الأقنعة الطيبه
ليست كل الأقنعة شريره فبعض الأقنعة طيبة نرتديها حبا وليس خبثا
بعض الأقنعة نحتاج إليها حذرا وسترا وليس خذلانا وغدرا.
الأقنعة الطيبه
هي صديقنا المرافق لوجوهنا :الساتر لأحزاننا
فنحن لا نرتديها فقط كي نخفي أثار السهر..
ولا خطوط الزمن..
ولابقايا البكاء..ولا بشاعة الحزن
الأقنعة الطيبه
نحن نرتديها كي نبتسم في وجوه تحتاج إلى إبتسامتنا
في وقت نحتاج فيه نحن إلى البكاء..وبشده.
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نعاود التسلل إلى عالمهم بوجه أخر واسم أخر وهوية أخرى
في وقت ندرك فيه مدى حاجتهم إلى وجودنا
بعد أن طعنوا الوجه الأول والأسم الأول والهوية الأولى
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نكون أول من يلبيهم عند الحاجة
وأول من يسترهم عند العرى
وأول من يدثرهم عند البرد
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نكون الأقرب إليهم وقت تخبطهم
والأصدق معهم وقت حيرتهم
والأخلص لهم وقت محنتهم
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي ننزع بها خناجر الغدر من ظهور عزيزة علينا
في وقت تتمرجح فيه خذلانهم في ظهورنا
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نزرع دروبهم باخضرار الأمان
ونسارع ببيض المواقف لهم
واعماقنا ترتجف رعبا من سود مواقفهم
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نثبت صورهم على جدران التاريخ بقوة
في وقت يهزون فيه هم صورنا على جدران التاريخ بقوة أشد
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نبدو أمامهم بكامل قوتنا ..وكامل شموخنا..وكامل صحتنا
في وقت ننزف فيه الصحة..وتنزفنا فيه الروح ببطء
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي تحتفظ التفاصيل بعطرها والرسائل بحبرها
والمشاعر بصدقها والصور بألونها
والأحلام بقيمتها..والعشرة بقدرها
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نستتر من أعين كبريائهم ونحن
نلقي بقلوبنا أطواق نجاة لهم
وموج الوقت يعلو فوقهم وتحتهم وحولهم
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي لانساهم في سقوط أمكنة أحببناها يوما
وكي لا نسبب في إقتلاع شجرة عريقة
أوت عصافيرأحلامنا يوما كوطن..وأكثر
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نتقن فنون الصمت حين يمزقنا غيابهم
وحين تمتد غابات الفراق بيننا وبينهم
فلا نناديهم بصوت فاضح مسموع
الأقنعة الطيبه
نرتديها كي نتظاهر بالقوة حين يكون حلمنا أقوى من ظهورنا
وهمنا أكبر من قلوبنا
وقاماتنا أضعف من قدرة الوقوف
وبعد أن أرعبنا الواقع
أحرصوا على إقتناء الأقنعة الطيبة
واحملوا وجوهكم المتعدده في جيوبكم
فنحن في زمن يضيع فيه أصحاب الوجه الواحد