كثير من الأمور التي تقلقنا وتخيفنا وتتعبنا نفسياً إنما تكون مصادرها ناجمة من عدم معرفتنا لما يخبئه لنا المستقبل في ثناياه ومن عدم معرفتنا الأكيدة لمشاعر الآخرين تجاهنا وتجاه ما نكنه لهم من مشاعر جميلة فياضة الله سبحانه وتعالى أعلم بها.
يتعبنا أننا نبذل كل ما نسطيع كي نلفت نظر من نحب كي نريه كم هو غال لدينا وعزيز علينا، ومع ذلك فهو كما هو لا نشعر بشيء غير عادي أو مميز في معاملته لنا يوازي تلك المحبة الكبيرة والمكانة الغالية التي نكنها في قلوبنا له.
يتعبنا أننا حينما نجلس بمفردنا ومع أنفسنا وحينما نسأل أنفسنا ترى هل لدية فكرة ولو بسيطة بما يشغل بالنا؟ هل لديه فكرة بما نعانيه بسببه؟ وهل لديه فكرة عن حجم التضحيات التي ضحينا بها من أجله ومازلنا على استعداد للتضحية بها؟ وهل لديه فكرة عن حجم الإحراجات التي تعرضنا لها بسببه بسبب حبنا له ودفاعنا عنه وتفكيرنا به وحديثنا عنه؟
وأمام هذه التضحيات وأمام هذا القلق الذي نشعر به لانجد يداً حانية تطبطب على رؤوسنا لتمسح على شعرنا أو تربت على أكتافنا.
أمام هذه التضحيات لا نشاهد ابتسامة حلوة موجهه لنا تشعرنا أنه اكتشف ما بداخلنا وعرف حقيقة مشاعرنا من مجرد النظر إلينا.أمام هذه التضحيات المتواصلة منا لا نسمع حتى كلمة شكر أو عرفان بالجميل يشعرنا بحلاوة الدنيا وطعمها اللذيذ.
ولكن هل راحة القلب هي في تحقيق ما نريد وسماع الكلمات التي نريد ورؤية مانريد؟
أبداً ان متطلبات راحة القلب كثيرة وكثيرة جداً وكل متطلب بحد ذاته أمر صعب تحقيقه بالصورة التي نريد.
**مقتطفات من مقال :-
د ـ فهد حمد المغلوث