*الشيخ أحمد بن محمّد بن عيسى الحارثي الشخصية المجهولة .

لعل الكثير منّا يجهل هذه الشخصية التي غابت عن كتّاب التاريخ العماني ،بالرغم من أنّها شخصية عمانية ذات الطابع الديني والسياسي ،والتي برزت بروزاً أوضح من بروز الشمس في كبد النهار وكانت من ضمن صنّاع القرار أيام السيد سعيد بن تيمور ،هذا الرجل الذي تزّوج مولانا حفظة الله من كريمته قبل توليه عرش الحكم ،وكان الساعد الأيمن للسلطان سعيد في تسيير شؤون البلاد الداخلية ،فقد كان أميراً للمنطقة الشرقية وممثلّاً للسيّد سعيد في شمال السلطنة أثناء تواجد الأخير في المقاطعة الجنوبية ،ولكن وبتولّي جلالة السلطان قابوس المعظم مقاليد الحكم في البلاد فقد أمر بوضعه في الإقامة الجبرية ،وظل بها الى أن أطلق سراحه عام 1982 ،بعدها رجع الى مسقط رأسه ولاية القابل والمسمّاه بقابل الشيخ نسبةً له ،وظل كريماً عزيز النفس تتوافد عليه القبائل من كل حدبٍ وصوب ،فتلقى برزته مليئة بالرجال الى أن توفاه الله في السادس من فبراير لعام 2002 .
وهنا يجدر بي أن أقدّم تفصيلاً ميسّرا عن هويّة هذه الشخصية ،فهو الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى بن صالح بن علي الحارثي ،فأجداده عيسى بن صالح وصالح بن علي غنييّن عن التعريف ولا داعي للإطاله فهم أشهر من نارٍ على علم ،وقد تسّلم هذا الشيخ زمام مشيخة قبيلة الحرث وإمارة الهناوية إثر وفاة المغفور له أبيه الشيخ محمد بن عيسى .
وكان رحمه الله من ضمن المعترضين على تنصيب الشيخ غالب بن علي الهنائي خليفةً للإمام محمّد بن عبدالله الخليلي رحمهم الله لما يرى من أهليّة الشيخ عبدالله إبن الإمام سالم بن راشد الخروصي لهذا المنصب ،فقد أجتمع بالإمام الخليلي وأسدى له النصح بالوصاية للشيخ عبدالله إبن الإمام سالم الخروصي ،إلا أن الإمام الخليلي رأى في شخصية القاضي غالب بن علي الشخصية المثلى في خلافته ،فتمّ له ذلك ،وهذه من الأسباب التي جعلت الشيخ يعتزل دولة الإمامة ،كما أن أنفتاح الإمام غالب على الحكومة السعودية العدو التقليدي لدولة عمان الإباضية وتفرّده وأخيه الشيخ طالب بهذا الأمر دون إستشارة للمشائخ جعل من الشيخ يعيد ترتيبات أوراقه فقد أحس بأن دولة الإمامة قد أصبحت حكراً لأشخاص معيّنين يديرون شؤونها ،ناهيك عن أنها أصبحت عاجزة عن تلبية مطالب الشعب فالوقت الذي تشهد المنطقة ثورة نفطيه هائلة ،لذلك صمّم الشيخ على البحث عن مخرج للأزمات التي تحيط بعمان وأهلها فوجد ضالته في السيّد سعيد بن تيمور فتحالف معه على توحيد عمان وتحقيق مطالب الشعب وتنمية البلاد ،ومنذ ذلك الحين أصبح الشيخ الناطق الرسمي بأسم الشعب لدى السيد سعيد بن تيمور وباباً لمطالبهم ،فسارت بأخباره القوافل والركبان وأصبح الشيخ مهوى أفئدة الناس وقاضياً يحل مشاكلهم ويسيّر أمورهم .
هذا ما لدي من معلومات عن هذه الشخصية المجهولة ،والذي أتمنى من الأخوة الكرام ألا يبخلوا علينا بما تكنّه أفئدتهم من معلومات عن هذه الشخصية الفذّة .
منقووول،،،