والابتعاد )

    ثم اردفت وانا ابتعد عنها:

    ( ولا لي فيك حاجة من اليوم .....انسي انه لك بنت اخت..مثل ما انا من الآن محيت
    لك اي وجود بقلبي......)

    سمعت شهقتها الحارة .......ودمدمة عمي عبدالله الساخطة.....!!..

    اتجهت للداخل........وارتطمت في باسل
    اللي كان واقف يتفرج على المشهد...!!

    مسك يدي قبل لا امر من جنبه.......

    ركز عيونه في ملامح وجهي الصارمة القاسية اللي تشابه مشاعري في هاللحظه....

    ثم افلت يدي بهدوء.....!!.

    بسرعة جمعت اغراضي اللي ناثرنهن باسل جنب الشنطة...

    ولبست عبايتي وشيلتي ورفعت شنطة ملابسي بإيد ...

    وشنطة يدي وغشوتي بايد ثانيه واتجهت للخارج.....

    صوت نحيب خالتي كان مالي الصالة .....والمسمى زوجها حاضنها بين ايديه يخفف عنها..

    تعديت الصالة بسرعه......باتجاه الباب الخارج قبل لا تديرني ايد باسل ..!!

    نطق بغضب ( وين رايحه..)

    قلت له من بين اسناني ( نزل ايدك ..وابعد عن طريقي)!

    قال بحده ( علـــيا ..لا تحديني على الشر )

    قلت له بابتسامه تحدي ( اللي هو ..؟؟؟)

    شفته يضم ايده بقهر...قلت له
    (ودك تضربني باسل...تبا تضربني ..ما عندي مانع ..اضرب)

    ثم اكملت باستفزاز وتحدي ( عاد انته تعرف ويش عقوبة ضرب الزوجة في عمان صح..!
    مشتهي تعفن فالسجن سنين..؟؟!!)

    ثم اردفت بابتسامه ( او.....تعرف أحلى مافي الموضوع ..اني راح احصل الطلاق
    خلال ايام بسيطه...!!! لذلك ماشي احب على قلبي ذلحين من انك تضربني يا باسل..)



    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  4. #44
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    (( الجـــزء الخــامــس عــشــر ))


    أيتها الأقدامُ المتْعبة

    وأنت تصغين إلى زئيرِ
    المسافة

    قلبكِ ينفجرُ

    على مرأى كل مُنعطفٍ

    أو طائرٍ عابرْ

    قلبكِ النازفُ منذ القِدم

    قلبُ الفلكيّ

    الذي تحمله الأعاصيرُ

    من نجمةٍ إلى أخرى

    تائهاً بين مجرّاتٍ ورمال

    تحملين الجسدَ المثقلَ

    بين المدُنِ والثكنات

    هكذا...

    من غير دليلٍ ولا علامة..!!

    " ســـيف الـرحبـي "



    عيوني الحاده...وملامحي الجااامده ...كانت في حالة تحدي....

    كنت بحاجه لتصرف عنيف..غير مسؤول من باسل...

    حتى انهي كل هالدوامه....

    واخرج منها للأبـــــــــــد............


    لكنـــه بحركـــة صدمتني وشلّت اطرافي.......

    مسك وجهي بين ايديه .....وقبّـــل جبينــــي..!

    ثم رجع يمســح خدي باصابعه وقال بهدوء :

    ( ما عاش من يمد ايده عليك يا عليا...
    لا انا ولا غيري .....ماحد منا متربي على كذا ....الحرمه ما يضربها الا الناقص)

    حركته الغير متوقعه وحديثه العميق .....تعدن حصون قلبي....

    والقناع القاسي صار في اضعف حالاته.......

    قبل لا تنزل دموعي المكبوته......لف باسل ايده حول كتفي وقال

    (هيا .....الفنادق كثيره في الخوير وقريبه.....خلينا نروح نريح لحد ما نرجع صلاله)

    ما كنا محتاجين لسيارة للتنقل...!

    الفنادق والشقق كانت بالشوارع المقابلة....

    باسل كان حامل شنطة ملابسي...وانا بايدي حقيبة يدي ونسير بهدوء...مثل
    السياح اللي بمنطقة الخوير.....!

    لما وقفنا قرب احد الفنادق وشفت الزحام اللي ما اطيقه قلت له :

    (...انا ...ما احب الفنادق...)

    قال بهدوء ...:

    ( طيب ..بنشوف الشقق اللي على اليمين)

    الشقة كانت عصرية ..بمطبخ مفتوح على الصالة..وغرفتين نوم..

    اخذت لي غرفه.......وحطيت شنطتي على السرير.....وتمددت بارهاق..

    باسل طلع..رايح يجيب ملابسه من البيت......

    هزيت راسي بعنف مابا اذكر ذاك البيت ......ولا ابا اذكر الأشخاص اللي فيه...

    حتى عمي عبدالله صار مرسوم في بالي بملامح سوداء....

    هو وخالتي...صار ما ودي اشوفهم ابد.....بعد موقفهم السلبي ..وتكتمهم
    على موضوع من الخطأ كتمانه.....

    لما تأخر باسل لبعد صلاة الظهر.....كنت بحاجه للكلام معه....لازم يبين لي

    عن كل الأحداث اللي صارت..وانا ما زلت اجهل اسبابها....!


    على طاولة الطعام بالصالة......ما كان الوضع مريح......

    لأن فكرة الأكل بصحبة باسل محرجة
    فكيف لما تصير وااقع............ولا مفر منه........؟!!!

    لكن..........!!! ضج راسي من ملاحظاااته ..كلي هذا ولا تاكلي هذا عشان معدتك

    ما تتعب بعد العمليه..وهذا مفيد وهذا ...!!!.......؟؟!

    بالأخير قلت له بغضب:

    ( بــس خلاااص....صدعت راااسي..!)

    قال بلامبالاه وكأنه يكلم طفل:

    ( ان اكلتي زين......بنطلع نتمشى العصر..)

    قلت له بضيق..:

    ( مابا اروح مكان ....وبعدين مالي بارض نتبهذل وتاكسي وحاله..!)

    قال بنفي.....:

    ( اكيد لا...! معي سيارة خالد ..وصلته قبل لا اجي المطار لأنه راجع صلاله ..وجبت سيارته)

    قلت له باستغراب...:

    (عيل انته متى بترجع صلاله...؟؟ )

    قال وعينه بعيني....:

    ( قصدك احنا متى بنرجع) ثم اضاف :

    ( بنقضي يومين استجمام فمسقط وبعدها بنرجع)

    طنّشت كلامه عن الرجوع لصلاله ....ثم سألته بهدوء :

    ( جدتي...! كيف صحتها الحين..)

    قال ببرود....:

    ( لو هامتنك ما بتسوي فيها كذا .....عموماً هي طيبة ورجعت البيت معها بنات عمي
    احمد ذلحين......قبل شوي لما كنت طالع اتصلت فيني وتبا تكلمك.....بس قلت لها انك بترجعي تتصلي فيها)

    ثم اردف ....:

    (عليا...ترى سفرك من دون محرم......ومن دون اذن من زوجك حرام وما مقبول شرعاً...

    بالإضافه لكونه تصرف غير اخلاقي وغير مسؤول.......انا قد سبق وحذرتك اني لا يمكن اتساهل في هالأمور.....

    ان كنتي متعوده على التحرر بأستراليا .....او حياة بعض الناس
    اللي ما صاروا يقدروا فيها المسائل الدينيه ولا الأخلاقية......

    فحطي في بالك انه حياتنا ما راح تكون مثل حياتهم..........انا لا يمكن اوافق بالتسيب والعيش المنحل....)

    درس ملامحي ثم اضاف :

    ( واظن اننا ذلحين تعدينا مرحلة الجهل بموضوع زواجنا..الأمور صارت واضحه لك....)

    حطيت الملعقة في الصحن.....واخذت كوب ماي وانا اتعمق في كلماته.....

    باسل معه وجهة نظر صحيحة.....وانا اعترف فيها..مثل ما اعترف بخطأي...!

    لكنه ما اعطى سالفة زواجنا حقها في الحديث......
    ما يصير ابداً يمر هالموضوع بدون نقاش...وتحديداً بعد معرفتي عن كراهيته للارتباط بي..

    قلت له ...بعد لحظات :

    ( موضوع هام له تأثير علي بقية سنين عمري مثل زواجي ........وله ابعاد ممكن تشمل تدخلك
    في امور ما اسمح لأي شخص يحددها .........باستثناء الشخص اللي يصير زوجي ..

    هل برأيك انه من الصحيح اني اعرف هالخبر بالصدفة ....من انسان كاره لي ..
    ويشوف اني حجر عثره في حياته)

    اقترنت حواجبه باستغراب ثم قال:

    ( لا تقولي كذا عن خالتك لمجرد مشكلتك الاخيره معها.......)

    قبل لا يكمل قلت له :

    ( ومن قال اني اقصد خالتي)

    قال بتساؤل....:

    ( من تقصدي.......من اللي خبرك غير خالتك؟؟؟؟..)

    رديت باستهزاء..:

    (تصــدق عاد... عمتك زوجة ابوك ما خانتك يا باسل......مسكينه ..! نقضت عهدك معاها
    من دون لاهي تخونك.....) ...

    ثم اردفت :

    ( والشخص اللي خبرني كان يمتلك من الشجاعة الحجم اللي ما تمتلكه
    انته يا باسل)

    كنت اشوف ملامح وجهه في تبدل مستمر...والعيون النارية متقده بغضب ... !

    قال بغضب ....:

    ( من اللي قالك يا عليا....وكيف عرفتي عن العهد اللي بيني وبين خالتك)

    حركت كتفي بلامبالاه وقلت له :

    ( صدقني ما مهم الشخص اللي قالي.....الأهم ان زواجنا الكارثي لازم ينتهي........!

    لا انا ولا انت منسجمين........ولا في اي عامل مشترك بيني وبينك....

    احنا نعيش غلطه .......وهالغلطه لازم تتصحح عبر الانفصال ....

    ويفضل اليوم قبل باكر.....حتى لا تتأزم الأمور...)

    قال بانتفاضه.... :

    ( بدرية هي اللي قالت لك...انتي رحتي لها.....ويش قالت لك بعد..؟؟)

    ما استغربت سرعة بديهته ......صرت متعوده عليها.....!

    لكن الأهم انه ما يقرأ ملامحي والألم الغريب اللي بصدري لما ذكرت الطلاق.....

    الطلاق يعني البعد عن باسل...؟؟ يعني ما راح اشوفه ابد..ولا اكلمه......!

    ليش شعوري شي ثاني عن اللي اقوله......!

    باسل انسان جلف .....واكبر مني بأكثر من خمسة عشر سنه....!

    وملامحه خشنة او مثل ما تقول مزون ما فيه من الزين شي...!!

    لكن بعيوني انا ما اشوفه كذا......!!!

    يا الله ويش اللي قاعد يصير لي....!

    صوت فرقعة الملعقة في الطاولة صحتني من افكاري وتأملاتي..!!!

    انذبحت لما شفت ابتسامه مرتسمه على شفاه باسل ..لاااااا اكيد انه انتبه لي ..!

    قال بهدف احراجي......:

    ( ويش هالنظرات ........! تقول معجبه ......؟؟!!...مو وحده تتكلم عن الانفصال....)!

    رديت باستهزاء كاااذب "بهدف حفظ ماء وجهي"

    ( اوووه صحيح معجبه.....معجبه كثيير..فوق ما تتصور....!
    معجبه في انسان ضحى كثير في حياته .....

    بدءاً من ليلة زواجه اللي بسبب زواجه مني كانت راح تتحول لليلة عزاء....!

    ومن بعدها صبر على العيشه الصعبه اللي كانت بسببي حيث عاش
    في تعب وضيق مع زوجته المريضة .......ومن ثم ترك عمله المحبب لقلبه....... وبسببي انا طبعاً.....!!)

    ثم اكملت دون اكتراث بملامح الصدمه المعتليه وجهه......:

    ( وفي الأخير هالشخص كان ما يزال ممتلك لتصرفاته بحكمه ووعي .....

    حتى ما يرخص في بنت عمه اليتيمه المسكينة.......وحتى ما يتهم بأنه نسخه مشابهه لوالده...!

    سيطر على مشاعره قدامها اما قدام الغير ما قدر يكتم .....جلس يتكلم عن كونها شيء مفروض عليه بحياته وما في اي فرصه للتخلص منه ...)

    اردفت بابتسامه تخفي ألم مستعر بقلبي:

    ( ارجوك باسل خبر هالشخص عن اعجابي الشديد به وبتضحياته....!

    لكن قوله للأسف العقل يقول ان الإعجاب لحاله ما ممكن يبني حياة بين شخصين

    وبالتحديد اذا كان العنصر الثاني اللي هو الزوج مجبور ومغصوب على الزواج! ....)

    صرخته الحاده دوّت في الصالة ( بــــــس )

    بعد هالزجره الحااده ما كان قدامي الا اني اترك الصاله واهرررب.....!!

    بسرررعه تركت الصالة وركضت باتجاه غرفتي .. ......!

    وجسمي يرتجف....ومشاعري خليط لا يمكن فهمه..لكن أفضل ما في الأمر

    اني قدرت اقهر باسل..وانسيه اي فكره ممكن تتمحور في باله عن نظراتي.......!


    بعد صلاة العصر.....دخل باسل وانا متمدده براحه في السرير...

    وملامحه غير معروفه بالنسبه لي......لكن ازعجني دخوله بهالصورة من دون لا يستأذن..!

    قلت له بقهر... في حاجه اسمها استئذان او طرق الباب قبل الدخول )

    طنّش كلامي .....! ومد جواله لي وقال :

    ( خذي كلمي امي غاليه...واذا سألتك عن حالك طمنيها..
    وقولي لها اننا مرتاحين ومستمتعين في رحلتنا)

    رجعت نظرت له باستغراب ......ويش يقول هذا ؟!!

    بس ما كانت في فرصه ....لما جدتي ردت على الاتصال...
    ووصلني صوتها المشتاق المتألم
    ( عليا ... )!

    ابتلعت ريقي..ورفعت عيني لباسل الواقف قدامي....اللي كان يتفحص ملامحي.!!.

    وطلعت للصالة ......بهدف الابتعاد عنه حتى ما يشوف تأثري ...!

    بعد ما انهيت المكالمه..كنت جالسه ومكالمة جدتي ادمت عروقي...وحبها الصادق
    نفث سحره على كامل حنايا قلبي...!!

    بعد الخيانة اللي حصلتها من مشاعر خالتي..كنت اعتقد اني راح اشك في محبة
    كل شخص لي.....!

    لكن جدتي ارجعت لي الثقة بحبها لي.......وان كانت ما تزال غامضة
    مثل البقية.....

    لكن هالشيء ما اقدر الومها عليه ......لأن البعد عنها طوال سنين حياتي الماضية
    مو بسيط......لكن خالتي ...خالتي غير ..!

    ويش العذر اللي يمكّنها من الزواج من دون علمي
    بويش ممكن تفسر تصرفاتها اللي اخفتها عني..!!

    حسيت بثقل على الكنب اللي جالسه عليه....من دون ما التف له سألته :

    ( من متى ابوك مرتبط فيها...؟؟)

    بعد صمت لحظات قال بهدوء ( من قبل لا تنولدي حتى..؟!)

    قفزت واقفه بصدمه...وسألت بانبهار :

    ( مستحيل..؟!! كل هالسنين...بس انا ما اذكر اني شفتهم مع بعض وانا صغيره..؟!! )

    بتنهيده مثقله قال...:

    ( هذي قصه متشابكه......صايره من سنين ....بدت من لما تعرف والدي على خالتك اسماء

    اللي كانت بسنتها الأولى في الجامعة ...بينما كان هو بسنته الأخيره في كلية الآداب....

    ورغم معرفته بعاداتنا الا انه ما قدر يتحكم بمشاعره وخصوصاً انها كانت متبادله
    من الطرفين.....ولهالسبب كان رافض اي عروض زواج يتلقاها من الجميع بحجة رفضة للزواج
    بعد وفاة والدتي....!.

    وبعد تخرجه ....تزوجها من دون علم احد بالعائلة إلا عمي سلطان اللي كان بسنته الثالثه
    في الجامعه وكان شاهد على زواجه...)

    كنت مركزة على كل حرف يقوله باسل..وانا ما زلت واقفه قدامه..بذهول..!

    سحب يدي عشان اجلس..فجلست بطواعيه في الكنب المقابل له ..في انتظار اتمام حديثه.!

    كمّل كلامه....:

    ( في يوم الملكه كان جدك ابو امك يمازح عمي سلطان يقوله ويش رأيك ما تبي الصغيرة انت بعد.......!

    عمي سلطان كان شايفها ...لأنه مثل ما تعرفي العادات عند اهل امك منفتحه كثيير...!

    عمي سلطان عجبته الفكره واخذها على محمل الجد.....!

    حاول ابويه يثنيه عن قراره لأنه يدري ان اهله يحضرون لزواجه من خـالة بدرية...

    لكنه كان يرد على ابويه ....انه راح يتزوج والدتك ويرجع يطلقها لما يخلص دراسته)

    شقهت من دون شعور وحطيت يدي على فمي ..! من صدمتي بهالكلام..... ..!!

    لكن باسل ما كان مهتم واصل حديثه :

    ( لكن اللي ما حسب حسابه عمي سلطان هو حمل والدتك بك...

    لذلك كان مصير الزواج الانكشاف...وكان فضيحه للعائلة بأكملها..

    والعقاب اللي حصله عمي سلطان هو النبذ من الجميع ..ومحد تقبل رجوعه الى صلاله)

    كانت دموعي غصب عني تنزل ....ما عمري حسبت ان الأمور ماشيه بهالطريقه....!
    احس اني كنت مستغفله طوااال السنين المااضيه.....

    لكني ما زلت ابا اعرف كل حاجه خلاااااص.....كفاايه غموض..

    لذلك لما سألني باسل ( اواصل..؟؟)

    مسحت دموعي بيدي وهزيت راسي بسرعه حتى يكمل كلامه...

    شفته ينحني ونظره للأسفل ...كأنه يبا يسرد الأقسى..؟!! ويش الأقسى من كذا..؟!!

    واصل كلامه :

    ( بعد مرور كمً سنه.....بدت تظهر مشاكل في العلاقة ما بين ابويه وخالتك....

    وسببها الحمل......خالتك كانت تبي عيال.....لكن ابويه رافض....
    حتى ما يلاقي نفس المصير اللي لاقاه عمي.....لأنه كان ما زال كاتم زواجه ...

    ولكن خالتك صارت تهدد بالطلاق والانفصال ....لحد ما صاروا بالفعل شبه

    منفصلين كل واحد يعيش بجهه........

    بعد سنين من اليأس ما كان قدام ابويه....الا حل واحد ......

    وهو انه يقنع والدك بأن يرجع مع والدتك لصلاله بهدف ان القلوب تلين......

    ومن ثم اذا تم الصلح ...يشرح لهم هو وضعه...ويشهر زواجه

    عمي سلطان وافق ورحب بالفكره .....لأنه كان مشتاق لأهله..

    ووالدتك بعد وافقت..يمكن لأنها كانت راحمه حال اختها.....

    انتي كنتي صغيرة .....والطريق من مسقط الى صلاله كان محفوف بالمخاطر....ومتعب للكبار فكيف الصغار...

    لذلك رفضت امك سفرك معهم.... وفضّلت بقائك بصحبة خالتك...)

    سرت القشعريرة في جسمي.....انا وين عايشه عن كل هذا...

    اللي صار ضعف قلوب ..اخطاء بالقناعات...مواقف ما كانت صحيحه..وتكتمات

    هي اللي اعطت للأمور اسوداديه اكبر من الموضوع حتى.....

    حسيت بالغثيان من كل شي صاير بهاليوم .......ركضت لدورة المياه
    ويدي على فمي ...وسط نظرات باسل المتفاجأة....!

    بعد دقايق استندت على البانيو....وجلست على الأرضية الرخاميه ..

    موت اهلي...خالتي واحساسها بالذنب ....عمي عبدالله وسفره..... جدتي
    وزعلها.....كنت اسمع طرقات على الباب..لكــن..
    رجعت لي حالة الغثيان من جديد....لحد ما صعب تنفسي .....

    لما حسيت بالماي البارد على وجهي..شهقت بقوة لرجوع انفاسي..ولوجود باسل..!

    وانا اتنفس بقوة بعد ما عادت انفاسي من جديد صرخت فيه بحده :

    ( اطلع....اطلع الحين ...ويش هالوقاحه ..كيف تدخل بدون اذن ...
    لو تشوفني اموت ما اسمح لك تدخل دورة المياه وانا موجوده)..!


    لكنه ما اهتم..ولا تحرك ..!! بعد فترة صمت طويله ..

    قال ..:

    (اطلعي للغرفة ....ولا عاجبتنك الجلسه هنيه....)

    كنت ما ازال مستنده على البانيو....شاارده بتفكيري...لكني سمعته ...بس ..ما رديت عليه....!

    قال بنفاذ صبر ونظراته تجوب المكان كأنه يتأكد من شيء :

    ( علـــيا .....وبعديــن....؟!)

    استغربت من تواجده...ومن اصراره..ومن نظراته ..في شي غير طبيعي بتصرفه..

    معقوووووله..!

    يظن اني ممكن اضر نفسي...! حسيت قلبي يلين تجاهه لما تخيلت انه كاره لفكرة بقائي لوحدي

    لهالسبب...!

    ضاقت عيوني وقلت له :

    ( انا مو مجنونه.....ولا معي خلل بعقيدتي حتى افكر اضر نفسي..)!

    حسيت بيده تسحبني بقوه ....قبل حتى لا اتأكد من ملامحه بعد كلامي..!

    لما جلسني في سريري بقوه..قال :

    ( دامك فكرتي هالتفكير..ينخاف منك..)!

    جاوبته بنرفزة :

    ( والله ما خلاني اقول هالكلام..الا وقفتك واصرارك على خروجي..ونظراتك اللي تبحث عن مواد خطيره بدورة المياه )!

    لما سكت ..قلت له بقهر :

    ( ليش ساكت..!! قول اني على حق ...ولا بس تعرف تغلطني..)

    ابتسم بخفه وقال :

    ( بصراحه مستغرب من هالقوة اللي نازله عليك اليوم..! لا صياح..لا دموع ..)

    ثم اردف ( ولا خلصتيهم بارحه في هذيك الشقه ..)!

    بدل ما يعصب ويتنرفز ..انقلب الوضع ..وانا اللي صرت متنرفزه منه ..!

    لكني رديت بهدوء..:

    ( على ويش ابكي ....ماشي يستاهل ابكي منشانه..)!

    ثم تذكرت وسألته...: ( انت كنت فــ صور مع ابوك..؟)

    قال باستنكار: ( قولي عمي .....ويش ابوك هذي......!)

    واردف ( ايوه كنت هناك انا وخالد..لأن خالتك المصون كانت راح تسوي

    فضيحه..!!! بمناسبة قدوم زوجها طلبت الأمن وسوّت قضيه..!

    عشان انها كانت خايفه منه......وتدخلنا احنا لتهدية الأمور..! )

    سألته باستغراب ( خايفه منه ..! ليش خايفه منه لدرجة انها تطلب الأمن ...!؟؟)

    قال بابتسامه خفيفه ( لأنها هاربه منه ..ومذوقته الويل طوال سنين ).!!

    سكتت ..ثم قلت له بهدوء :
    ( كمل الكلام اللي كنت تقوله فالصاله ..)

    تنفس بعمق ....وسكت للحظات ...وقال :

    ( انشغل والدي بالعزاء في صلاله......وخالتك انشغلت في عملها والاهتمام فيك..

    مرت الشهور .....ولما كان يحاول التواصل معها......كانت ترفض مقابلته...

    الى ان جاء يوم ملكتي........)

    سكت شويه..السكوت اللي حسيته اختصر فيه احداث كثييره.! .....ثم قال :

    ( اعترض ابويه على زواجي منك لأسباب ..من ضمنها عمرك الصغير ......

    لكن ابويه خالد كان مصر تماماً على زواجنا واحضارك للبيت الكبير....

    وفي محاوله من ابويه لمحو فكرة الزواج....... اعترف بزواجه من خالتك....

    اعترف بكل شيء صاير من البدايه....وتعهد قدامهم بالاهتمام فيك.....

    لكن لما اتضحت الأمور قدام الجميع ...علقوا كل المشاكل في رقبة ابويه

    واتهموه بتضييع عمي سلطان ..وبأنانية تصرفاته....

    وما كان من ابويه خالد الا ان طرده ........وكان موقف امي غاليه مشابه له........)

    في خاطري كنت اقول ..وتمت الأمور يا باسل ..وما قدرت ترفض الزواج مني بعد اللي عمله ابوك
    ...حتى ما تلاقي نفس المصير اللي لاقاه..!

    وصلني صوت باسل وهو يكمل حديثه :

    ( في الوقت اللي كان عمي محمد مكفل بتجهيز اوراق التبني .......

    اتصل ابويه في خالتك حتى يبلغها باللي صاير....ويساندها لطلب الوصايه ...

    لكن الأمور ما كانت في صالحهم....والحضانه مو لهم .....

    في حركة مفاجئة وغير متوقعه من خالتك .....جهزت اوراق غير قانونيه....

    وهربت فيك من الجميع بما فيهم زوجها...وتوقفت الأمور طوال السنين الماضيه

    وازدادت تأزم ..بسبب تصرف خاطئ من خالتك...........)!

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  5. #45
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    ((الجزء السادس عشر))




    تستيقظ آخر الليل...

    تُلقي نظرة على الشارع الخالي..

    إلا من أنفاس متقطعة..تعبره

    بين الحين والآخر...

    وحده النوم يمشي... متنزهاً بين
    قبائله البربرية...

    تتقدمه فرقة من الأقزام...

    وهناك رؤوس وهمية تطل من النوافذ

    على بقايا الثلج الملتصق بالحواف

    وكأنماتطل على قسمتها الأخيرة في
    ميراث الأجداد...

    المصابيحُ تتدافع بالمناكب.. قادمة
    من كهوفٍ سحيقةٍ...

    لا تحمل أي سر...

    السماء مقفرة من النجوم..

    الجِمالُ تقطع الصحراء باحثة
    عن خيام العشيرة...

    القطاراتُ تحلمُ بالمسافرين...

    لا أحد... لا شيء...

    أغِلقِ الستارة
    فربما لا تحتملُ...

    مشهد مدينةٍ تستيقظُ....!

    * * *
    " سيـــف الرحـــبي"






    الرضا بالقدر..والإيمان بوجود اسباب قد سببها الرب عزّ وجل....من أجل امر محتم وقضائي
    يمنع مشاعري من اتخاذ أي موقف عدائي ورمي التهم بالتسبب في مقتل اهلي
    في وجه عمي او خالتي...


    لذلك ان كان هذا المانع اللي يمنع جدتي من الرضا عن عمي عبدالله....

    راح اسعى بنفسي لكسر هالحاجز.....وارجاع المياه لمصبها الصحيح من جديد...

    لكن مو الحين وقلبي مو صافي ناحيتهم وقلبي ما يزال مجروح من خالتي بسبب اخفاء زواجها عني....!


    النوم هالليله مفارق عيوني....وكل الحقائق تنساب الى عقلي في محاولة لتحليل الأمور واستيعابها.......

    انا متأكدة ان الصعوبات راح تفك....وكل عسر راح يتيسر ويهون..هذي طبيعة الحياة..

    إلا ان التشتت اللي يعرقل مساق فكري..هو باسل.....!


    ويش راح يكون مصيري معه..الأيام تمضي والسنة الدراسية الأولى في طريقها للضياع
    من بين يدي في حالة اني ما سعيت لتعديل الأمور...

    لابد ان تكون لي قرارات ...لازم تتعدل الأوضاع...تقلبت في سريري بأرق...!!

    لما سمعت طرقات على باب غرفتي ..تفاجأت... باسل مو نايم....ويش يبا ذلحين..؟

    قد سبق وناداني قبل كمً ساعة منشان اتعشى معاه لكن من وين لي شهية هالليله...؟!

    نهضت من السرير..فتحت الباب .......وبتساؤل رفعت عيوني له..؟!

    ابتسم بخفة وقال ...:

    ( توقعت القاك صاحيه لما شفت الضوء مفتوح......البسي عبايتك والحقيني)

    سألته باستغراب....:

    ( الساعة على نهاية عشر ..؟ وين نطلع ذلحين..؟!)

    رد......:

    ( اي مكان.....نتمشى ونغير جو......)!

    تفجرت لحظتها في بالي مشااعر اشتياقي للبحر.....! ..

    رديت بهدوء مصطنع...:

    ( لو انه الوقت متأخر.......! لكن عادي نروح شاطئ القرم او العذيبة بما اننا في بوشر !..)

    حرك رأسه باستغراب وقال.:

    ( انتي ويش سالفتك مع البحر...!! )

    قلت له بصدق ..:

    ( ويش اسوي اذا ربي انعم علينا بأجمل شواطئ في عمان...!)

    ولاية بوشر من اجمل ولايات العاصمه مسقط.....تأسر القلب بشواطئها الهادئه..

    ورمالها الناعمه.... وجبالها وسهولها.... والاندماج الجميل بين حداثة العمران

    وبين الطبيعة المذهله....خليط رائع ....ولعله هو السبب اللي يخليها دائماً حية بالزوار
    العشاق لها.....

    خلال الأشهر الماضية كنت ازورها بصحبة خالتي بعطل الأسبوع ...لكني اكتشفت

    ان التجوال بشوارعها برفقة باسل اعطاها لون ثاني.....!

    التواصل الظاهر كان عبر احاديثنا الهاديه والرسميه حول المنطقه وامور عامه....

    لكن التواصل الخفي كان تقارب حسي....مالي قلبي.....والمؤلم انه من جهتي فقط..

    كل مشاعري تأكد لي انه من المستحيل ان باسل يخفي اللي انا اخفيه...!


    ( هلا.....)......؟! تساءلت وانا محرجه بأن باسل يتكلم وانا مستغرقه بأفكاري وبمشاعري..!

    رد بنرفزه.... ( سلامتك..بس صارلي ساعه اكلم روحي..!)

    قلت له بقهر...! ( من الأساس ..من طلعنا ما بعد كملنا ساعه..)!

    قال....: ( المهم....تراك ما تعشيتي الليله..نروح نشوف المطاعم اللي فاتحه
    ولا ناخذ عشانا على البحر..؟!)

    ما كانت فكره سيئة لأن التجوال فتح شهيتي..!

    رديت ( تمام..بس لو ناخذ وجبتنا ونروح الشاطئ احسن)

    ما استغربت لما اتجه لمطعم قرية التوابل ...افضل خيار لزوار العذيبة..!
    لكن الوقت متأخر..!

    قلت له ( قرية التوابل يقفلوا بعد الساعه 11؟؟؟)

    قال ( خلينا نشوف حظنا الليله..)

    تفاؤل باسل كان لصالحنا.......المطعم بعده فاتح...

    سألني : ( تبي شي محدد )

    لما جيت اجاوبه بعد تفكير بسيط ...وانا افكر بالمشاوي
    والوجبات اللذيذه في قرية التوابل ..

    قطع باسل احلامي وتأملاتي وقال :

    ( ترى مافي لحوم ومأكولات ثقيله عشان معدتك ما تتعب بعد العمليه..يكفيها ما جاها..!!)

    انحبطت معنوياتي..!! لكني جاوبت باصطناع وكــذب!..:

    ( اصلاً ما ودي اطلب الا صيني _نباتي..!!)

    .....

    الهواء كان يطير عبايتي... وشيلتي...كان هواء بارد ومنعش وله تأثير في نشر ريحة التوابل

    الزكية اللي تفوح من اكياس الطعام ....


    شوربة خضار بالصلصة الصينيه.......وكرات الخضار .......السبرينغ رول بالخضار
    ..الخضار المقليه ........الفطر مع الأجبان الطازجة......!

    وجبات لذيذه..... لكن من المحزن اني اكتشفت ان مصدر الروائح الطيبة مو من وجباتي..!!!

    ليتني ما وافقت على شور باسل ..........! يعني ويش راح يصير لو طلبت مثله.......:

    لو انها خالتي قدامي ...كان هجمت على طعامها بلا اسف..!

    لكن باسل مستحيل.....رجعت نظراتي الحزينة لوجباتي اللي صغرن بعيني.....!!

    وصلني صوت باسل :

    ( نعم ويش عندك مع هالنظرات ....هذي الوجبات اللي طلبتيهن ....واللحوم انسيهن..
    غير كذا ما عندي....لأني مو متعشي انا بعد .....)

    غرييبه......بالشقه باسل كان جايب عشاء لكنه ما كان له نفس يتعشى مثلي..!!

    رجعت أأشر على المشاوي والدجاج الشهي...باستغراب..!

    وقلت بتعجب...:

    ( الحين بتاكل كل هالأنواع من المشاوي ..! وبعدها بتاكل صحن الدجاج بالصوص لوحدك..؟!)

    قال ببرود وهو ما زال ياكل..:

    ( وانتي تظني اني اكل نفس الكميه اللي تاكليها انتي..!

    انا ريال حركتي دايمه ....ومحتاج لوجبات تمدني بالطاقه عشان ارجع احرقها من جديد)!

    رجعت نظري للي قدامي من اكلات .....ويش اللي ما ودي اياه ....

    اخترت الخضار المقليه ......ودفعتها بجهته .......طلباً للمساومه....!

    قلت وعيني على قطع الدجاج الشهية والسالفة صارت تحدي بالنسبه لي..!

    (خذ هالأكله خضار ومفيده.....وضروريه عشان التكامل الغذائي..! واعطيني قطع الدجاج)

    قال بابتسامه احبطتني : ( لاء يعني لاء.......)!

    حسيت بالقهر .....اكيد انه يعاندني......ولا هو زاهد فيهن.....!!

    تذكرت كوب قهوتي يوم انه شربه عني.......! وجات لحظة الانتقام......!

    قلت له بجديه .......:

    (وين الماي........ما نزلته........؟!)

    قال من دون لا يرفع راسه .......:
    ( لا.......بالسياره......)

    قلت بكذب...:

    ( اذا ممكن.....عطشانه ابا ماي ....)

    قال بهدوء...:

    ( ان شاء الله ذلحين اجيبه......)

    قام بهدوء.......لكنه شال معه صحن الدجاج اللي راح يقتلني اليوم........!!

    حط علب الماي والعصاير......!

    قلت بنرفزه....:

    ( ويش سوء الظن هذا ........!!شايل الصحن معك .....انت ويش ...... )

    لكـــنه قبل لا اكمل كلامي دفع الصحن باتجاهي ..!

    واخيراً استسلم وعطاني الدجاج.!!!!

    قال ( لا تموتي علينا.......)

    ثم اردف بضحكه وصوت خافت: ( ولو انك ميته ميته اليوم ).!


    كنت مشغوله بالوجبه الشهيه ....ومو مهتمه بالكلام اللي يقوله .....

    لحد ما غطت الصلصله الحااااااره لساني.......

    رميت القطعه من فمي بأقوى ما عندي.......واتجهت لعلبة الماي بسررررعه.....

    وسط ضحكات باسل......

    وانا حاسه انه راح يغمى علي من حرارة الصلصه.......

    بالأخير تمددت بتعب وايدي ما فارقت علبة الماي......!

    وصلني صوته الساخر ..:

    ( شايفه يوم اقولك من البدايه لا .......ذلحين تستحقي ما جاك.....)

    كان مستند على ايد وماد رجلينه وكل شوي يرمي قطعه من الخضار المقليه
    في فمه....!

    قلت له بغضب...:

    ( اصلاً انت ما هامنك الا وجبتك.....خلاص خذها ماباها ورجع قطع
    الخضار مافي مساومه خلاااص)

    قال بضحكه ( هذا اذا حصلتي شي باقي منهن )..!



    .....



    في طريقنا للتسوق والتجول في مركز سابكو هذا الصباح كنت مستغربه

    لأني ما توقعت ان باسل كان صادق لما قال اننا راح نقضي يومين استجمام في مسقط...!

    وحسبت ان طلعتنا امس لشاطئ العذيبة هي الأخيره...!

    وصلني صوت باسل..وهو ما زال مركز على السياقة :

    ( قد زرتي مع خالتك منتجع شانغريلا بر الجصه.....؟؟ )

    رديت وانا مستغربه تواجد باسل في هالمنتجع العائلي..!!

    قلت:

    ( لا ..ما رحنا ..لكن سامعه كثير عن فخامته.....ليش انت قد زرته من قبل.؟؟)

    قال وهو مركز على السياقه (ايه قد رحنا له ...)

    قلت بفضول ومن دون تفكير....: ( مع من ..؟!!)


    سكت لمده...ثم قال بهدوء: ( من مده طويله..انا وبدريه)


    ليتني ما سألت.........

    حسيت بألم ينهش قلبي.....!

    ويش هالشعور اللي طغى علي....معقوله هذي غيره.......بس ليش اغار.....!

    يعني مو معقوله ان بدريه طول هذيك السنين وهي منحبسه في غرفتها.....!

    اكيد انها كانت تطلع......!!!

    حسيت بقهر من نفسي...ومن مشاعري اللي صايره تتحرك من دون لا اقدر اسيطر عليها..

    تأففت بضيق وقهر..!!

    من دون لا احس ان صوتي كان مسموع لحد ما سأل باسل باستغراب

    ( ويش فيك..؟؟)

    قلت بكذب واضح ( آآ ..الجو حار اليوم ..)....ثم اردفت بهدف التغطيه :

    ( وين بنروح بالأول.......؟)

    رد بهدوء وصوت متغير..:

    (لا تروحي بعيد يا عليا..وتعلمي تسيطري على مشاعرك..مو زين تخلي مشاعرك تقودك..

    والا ما راح تستقيم حياتك....ترى الحياة ممكن تمضي من دون تدخلات عرضيه من المشاعر....)

    انتفضت مشاعري من كلامه......فاهمني ......وفاهم كل حاله امر فيها...!.

    لكن باسل غلطاان......اكيد انه غلطان ......معقوله يحسب حالة التشتت
    اللي اشهدها راح تستمر .....يحسب اني ابا اتبعه عشاان خلل صاير في مشاعري..؟!!

    بعد صدمة كلامه ...رديت بهدوء..:

    ( لا تغتر يا باسل..ولا تحسب استسلامي للقدر هو خضوع لك...
    انا مؤمنه بأن محاربة القدر تعني محاربة لذاتي....

    لذلك مثل ما تشوف هدوء حالي نتيجة ايماني ....وبنفس الوقت انا متيقنه بأن القدر بيغير من الأوضاع ....

    والحال المشؤوم ما راح يتم نفسه بعد عام.....وقول عليا قـد قالت..)


    التواجد في مركز سابكو بالخوير اعاد لي اجواء التسوق اللي مفتقدتنها في الآونه
    الأخيره...وحسيت ان كل طاقتي وحماااسي ظهروا في هاللحظه...

    بالبداية ما كان بالمركز ناس كثير...وقدرت اخلص بعض من مشترياتي...

    لكن بعد فتره ..زاد عدد رواد المركز ...وصرت اغللللي من القهر بس مو بسببهم ..!

    لكن بسبب بـــاسل..!

    تكلمت من بين اسناني..:

    ( لا تقول ما راح ندخل هالمحل ..لأني داخله داخله..ولو يصير اللي يصير..!)

    رد بعد ما اجال نظراته على المحل:

    ( لا عادي محد موجود ...مو مثل المحلات اللي قبل
    ضيقه وفيهن رجال....ادخلي وانا بجري مكالمة سريعة وبجي )

    لما تقدمت تركزت عيوني على الشابات اللي بالمحل .!

    وعلى اطنان المكياج اللي في وجوهن...والعبايا والشيلات المزينه على الآخر...!

    حسيت بالعااار لما تذكرت اني بيوم كنت من هذي الفئة ...هزيت راسي باشمئزاز ..ومباشرة طلعت ..

    وانا افكر في باسل ..!! ليش اختار هالمحل بالذات..!! معقوله انه شاف هالبنات .!!

    قبل لا يجري مكالمته قال باستغراب...:

    ( كيف طلعتي..؟؟؟ ما تبين شي من هنيه )

    قلت له بقهر..:
    ( لا غيرت رأيي....!)

    قال بغضب...:
    ( هذا الآخير من هالصوب ..والمحلات اللي شفناهن قبل انسيهن..!)

    قلت وانا احس اني بنفجر من الضيق:

    ( الا قول انك شايف البنات اللي في المحل وما تبا
    تفوت شوفتهن من قريب ......ولا تجلس تتحجج بهالأعذار الباايخه)

    رد بنرفزة....:
    ( ما البايخ غيرك..اصلاً الخطأ مني ..ويش يخليني اجيبك هنيه)

    قلت له وانا اغلي :

    ( صحيح والله ليش جاي ..روح وفكني منك..وخلني اتسوق على كيفي
    وارتااح من اوامرك..)

    ثم اردفت بقهر :

    (والا اقولك احسن تخليني وتروح وتتفحص هالشابات اللي
    بالمركز عن قرب......تراهن حلواات ويستاهلن.....)


    مسك ايدي بالقوه وقال :

    ( سيري سيري......خلينا نروح لفرع امواج.....)

    امووواج في سابكو..!!

    قلت باستغراب....:
    ( امواج لهم فرع في سابكو...زين والله ما كنت اعرف
    آخر مره شاريه من عندهم من لما كنت فالسوق الحره..!)

    رد ( في كل مكان لهم فروع ...فرع سابكو مفتوح في السنوات الأخيره...
    ومنزلين عطور جديده هالفتره...)

    اموااج عااالم رااقي من العطور المصنعه في عمان...بأجود المواد الطبيعيه..

    انقهرت وانا اشوف زحمه بالمحل ....لكن قبل لا يقول باسل ما راح ندخل
    دخلت المحل....!

    انا مو مجنونه عشاان افوت على نفسي فرصة شراء عطور امواج..!

    وقف باسل جنبي بتحيز......!! كأنه يقول للعالم ممنوع الاقتراب..!!!

    رغم اني متأكده من انه نظراته كفيله بابعااد اي فكره للاقتراب
    ممكن تجي في بال اي شخص.....!

    اخذ باسل العينه وقربها لي بسرعه قلت له : ( لا ..العنبر مركز فيها..!)

    قال ( لأن هذا عطر رجالي ..لازم يكون مركز...وبعدين مع مزيج التوابل اللي فيه
    راح يتغير كل ساعة لرائحة مختلفه ..هذي طبيعة عطور امواج....)!

    قهرني كلامه......!! كأن ما احد يعرف شي فهالعالم الا باسل.....!!

    قلت له بتأفف...:

    ( لا تجلس تتفلسف علي.....محد ما يعرف عطور امواج .!
    حتى فاستراليا واوروبا لهن شهره ..!)

    طنشني....ورجع يختار من بين العينات..وانا اخذ العينات من بعده..

    لحد ما استقريت على عطر لا يمكن يكون الا من صنيع امواج...!

    اخذت عطر اساسه من زيت الصندل الهندي ...والباتشولي....مع مزيج من التوابل
    واللبان....واخترت عطر ثاني اهدئ شوي لجدتي من الفانيليا والمسك والروك روز..

    لما رجعت لحقيبة يدي....في طريقي لإخراج بطاقتي للمحاسبة....

    حسيت بيد حديديه تضغط على رسغ يدي....!

    قلت بألم وقهر قبل لا اصرخ من الألم...:

    (فك يدي ..قبل لا تكسرها....!)

    قال من بين اسنانه بهمس:

    ( سبق وحذرتك يا عليا عن هالحركات.....تبا تحاسبي على العطور وانا موجود..)

    قلت له وايده ما زالت قابضة على يدي:

    ( باسل ان ما فكيت يدي هالعطور بكسرهن فيك
    وفي المحل.....وبعدين بتعرف تحاسب صح)!

    ......

    اثناء تناولنا للغداء في الديوان التركي حيث طاجن المأكولات البحرية اللذيذه

    على غير العاده ......ما كنت مستمتعه فيه ...كان مضغي خالي

    من اي تلذذ.....!

    والنرفزة كانت ما تزال باقيه فيني.......

    والضيق مسيطر علي بقوه...وحالة من الكآبه تبا تسيطر علي..

    والسبب يعود لحالة التوهان اللي صار يسببها لي باسل ...

    وللصعوبة اللي اواجهها في عدم مقدرتي على تحديد مشاعري او مشاعره....

    ولا قادره كذلك اتبين حقيقة تصرفاته.........!

    التفت لي باستغراب وقال ..:

    ( ويش فيك ........ما تردي..؟)

    قلت له بضيق..ومن غير اي منطقية للسؤال...:

    ( ليش كذا كل حاجه تضايق..........ماشي بحياتي صح
    ليش كل حاجه ملخبطه بهالصورة............)

    رد بهدوء...... ..:

    ( تعوذي من ابليس.......هذي وساوس من الشيطان يا عليا......يبا يملأ
    صدرك بالحزن والكآبه.........كافحيه بذكر الله..)


    لما وصلنا للشقه......كنت في حالة ضيق مستمره.....آخر الظهر طلعت من غرفتي..
    بس باسل كان طالع....

    انتظرته لحد ما رجع .... قلت له بجديه :

    ( باسل رجعني للشقة بالسيب......)

    نظراته الحاده توجهت لي باستنكار

    قال . ...( انتي ويش صاير لك اليوم ..!!
    ويش يرجعك للسيب..؟؟ تبي تمي في الشقه اللي كانوا اهلك
    ساكنين فيها......في كل ركن لك ذكريات معهم.......تبي تفقدي عقلك..)

    قلت له بقهر....:

    ( ما لك دخل ...ان ما رجعتني للسيب ..بروحي برجع ..
    خلااااص الحياة كذا ما راح تمشي.......)

    رد بلا مبالاه....: ( انا قدني حاجز تذاكر عشان نرجع لصلاله الليله....)

    فلتت اعصابي وقلت له بصراخ :

    ( على اي اساس تحجز....انا ما قلت برجع معك ...

    انا لا يمكن ارجع لصلاله ....ما اقدر اعيش بهالطريقة....دراستي ضاعت

    ...واموري مو ماشيه صح ....ولا راح تمشي صح وانا بهالحال....)

    تأججت العيون الناريه بغضب متقد وقال:

    ( صوتك ما ينرفع في وجهي يا عليا..انا زوجك وغصباً عنك تبا تحترميني وتطيعيني......

    دوهالأساليب الرخيصه ما تمشي معي ..فــاهمــه..)

    ثم اردف بحده.....:

    ( تبي تعيشي حالة فلتان......لا ولي ولا حسيب ولا رقيب......

    تبي تعيشي رخيصه ووحيده بشقه عرضة لأي انسان مريض ......

    ومن وين تبي تصرفي....لا يكون معتمده على كم الريال اللي ينصرفن لطلبة الجامعه...
    انسيهن لأن اوراق فصلك من الجامعه قدهم بمكتبي فالبيت)

    وقفت بصدمة وتنفسي مضطرب...ما همتني سالفة من وين ابا اصرف لأن راتب ابويه
    ينزل برصيدي شهرياً .....بما اني الوريثه ......واقدر اعيش برفاهيه منه ......

    لكـــــن ! معقوله فصلوني من الجامعه......يعني دراستي للطب انتهت......!!

    قلت بصدمه....:

    ( كيف....! مستحيل افصلوني من الجامعه.....اكيد انت تكذب ....
    منشان ارجع معك الى صلاله.....)

    قال بغضب......:

    ( انا ما العب يا عليا......يوم قلت حرمتي ما تدرس بجامعه مختلطه
    يعني ما تدرس........)

    قلت له بقهر.....:

    (انت انسان متخلف.......نظرتك رجعيه .......
    .وين الخطأ اني اكمل دراستي بجامعه
    مختلطه...... انا مضطره .......وللضرورة احكام )

    رد بحده وايده تمسك ذراعي لمواجهته :

    ( هذا اللي قنعتي نفسك فيه يا عليا.......بعد ما لبستي الغشوة.....

    بعد ما عشتي حياة الستر والحصانه اللي يوفرها لك التمسك بالأخلاق والمبادئ الإسلاميه

    تبي ترجعي للإنفلات...........تبي تعصي الله بعد ما هداك ........
    ما كفاك العصيان اللي عشتيه طوال ذيك السنين ......)

    استمرت كلمات باسل تطعن بروحي بقوة ...كان يمر بحالة انفعال ..ما عمره وصل لها

    من قبل ....كان يتكلم بنصح احياناً ...واحياناً يرجع لألفاظ قاسيه ......

    انتفاضة مريعه مرت على جسمي بأكمله من قوة كلام باسل...صدمه عنيفه اجتاحتني...

    هو صادق.....وانا بحاجه لكلامه .....حتى لو كان قاسي...

    اعتقادي..وايماني..وهدايتي..لا يمكن اخسرها ...لكن تعليمي بعد غالي...!!.

    ويش هالهاويه اللي سقطت فيها.....مافي مجال للمقارنه....الدين اولى ثم اولى ....

    بعد ما توقف باسل عن الكلام ......وايده ما زالت قابضة على ذراعي .....

    الهدوء عم الصاله....وصدري المثقل بالأنفاس المرهقه ...يضج بعنف وقسوه....

    نزلت دمعه وحيده لكنها بوزن يضاهي الألم اللي في قلـــبي......

    قبل لا تسقط على الأرضيه....

    راقبت يد باسل لما تلقفتها.....!!

    نفس اليد اللي اصبحت تمتد لي دائماً بالآونه الأخيره....

    نفس اليد اللي شكلت لي سد منيع من السير في طرق متهالكه....

    نفس اليد الباقيه.....واللي تتعهد بالبقاء جنبي في الشدايد والمحن....

    رفعت انظاري تجاه باسل...وبملأ ارادتي ولأول مره حطيت بين يديه...

    في البدايه حسيت بجسمه يجمد....لكن سرعان ما تعدى الصدمه....

    وجمعني بين ايديه اقرب.........لفتره طويله ظلينا على هالحال....

    والصمت عام بالكامل.....

    الى ان رن جوال باسل...الرنين اللي صحّاني من الموقف المحرج اللي اقدمت عليه...!

    من دون لا ارفع عيوني ....ابتعدت بهدوء........وفي طريقي للانسحاب لغرفتي...

    وقفت وانا اسمع.....

    صرخة باسل على الشخص المتصل..............


    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  6. #46
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    (( الجزء الســـابع عشـــر ))


    ...


    اليوم للأقدار. . . [[كلمه وروايـــه]]

    . . .

    تبين والأقدار . . . [[ للعبد ميدان ]]



    [ سافــر واشوفه / / / لا لا معايــــه ]. . .


    [ لا لا بدوني راح / / / من دون عنوان ]. . .



    (( الشــاعر: سعود الشبرمـــي ))




    وقفت مذهوله بسبب الانفعال الواضح في صوت باسل ..ويش اللي ممكن يصير ويأثر فيه كذا ..

    تنفسي اضطرب بسبب صوته.....وطريقة كلامه مع الشخص المتصل.....

    واللي زادني توتر هو عدم مقدرتي على فهم حديثه اللي كان حول سفر وجوازات ومستشفى وعلاج
    .....


    بأعصاب مشدوده وقفت بمكاني في انتظار انتهاءه من المكالمه ...

    بنفاذ صبر سألته اول ما انهى مكالمته :

    ( ويش اللي صاير.....)

    لفتره ركز على ملامحي اللي اكيد ان الرعب واضح فيها ، ثم تنفس بعمق وقال :

    ( بدريه تعبانه....وهي واهلها راح يوصلوا بعد شوي لمسقط ...لأنهم جايين عبر الطيران العسكري.....)

    ثم اردف ..:

    ( راح نخلص اوراقنا.....ونتمم اجراءات ضرورية في مستشفى الجامعه

    وبنسافر الى امريكا عشان عملية زراعة كلية لها........)

    دقات قلبي في تسارع....وانا احس بأن الخطر جاي في كلامه وجملته القادمه ..


    اكمل بعد صمت قليل :

    ( عمي احمد راح يجي معهم لمسقط......وراح ترجعي انتي معه الى صلاله....)


    اغمضت عيوني بصدمه ..لاااء ...إلا كذا ..إلا كذا....إلا البعد ما اقدر عليه...

    بعد باسل يعني يُـــتم من جديد........لا ... انا قلبي ما عاد يقدر يتحمل البعد والفرقا..

    تهديداتي بعدم الرجوع الى صلاله مع باسل كانت غير.....لكن كون باسل يسافر ويبتعد.....

    يطلع خارج اراضي السلطنه...هذا امر ثاني ...شي مختلف .......
    ولّد فيني شعور مو مفهوم لكنه مؤلم ويحرق القلب....

    بقدر ما فاجئني هالشعور تجاه باسل ...بقدر ما استسلم له كل ما فيني ...

    وصلني صوته.......وانا ما زلت مغموره بصدمه من مشاعري اللي رافضة البعد نهائياً.....!!


    ( لكن اذا تبي ترجعي مع خالتك وابويه.....متأكد انهم بيفرحوا بوجودك معهم....بس انا افضل

    انك تّــمي بصحبة أمي في صلاله..)


    باسل صار يثرثر كثير..!......ويتكلم عن اتصالات خالتي فيه.....ومحاولاتها للقائي....


    بس في هذي اللحظات كل هذا ما يهم....ما يهم ......!

    في الوقت الحالي ما تهمني لا مسقط ولا صلاله .....

    ولا خالتي اسماء ولا عمي عبدالله......لكن فقط باسل هو اللي يهم.....

    ما اباه يروح ويتركني لوحدي بعد ما اعتدت على وجوده حولي...

    ومداراته لي واهتمامه وحرصه ....صار بقاءه يعني لي الكثير...وغيابه صعب..


    حسيت ببلل في خدودي ....عرفت ان دموعي صارت تنزل من دون لا اقدر اسيطر عليها..:

    حاولت ارتب جملة عقلانيه اقولها له....احاول اشرح له بهدوء من دون لا افضح نفسي اكثر....

    لكن كلماتي فلتت مني ....

    بجنون ودموعي تجري ..قلت له..:

    ( مابا ارجع لصلاله......ولا راح اروح لخالتي .....بروح معك.....بسافر معكم.....)


    رجع باسل للوراء بصدمه ...شفته يدرس ملامحي بعدم تصديق...

    لكنه لما تأكد من جديتي..ومن جدية حديثي ونيتي بالسفر معهم..:

    رد باستياء من كلامي ! :

    ( ليش احنا رايحين ديزني لاند ........ترى احنا رايحين رحلة علاج....!

    راح تمتد لفتره طويله شهر شهرين من يعرف.......يمكن اكثر..!!..

    واخوان بدريه مسافرين معنا......ويش موقعك انتي هناك...!!)


    واذا كانوا رايحين اخوان بدرية...عادي ويش فيها.....؟؟هم في حالهم وانا في حالي...! هذا مو عذر..

    رديت بغضب...:

    ( انا زوجتك.......مو انت تقول لازم نرجع مع بعض لصلاله بما اننا مرتبطين......!

    خلاص حتى في السفر خلينا نسافر مع بعض.......)

    رد بصوت مقهور.....:

    ( ويش هالتفكير الطفولي.......! عليا ...وين عقلك.......ويش صاير لك انتي....!

    انا ما راح اكون فاضي لك .....وانا اباك تجلسي مع امي خلال هالفتره .....)


    باسل مو فاضي لي ...لكنه فاضي لبدريه.....مستعد يتم معها لشهور ..بس انا مجرد السفر

    ما يباني اسافر معه ....كل هذا يعني انه من الاساس يبحث عن اي فرصه حتى يرتاح مني

    ومن مسؤوليتي ....في حين انه يهتم بصدق عشان بدريه....

    القهر والغضب استولوا على كل الاعصاب اللي كنت امتلكها .....

    صرخت فيه بعصبيه ودموعي تجري من دون توقف:

    (ولا راح تكون فاضي لي بيوم.....تعرف ليش...؟؟لأني دخيله بحياتك.....

    لأنك من الأساس ما تباني..لكنك مضطر تجاملني لأنك تشفق علي...

    والحين ما صدقت تلقى فرصه مثل هذا السفر منشان تتخلص مني وترتاح من همي

    وترسلني عند جدتي...ولا عند خالتي...لأني اصلاً ما اهمك.....ولا ودك تشوفني جنبك....)

    دموعي صارت تنزل بغزاره من حقيقة هالكلام وصحته....و من نفسي ومن حالي اللي وصلت اليه بالتعلق في باسل .....

    ومن بعدها ما قدرت اسيطر على انتحابي.....

    حاول باسل يقرب مني ....مد ايده ومسك يدي ....لكني ضربت ايده بعنف وبعدت يدي عن يده
    بقوه...

    وركضت باتجاه غرفتي استندت على الباب بعد ما قفلته.....وكملت بكائي ..وانتحابي ...
    من دون ادنى اكتراث بصوتي العالي.....


    مرت دقايق او ساعات ..ما كنت اعرف كم من الوقت مر وانا ابكي...دموعي تتساقط من كل شي وعلى كل شي..لحد ما حسيت ان مآقي الدمع جفت ..ما عاد فيها مزيد من دمع تسكبه....


    لما هديت شوي ...وتنفست بعمق ..بديت اصحى وافكر ...تذكرت جدتي ومرضها.....

    جدتي ليش ما تسافر معهم وتسوي عملية قسطرة للشرايين...

    تأملي وقف ، لما تذكرت رفضها للعمليه بسبب عدم وجود عمي عبدالله ......

    لكن لو هي تجي لمسقط بما ان عمي عبدالله موجود وباسل يكلم الإثنين

    و يحاول يلم الشمل من جديد.....يمكن تبا توافق....وترضى تسافر..

    تفجرت في بالي هالفكره.....جدتي من الممكن انها تسافر....وبهالطريقة انا بروح معها....

    وقتها باسل ما عنده اي ذريعه للرفض.....


    لازم اطلع واقول لباسل عن سفر جدتي للعلاج.....بوادر من امل وفرح تسللت الى قلبي...


    فتحت باب غرفتي وتوجهت للصاله......

    لكـــن لمــا شفت عمي احمد جالس على الكنب......والسكون العام بالمكان يصرح

    بأنه المنطقة خالية تماماً إلا من عمي احمد.......

    حسيت خلاااااااص

    الأمور فلتت من يدي.........باســـل سافــر.......

    ما اهتم فيني وفي بكائي وحالتي ....ولا ودعني حتى........

    شهقتي القويه .....والانتحاب اللي رجع من جديد بصورة اقوى من السابق

    خلى عمي احمد يقوم من الكنب بصدمة...وهو يسأل :

    ( بسم الله عليك عليا.......ويش فيك ويش صاير...)


    لكن وين اقدر ارد عليه...انا في عالم ثاني...الم ..قهر ...غيره..ضعف...هذا حالي...

    قلبي ينبض بألم ولوعه .....الشعور بالغربه ماليني...




    ليله كئيبة مرت علي ......تكررت فيها نفس مشاهد الألم اللي عشتها عند وفاة اهلي....

    لكن اليوم انا كبرت.....ومشاعري كبرت.....وآلامي كبرت....وكلها موجهه لباسل...

    دموعي توقف للحظات ثم ترجع من جديد....كنت اتمنى لو باسل ذلحين يفتح الباب ..

    ما يهم ..حتى لو كان بدون استئذان.....او اسمع صوته الحاد يضج في الشقه...

    حتى لو كان معصب..متضايق....لكن وجوده يعني الكثير ....

    لكن صوت بكائي هو الصدى الوحيد اللي يكسر السكون الكئيب بالمكان.....

    عمي احمد عجز ياخذ مني جواب....

    وبالأخير يأس .....بس صار يتردد على غرفتي بين الساعة والثانيه...

    وانا على حالي...كل ما اغمض عيوني تجيني صورة باسل....

    وافتح عيوني بألم على واقع بعده عني......



    ....

    ( ما راح تنزلي ...)

    سألني عمي احمد وهو ينزل من السياره ..قدام البيت اللي يضم عمي عبدالله وخالتي اسماء..

    رديت بهدوء...:

    ( لا ..بنتظرك هنيه.......)

    كنت متأكده اني لو اروح لخالتي راح تتكرر اوجاعي من جديد...

    والألم اللي شايلتنه بصدري كافيني بهالساعه...!

    وصلني صوت عمي عبدالله الهادي :

    ( كيفك يا عليا...)

    جاوبته بهدوء...:

    ( الحمدلله......كيف حالك انت......)

    جاوب وهو ياخذ مكان عمي احمد عشان يسوق بداله في طريقنا للمطار...

    ( نحمد الله ...)....ثم اردف بهدوء..:

    ( اسماء تسلم عليك)

    متعمد ..............!

    يبا يألمني..ما يكفي الم ولده..........!!

    الدموع اللي ما فارقتني من امس كان من السهل انها ترجع من جديد...

    وصدري المتعب من الشهقات الحاره...صار له انين لكثرة بكائي......

    نزلت بارتجاف من السيارة ... واتجهت للمقاعد الثانيه....وركب عمي احمد مكاني

    لما استقريت في المقعد...كانت ايديني فوق الغشوه...ودموعي تنزل بصمت....

    لحد ما انّيت بألم........التفت عمي احمد بسرعه وقال:

    (لا حول ولا قوة الا بالله ....عليا ...... ويش فيك تبكي......؟

    ما يكفي حالتك طوال ليلة البارحه....)

    ثم التفت لعمي عبدالله وسأله:

    ( عبدالله انت قلت لها شي)

    رد عليه ببرود...:

    ( ما قلت لها شيً يزعل...خالتها وراسله لها سلام..ومشتاقه
    لشوفتها...وهي الله يهديها قاطعتنها.......!)

    جاوبه عمي احمد بهدوء....:

    ( اترك عليا بسلامتها يا عبدالله.......)


    الزحام يضاعف الطريق الطويل من بوشر الى السيب.....

    والشوارع تسطر قصة غريبة بمشاعر متضاده ما بين ضيق و حنين وغضب وشوق من و إلى باسل..


    كان من المفترض انه نرجع مع بعض...انا وباسل نرجع لصلاله...ومن بعدها يجي عمي عبدالله
    وخالتي اسماء...ونجتمع عند جدتي.....الأحلام اللي سهرت عليها خلال الأيام الماضيه

    بلمح البصر صارت رماد........والحين أنا راجعه لصلاله ..لوحدي من دون باسل...

    بمشاعر مهدوره ..وقلب كسير .....!.


    لما استقرينا بمقاعدنا في الطائره...كنت اتذكر اول رحله لصلاله .....


    ليش جينا من طريق البر المتعب..بينما كان ممكن نختصر العشر ساعات في ساعة وثلث طيران

    ...

    لما سألت عمي احمد..وانا اتمنى الاقي معه جواب..

    قال بهدوء (لأن خطوط الطيران كانت متوقفه في هذاك الأسبوع ..وباسل كان مستعجل

    عشان يرجع بأسرع وقت لبدريه....)


    ابعد وارجع لنفس النقطه.....باسل وبدريه....وين موقعي انا بينهم...!

    ....

    الشوق اللي بقلب جدتي يشبع الانسان حد الثماله...لكنه ما قدر يبري غياب باسل....

    وكيف ابا انساه وجدتي تتنهد بإسمه في كل لحظه.....!!

    جلست بصحبة بنات عمي احمد ....تعشينا مع بعض..حاولت اسلي نفسي

    بالسوالف معاهن...لكني في الأخير كنت مرهقه..ومحتاجة للنوم....اعتذرت منهن

    وطلعت لغرفتي...بعد الحمام السااخن .....استنشقت بعمق ريحة بخور اللبان
    اللي كان مالي غرفتي....واللي كان بجد له تأثير مهدي للأعصاب...

    ....

    ارتحت للعودة لحضن جدتي الدافي......وللمساتها الحانيه من جديد....

    في الصباح ...كنت متمدده في رجلها...وايدها تمسح على شعري بهدوء...

    سألتها بهدوء..:

    ( من اللي راح يتبرع لبدريه بكليه.....)

    وانا في قلبي ادعي انه ما يكون باسل.....!

    رغم ان عمليات التبرع ما تشكل اي خطر على المتبرع........لكن الخوف لا يزال ملازمنا ..!!.

    ردت ( امها....باسل يبا يتبرع لها ..لكن قالولهم ما يستوي )

    قلت لها وانا احمد الله..:
    ( يعني فصيلة الدم ما متشابهه)

    قالت ( قتيت.....( يمكن ) )

    جلست باعتدال ...وواجهت جدتي وقلت لها بجديه:

    ( جدتي ...انا قدني قابلت عمي عبدالله في مسقط)

    لما شفت الصدمه تعتلي ملامحها...خفت عليها ..قربت منها واخذت يدها بيدي
    وقلت لها :

    ( جدتي اهدي لا تنفعلي..عشان صحتك....ترى انا اعرف كل شي ...!

    باسل ...) ..!

    ثم اكملت بضعف....: ( باسل قال لي كل اللي صار..وما ابقى ( اخفى )عني شي)

    ثم اردفت اللي صار يا جدتي خطأ الكل شارك فيه ...مو خالتي وعمي عبدالله لحالهم..

    ودام الأمور قديمه....قد مرت عليها سنين كثيره...ماله داعي نحييها من جديد...

    هلي ماتوا يا جدتي لأن ربي كاتب انهم يموتوا في هذاك اليوم..ولا احد قادر يغير

    من اللي الله كاتبه شي...)


    العالم يظلــــم ......لما تنزل دموع جدتي.......!

    جدتي قويه ..كذا ملامحها تقول...لكن الجانب الأمومي هو اللي قادر يضعفها...!

    كملت كلامي ( يا جدتي الأمور لازم تتعدل ...لابد ترجع لنصابها الصحيح

    عمي عبدالله يرجع لأرضه ولأمه واخوانه..)

    ارتفعت يدها الحره ومسحت دموع متساقطه من العيون الناريه...

    العيون اللي مع كل نظره لها تذكرني بعيون باسل.......

    اخذت نفس عميق....والغربة بمشاعري تزداد بكل لحظة بشعور قاهر كأني بعيده عن الوطن..والأمان...في غياب باسل...

    صحيت على سؤال جدتي بصوتها المتردد :

    ( وانتي يا عليا...راضية عنه...غفرتي له...)

    هديت اعصابي...ورديت بهدوء:

    ( قضاء وقدر يا جدتي...قضاء وقدر...والحمدلله على كل حال..)

    ثم اردفت بتردد:

    ( رجع لها يا جدتي...عمي عبدالله مع خالتي أسماء ..رجع لها...وهم في مسقط ذلحين...)

    جدتي اطرقت بصمت .....

    رفعت عيوني لها...وفي قلبي امنيه.....ومشاعر شوق ووله لخالتي ....ما استطيع اني انكرها...

    عيوني مشتهية شوفتها كثير.....قلت لها :

    ( خليهم يزورونا يا جدتي...عمي عبدالله وخالتي اسماء ..ما ادري كم راح يظلوا في عمان
    ..اخاف انهم يسافروا يا جدتي قبل لا نشوفهم.....)

    ردت بهدوء :

    ( مو ذلحين يا عليا...ود ضووا ( رجعوا ) هل الأسفار ...نعين خير..)

    قلت باستنكار :

    ( وعمليتك يا جدتي...تبا تتعبي اكثر...ذلحين وشكلك تعبانه يا جدتي..
    والدكتور هذيك المره حذرنا من تأخر العلاج....وبعدين باسل قال انهم راح يتأخر كثير..

    كثيير يا جدتي...يمكن يظلوا لشهور...)

    قالت بكلام قطعي :

    ( انا ما اقطع شور ..ولا اسيّر امر...وباسل مو هنيه...)

    بمشاعر محبطة طلعت من الصاله ......انتهى حديث اليوم...لكن ما انتهت المحاولات..

    راح ارجع افتح هالموضوع من جديد الى ان تتم الأمور لصالح صحة جدتي...

    ...

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  7. #47
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    ((الجـــزء الثـــامـــن عشـــــر ))


    هدوء عاصف ، ، ،


    يخيّم على الحديقة المتاخمة للغابة. . .!


    الفراشات تختال، ، ،

    كاختيال تلك المرأة <<< ذات الشال الأخضر...!


    وهي تذوب في الغابة. . . !


    خيلاء المطر . . . وهدأة الغيوم، ، ،


    الفراشات بألوانها . . وبالخفّة التي لا تكسر غصناً . . .!


    كأنما جاءت إلى العالم . . . بما ينقصه من فرح ولطافة خيالٍ وطمأنينة. . !


    " ولا شيء يكسر هذا الضجَر العريق"



    ( ســـيف الرحبـــي )



    ثلاث شهور مرت إلى الآن ما استجد خلالها اي تغيير فعلي ، باستثناء التغيير الكبير

    اللي شهدته روحــي، عانقت عيوني خلال هذي الشهور ملامح الكثير باستثناء باسل

    اللي ما زال مختفي في غياهِب البعد. . .


    خالتي بعد مكالمه موجعه ومؤلمه استقبلتها منها ما قدرت إلا اني ابادلها نفس مشاعر الألم

    جرّاء البعد . . . .ونفس مشاعر الإشتياق، ندمها واضح، واعطيتها الفرصه لاستماع تبريراتها..

    وان كانت واهيه وضعيفه بالنسبة لي. . . الا انها كانت محمله بأحاسيس صادقه . .

    استطاعت ان تلامس شغاف قلبي. . . لأني بصدق أدري أن تصرفاتها وان اسائتني إلا

    انها كانت بحسن نيه . . .


    رفعت جوالي في انتظار اتصال من البنات حتى اطلع لهم . . تأكدت من الساعه كانت الخامسه إلا ربع . . . هذا ميعاد وصولهم. . .

    نهضت لما رن جوالي ..مريت على جدتي ودعتها وطلعــت. . .


    ( السلام عليكم ) قلتها وانا اجلس جنب مزون..

    عمي احمد وبناته ردوا السلام... ..الا مزون المتذمره كالعاده..!

    قالت بضيق:

    ( كم مره قايله لك لما بتشوفيني راكبه جنب الدريشه لفي واركبي من الجهة الثانيه )!

    قلت لها بضحكه :

    ( ذلحين انا متعنيه وجايه اركب جنبك وبالأخير هذي جزاتي )!

    قالت بقهر :

    ( ايه ايه كثري من هالكلام ..الا قولي ابا اضايقك ..مدري ليش الكل متقصدني بالذات..

    في بيتنا امي وعيالها مجنني...وهنيه بنات عمي احمد والحين انتي انضميتي لهن..

    ويش هالحياه ... متى الواحد يرتاح مع ناس يحبهم ويحبوه ..ولا يضايقوه.....)

    ردت عليها هنادي بصوت منخفض:

    ( مزون حبيبتي لا تحلمي واجد، كلنا ندري انه بعد هالمعّلقه تبينا ندعي أن الله يقرب عرسك انتي وعزام .....لكن ابشرك محدً بداعي لك هالدعوه خلي عزام المسكين يتهنا حياته قبل لا يبتلش فيك)

    لما سمعت صرخة هنادي....نأيت بنفسي جنب الباب منشان لا توصلني قرصة مزون الفتاكه..!

    سارة اللي كانت جالسة قدام جنب ابوها التفتت بسرعه وبفضول قالت :

    ( ويش عندكن..ويش صاير اليوم بعد ....)

    تحنحن مزون الحاد وصل رسالة مفادها الصمت للجميع....وبالفعل التزمنا الصمت حتى لا نحرجها قدام عمي احمد....!

    لما طال الصمت ....ومحد منا رد على ساره... صاحت بقهر :

    ( هيييييييي ويش هالتطنيش .........!! انا أكلمكن ترى......)

    ولا رد.......!

    بعد لحظات رفعت يديها بضيق وجات تبا تتكلم / قاطعها عمي احمد :

    ( اقول سويره اسكتي واحفظي اللي باقي من ماي وجهك....)



    المركز الإسلامي اعاد الكثير من التوازن لروحي...حفظ القرآن شيء ما عمري فكرت فيه..

    ما احفظه بالسابق كان قليل جداً ، لكن خلال هالشهور حفظت اكثر من عشرة اجزاء
    وما زلت مستمره بالحفظ....

    بالإضافه الى انه كثير من الدروس الفقهية والمعاملات الشرعية المهمه في حياة كل مسلم

    كنت اجهلها، والآن بفضل من الله .. صارت واضحة لي اكثر. . .

    هذا عزائي لنفسي انه وقتي ما ضاع ابداً..احسنت استغلاله بأمور مهمه تنفعني دنيا ودين. .

    من لما عرضت علي عمتي هاجر فكرة الذهاب للمركز الإسلامي النسائي بصحبة البنات..

    حسيتها فكرة مناسبه ..للإستفاده من الوقت الفائض معي خلال هذي الشهور المؤقته..



    بعد ما رجعت المساء انتبهت انه جدتي كانت تكلم احد بالجوال، وكعادتي في الآونه الأخيره

    لما اسمع رنين جوالها اتسحب بخفه ومن ثم اشق طريقي للهروب........!

    اتصنع الحجج ....اشغل نفسي ، حتى ما اكلم باسل...حتى اتصالاته في جوالي ما ارد عليها بتاتاً..


    على الرغم من مشاعري الخاينة لي...الا اني ما زلت ممتلكه لتصرفاتي يكفي جنوني خلال الشهور الماضيه. . .

    ( تعالي يا عليا ) وصلني صوت جدتي الآمر ..!

    المسافه قريبة.....واعذاري انتهت.....وجدتي احس انها مترصده لي هالمره ...!

    كيف ابا اتصرف.....ياااارب.....!

    مدت لي الجوال من قبل حتى لا اقترب منها ..! وقالت بأمر:

    ( كلمي باسل ، كل نهار يسأل عنك..!)


    اقتربت منها . . . وبــإيــد مرتجفه اخذت الجوال....وثبته على اذني ...وحبست انفاسي ..!


    ( علــيـا....)

    لما وصلني صوته اضطرب نفسي ، شوق ، توتر من صوته ، ضيق من غيابه وبعده ....!

    ( علــيـا....)

    ما قـــدرت ارد. . . . لما طال الوقت وما حصل جواب. . . قال من جديد:

    ( عليــا انتي معي....؟؟! )

    لو ان جدتي مو موجوده كنت راح انهي الاتصال بأسرع فرصه، ما كنت ابداً راح اواصل معه

    لأن الضعف مهاجمني....ومشاعري تحركت نحوه بشكل خارج عن سيطرتي لمجرد سماعي لصوته. . .

    لما طال صمتي ، وعيت على لمسة جدتي ليدي ...لما وجهت نظري لها شفت ملامح
    الاستغراب على وجهها بسبب صمتي الطائل .......!!

    اخذت نفس عميق ورديت بتوتر :

    ( هــلا )

    رد بقوة وبنفس واحد :

    ( هــلا والله ، حيــاك....كيف حالــك ..)

    جاوبته :

    ( الحمدلله طيبه....)ثم اردفت بتردد:

    ( كيف حالكم....واخبار بدريه....كيف صحتها )

    رد :

    ( الحمدلله العملية تمت بنجاح...وكلنا بخير...انتي وينك ..؟
    ليش ما تردي على اتصالاتي بجوالك ..)

    ماتت الأعذار...!! ويش اقول له ذلحين.....؟!

    انا متأكده انه يعرف اني عن تعمد اطنش اتصالاته ، واهرب من الحديث معه،،فليش السؤال..؟!

    لما طال صمتي قال :

    ( عموماً....مبروك على الأجزاء اللي حفظتيها من القرآن الله ينفعك بها دنيا وآخره.....
    اخبارك مع المركز ....مواصله الدوام .....رحتي اليوم.......)

    انصدمت...متااابع لكل اخباااري..امر ما كان بالحسبان، ما توقعت انه ممكن يكون مهتم ابداً

    وحتى لو صار وعرف عن المركز بالصدفه من جدتي امر ممكن ، لكن حتى حفظي يعرف عنه ..! هل هذا يعني ان باسل مهتم ....؟؟

    لا ...لا يمكن ....لو انه مهتم ما كان راح يتركني خلال الشهور اللي مضت. . . لكنه كذا طبعه
    دايم يحب يتصنع. . ...

    سألته وانا مقهوره :

    ( ويش درّاك عن المركز...وعن الأجزاء اللي حفظتها .......؟)

    رد ببرود :

    ( بالله هذا سؤال يا عليا ....؟؟ كيف ويش دراني ...وانا اللي مكلم عمتي هاجر تعرض عليك فكرة الذهاب للمركز مع البنات..؟!)


    اختنقت من الضيق والقهر والغضب ..حتى وهو بعيد متحكم بحياتي....طيب ليش....؟

    ليش يسوي كذا معايه....لوين يبا يوصل...ليش يمثل انه مهتم..وهو في الحقيقه غير كذا بتاتاً....

    رجعت انظاري لجدتي اللي اتخذت لها مجلس بعيد عني....

    رجعت اسأله من بين اسناني بقهر :

    ( ليش تسوي كذا يا باسل...ويش الهدف من انك تمثل الاهتمام...ويش تبا مني..ليش ما تتركني بحالي.......)

    متأكده ان الصدمة هي السبب في صمت باسل اللي استمر لثواني...

    ومن بعدها وصلتني تنهيدته المثقله ثم اجاب:


    ( آخ يا عليـا..احنا تو ما تعدينا هالمرحله....؟؟! وانا اللي اقول انك راح ترجعي لعقلك خلال هالفتره ..)

    ثم اردف بصوت مختلف يحمل قليل من الجديه :

    (انتي حرمتي يا عليا...كيف ما تبيني اهتم فيك....)

    ما زال يردد هالكلام ، وما زالت تصرفاته من واقع شعوره بالمسؤوليه فقط..!

    جاوبته بقهر :

    ( انت زوج بدريه وبس....انا قايله لك هالوضع ما يناسبني ولا راح يناسبني ابداً)


    طنش كلامي...! وقال :

    ( ذلحين خلينا فالأهم ...خبريني .. ما اشتقتي لي.....؟)

    ثم اردف بخبث:

    ( ليش كنتي تصيحي طوال ليلة سفري ..حتى النوم ما نمتي هذيك الليله ...ما ودك تفارقيني يا عليا....ترى هذي كلها دلائل في عرف الأزواج تعتبر ايجابيه كثير.....هيا خبريني...؟؟)


    شهقت بغضب وقهر من حديثه . . . أي كلام ذلحين راح اقوله مستحيل يكون له أي قيمه

    بعد اللي قاله....ولأني من الأساس ما أقدر أكذب هالجزئية .....

    لكن اللي جد يقهر هو معرفته بموضوع بكائي الغبي هذيك الليله....!

    الله يهديك يا عمي احمد ليش تقول له....ليش تشمته فيني...!


    حتى انهي هالموضوع بأكمله...وأقفل على هالسيرة اللي مو من صالحي المواصله فيها ....

    بديت اكلمه عن جدتي ....وحالتها الصحيه اللي مو عاجبتني ....


    بعد ما سمع كلامي رد بضيق :

    ( وانتي تظنيني يا عليا ما قد كلمتها انا عشان تعمل العملية .....او حتى اعمامي وعمتي ما كلموها....بس هي الله يهديها معانده..)

    قلت له :

    ( هي رافضة لأنك انته بعيد.......تقول ما تبي اي شي يصير بغيابك...!)

    قال بتردد:

    ( هي رافضة عملها وابويه ما موجود.......)

    انتبهت اننا نتكلم عن نقطتين مختلفتين.....باسل ما يدري ان جدتي راضية بالصلح مع عمي

    عبدالله ....لكنها تنتظر عودته ...!!

    جاوبته باختصار:

    ( هالقضية سبق وتناقشنا انا وجدتي عنها......وهي موافقة على رجوع عمي عبدالله..

    لكنها ما تبا اي شي يتم وانت بعيد........)

    لحظات صمت ..بعدها سأل باسل :


    ( انتي كلمتيها يا عليا...وانتي عادي معك موافقه وراضيه عنه )

    رديت باختصار :


    ( اكيد . . . ماشي سبب يمنعني من الموافقه على موضوع مثل كذا وفي صالح جدتي ، ومن الأساس عمي عبدالله ما يستاهل كل هالنبذ)


    قال بهدوء وبصوت فيه فخر :

    ( أنا أشهد أنك أصغرنا ، لكنك أعقل مننا كلنا يا عليا.. )

    حسيت بالدم يصعد لوجهي من مجاملته اللطيفه...ثم عاد تفكيري لموضوع جدتي

    ليش باسل مو راضي يرجع مثل عمي محمد وعياله اللي دايم يروحوا ويرجعوا

    على الأقل يرجع خلال هالأسبوع منشان خاطر جدتي....ولا مو راضي يترك بدريه..!

    قلت له :

    ( دام عمي محمد وعياله يروحوا ويرجعوا من امريكا بالتناوب خلال هالشهور..

    ارجع انت بعد... وانهي هالموضوع.....منشان تتسهل الأمور..وترضى جدتي تتعالج. ...)

    ثم اردفت بقهر :

    ( ولا ما تبا ترجع عاجبتنك امريكا واهلها....وما هامتنك صحة جدتي وما تجي على بالك ....؟؟!.)

    قال بحده ولأول مره اسمعها من شهووور:

    ( لا حول ولا قوة الا بالله...انتي لازم تعصبي بالإنسان...لازم ترفعيلي ضغطي..)

    رديت عليه بلا مبالاه :

    ( شوف ترى محد غيرك حاليا.. مأخر عملية جدتي ....فالأحسن انك تجي منشان خاطرها)

    وصلتني صوت ضحكته الخفيف ثم قال برواق:

    ( متأكده انه عشان خاطر امي..! اخاف انك تكوني انتي اللي مشتاقه وحاطه صحة
    امي كعذر...هااه يا عليا.....)

    في هاللحظه سرى الشك في قلبي....! معقوله ان كلام باسل صحيح...

    لا لا مستحيل.....بس هو كذا متعمد يبا يوهمني......

    لكن هو صادق في الحقيقه انا مشتاقه له واجد....!

    بعد حالة المد والجزر اللي صنعها باسل في مشاعري حسيت بعدم القدره لمواصلة هالمكالمه

    من دون تفكير فصلت الاتصال.....ورحت لجدتي واعطيتها الجوال.....!

    قالت باستغراب :

    ( باسل قده راح )

    قلت لها وانا طالعه :

    ( ايوه خلاص انتهت المكالمه...!)

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  8. #48
    متذوق وكاتب قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية القيصـــــر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    5,964
    Mentioned
    1 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    متابعين لك إن شاء الله
    هَمَيَ ذبَحَنَيَ وًّأنَتَ مَاَ تَرَحَمَ اَلَحَاَلَ

    أقَوًّلَكَ مَهَمَوًّمَ تَقَوًّلَ اَلَلَهَ يَعَيَنَك ،،

  9. #49
    الى الان لا زلت منبهر من احداث القصة فعلا تحتاج تكون مسلسل تلفزيوني

  10. #50
    عضو خاص الصورة الرمزية روح الحلا1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    قلوب أحبتي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    4,507
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    واصلي نوارة.. متابعين معاك..
    جنتــي جنتك الفــردوس

صفحة 5 من 8 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م