بقلمي/ خليفة سالم
تجتاحنا مشاعر انكسار كثيرة في مسيرة حياتنا تقوض - احيانا- كل شي جميل لدرجة أننا لم نعد نرى حولنا ثمة شيء ذا قيمة ، وتنال من تقديرنا لذواتنا ، وتغتال ذلك النور اﻵتي من دواخلنا لتحول الجمال الى قبح ، والضياء الى ظلمات ، واﻷمل الى يأس وتودي بنا الى حضيض السلبية .
قد يكون ذلك الانكسار نتيجة لفشل منينا به في علاقة ما لم يكتب لها النجاح او حلم سعينا لتحقيقه و شاءت الاقدار ان تكون النتيجة عكس توقعاتنا .. هكذا هي ردات الفعل - احيانا - تكون أقوى من مقدرتنا على التحمل والتقبل .. تراودنا وساوس بأن كل شيء حولنا ساعد على هذا الفشل وقد نحمل نتيجة فشلنا لشخص او اشخاص فنعيش في ألم ، ويشتد بنا الكرب لدرجة ان تقبلنا ﻷي كلمة - مهما كانت - يصبح معدوما ، ونتجاهل أن هذا الانكسار يزداد وطأة كلما صورناه على أنه أكبر بل اعظم من تحملنا ، ونتجاهل ايضا ان الانزواء والانكفاء على النفس يزيد من حدته ووقعه على النفس فتزداد الامور سوءا قد يؤدي - في بعض الاحيان - الى موجة اكتئاب تليها عواقب ليست جيدة .
هنا يتوضح لنا مدى هشاشة إيماننا بالله ، وضآلة تقديرنا لذواتنا ، نتناسى أن الحياة مقرونة بالمتضادات ، من نجاح وفشل وعلو وهبوط ، وصحة وعلل ، وفرح وهموم وهذه هي سنة الله الخالق في خلقه .
نحتاج الى جلسة مصارحة مع ذواتنا ، نكون فيها منطقيين عند تقييمنا للأشياء فلا نرفع سقف توقعاتنا اكثر من المعقول ولا نظن ان النجاح حليفنا الدائم الذي لا يتغير ، فقدراتنا مهما كانت فهي متغيرة ﻷنها قدرات بشرية غير ثابتة ولا كاملة فالكمال لله وحده عزوجل .
وكل ما علينا هو ان نتوكل على الله ، ونحاول ، ونسعى ، ونجتهد ، ونحلم ، ونرسم اهدافا واضحة لمساراتنا الحياتية فإن حالفنا التوفيق فذلك من فضل الله علينا وان كان غير ذلك فهو تقصير من عند انفسنا وعلينا ان نراجع انفسنا بصراحة ولا نجعل الانكسار والحزن يأويان الى دواخلنا او يسكنان في قلوبنا فذلك مدعاة للإنهزامية والخنوع والخضوع للسلبية فمهما كانت النتائج السيئة فعلينا ان نصبر ونتفاءل ونستبشر بالله خيرا فذلك هو خير لنا .