استااذي...
كم يسعدني ان اكون اول من يترك بصمة هناا
قصه رائعه جدا بالرغم من الحزن الذي اسقط دمعتي
سرحت معها وكأني ارى المشاهد امام عيني فصرخت عند لحظة اصطدامه بالشاحنه
الله الله عليك استااذي دائما رائع ومبدع
لروحك سعادة لا تنتهي،،
تَــأَوَّبَ طَــيْـفٌ
قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري ______________________________
لعدة أيام ؛ إختفى من حجرته صوت سيلين ديون الذي كان يصدح بكل ما فيه من عذوبة ورقة وأنوثة ودفء .. إختفت تلك الإيقاعات الحلوة التي كنا نجن بها طربا وانتشاء عندما تجمعنا أماسي الطرب والمزاج وحلت محلها أجواء غريبة ومغنية أخرى بصوت مختلف وملامح مختلفة جعلتنا نعيش في عالم آخر بعيد كل البعد عن ذاك الذي كنا فيه .. بل شعرت وأنا أبصر هذا التحول المفاجىء و الغريب لذوق صديقي أن المكان نفسه الذي دخلته ؛ أي حجرته ؛ تكاد تعمه رائحة أخرى وأرض جديدة ووجوه ليست أبدا كتلك التي إعتدتها من قبل في مزاجات أيامه ولياليه ؛ فكل شيء هنا في هذه الحجرة يشعرك بأنك في جو بدوي إبتداء من الصحراء وانتهاء بالنساء البسيطات ذوات الذقون وظاهر الكفوف المرسوم عليها خطوط الوشم ..
خيل إلي أن البادية العربية انتقلت بكل مجتمعها البدوي إلى حجرة صديقي الذي استهوت أذنه أغاني سميرة توفيق .. كلما زرته أسمعه لا يستمع إلا لهذه السمراء الجميلة وكل حواسه مشدودة مع أغانيها وكل عينيه مبحلقتان في وجهها البدوي العربي الجميل ذو الشامة الساحرة وفي عينيها العربيتين الواسعتين ذاتا الرموش الطوال و الجمال الشرقي الباهر الذي على أصوله .. هذه البدوية التي من غمزة واحدة من عينها تكفي لقتل ألف قلب !!
- الله يسامحك .. دخت السبع دوخات حتى أعثر لك على صورة كبيرة لسميرة توفيق بعدما وجدت مكتبة تغاريد مغلقة على غير عادتها فاضطررت أن أبحث في المكتبات الأخرى التي على نفس الخط ؛ وهكذا سارت رحلة بحثي بطول شارع المتنبي ومن مكتبة إلى مكتبة وكل مكتبة تخرجني منها خائبا إلى أن انتهيت بآخر مكتبة في آخر هذا الشارع .. وهناك عثرت على المطلوب .. هاك . تفضل !!
شكرني بحرارة وهو يعلق بفرح و باعتزاز برواز الصورة في المسمار المثبت بالجدار .. لاحظت آثار طرق حديث على رأس المسمار مما يدل على أنه قام بتثبيته في الجدار منذ وقت قصير وفهمت أن صديقي قد جهز وأعد كل شيء مسبقا لاستقبال ضيفته سليلة الأصالة والجمال ..
إلى هنا مشت الأمور طبيعية .. لكني وسط ذهولي ذاك كان ثمة فضول ما يدفعني دفعا ويلح علي لمعرفة سر هذا الولع الشديد والمفاجىء بسميرة توفيق وبأغاني سميرة توفيق وخصوصا هذه الأيام مع أني أعرفه وأعرف ذوقه جيدا وأنه مولع دائما بالأغاني الغربية وبالأخص أغاني سيلين ديون .. حتى لا تكاد أغنية لهذه المطربة خاصة تفلت كلماتها من شفتيه ولايكاد درجه يخلو من إسطواناتها فما الذي غير مزاج أذنه وجعله يتجه بها إلى مضارب البدو والربابة ؟! ثم الأهم ماسر هذا الوله المفاجىء الذي يبدو عليه ؟! ولماذا سميرة توفيق تحديدا ؟! مالذي ذكره بها ؟! فمحطات التلفاز في زمن طغيان الرداءة والذوق المنحط تكاد تنساها ولاتأتي على ذكرها إلا نادرا مع أنها بحد ذاتها تاريخ ورمز أصيل وجميل من رموز الفن !!
نظرته بتأمل متبسم وأنا أسأله بخبث متفحص :
_ أنت شو حكايتك هذي الأيام مع سميرة توفيق ؟! شكلك بتحب !!
افترت على طرف شفتيه إبتسامة حزينة وقال بضجر بَـيِّـنٍ وعيناه مثبتتان في برواز الصورة كأنه يتأمل طيف خيال ما تأوب منها :
- لا أبدا . فقط مزاج ..
اندهشت غير مصدق إجابته ثم حاصرته واضعا عيناي في عينيه كأني أحاول إخراج السر الكامن من عمقهما الغامض :
- فقط مزاج ؟! علي أنا هذا الكلام يا صاحبي؟! وجهك مفضوح بالعشق حتى أنك تظل مشدوها مرتبكا كلما غمزت لك سميرة توفيق بطرف عينها ذات الحور القاتل .. فضفض .. ما قصتك ؟!
- ..............
ظل على إطراقته الغامضة تلك ساهما شارد الذهن ولم يرد على تساؤلاتي ولا بربع جواب مسموع .. إنتابني شعور جدي بالقلق والاشفاق عليه .. كانت ملامحه الطفوليةبائسةومغمومة ثم فجأة رأيته يشير بيده إلى كتاب متوسط الحجم كان أمامه على طاولته وقال وهو يخفي عني وجهه :
- إفتحه ..
تناولت الكتاب وفورا دون أن أفرده انفتح بذاته من منتصفه ، وشهقت حين رأيت الصورة الموضوعة فيه ..
- صابر .. هذي الـ .... !!
أخذ مني الكتاب برفق وضمه بحنو كبير إلى صدره وقال بضعف وبريق الدمع على عينيه :
- ما قدرت أنساها يا صديقي .. ما قدرت .. ما قدرت .. نفس ملامح سميرة توفيق . نفس ثغرها المذهل . نفس ابتسامتها . نفس عيونها السود الواسعة . نفس طولها . نفس بحة صوتها . يا إلهي .. وين أروح ؟! وين أهرب يا ربي منها ؟!
وانهار باكيا وهو ينشج مثل طفل .. كان إحساس الفقد مالئا صوته ووجهه الكئيب ..
- الله يرحمك يا حبيبتي .. يا ليتني مت معك بذاك اليوم المشؤوم !!
ربت على ظهره مواسيا وأنا أغالب دمعي .. ابتلت حواف الكتاب الذي على صدره بدموعه السخان .. كان الليل يقترب من منتصف طريق رحلته .. بصعوبة أقنعته بالخروج من هذا الجو الكئيب ومن هذه الحجرة الخانقة و الضاغطة عليه بكل ما في زواياها من ماض عاشه مع حبيبته عندما كانت تزوره برفقة أخيها طورا وطورا مع رفيقتها عندما تنتهيان من محاضرات الجامعة وتخرجان منصرفتان معا إما إلى السينما أو التسكع في شوارع و مولات المدينة قتلا للوقت وتصيدا عابثا لقلوب الشباب من هنا وهناك في عبث شبابي يجيدانه مع المغفلين المصدقين للسراب ..
بعد أيام من تلك الزيارة التي زرتها له ومعي سميرة توفيق .. و ذات صباح لا ينسى .. كنت برفقته نتمشى .. غير أني لم أكن مرتاحا مطلقا لمنظره البائس وأحس بالقلق عليه من هذا الحزن الذي يعم ملامحه ويملأ صوته الواهن .. وأكثر ما زاد من خوفي عليه أنه صار في الأيام الأخيرة هذه يهذي كثيرا باسم حبيبته وفي كل مكان وأمام أي فتاة جميلة نصادفها فيوقعني في إحراج .. هل جن صديقي ؟! تحملت بصبر تصرفاته وفي قلبي عليه من الحسرة والحزن أضعاف الذي كان يظهر على وجهي الجازع .. لطفك به يا ربي . لطفك به .. لكن حدث الذي لم يكن متوقعا أن يحدث أو يكون ؛ ففجأة ونحن في ذاك التجوال تجمد صديقي بشكل مباغت في وقفته وكل عيناه موجهتان نحو الرصيف الآخر المقابل و الذي يفصلنا عنه شارع سريع .. كانت ثمة فتاة واقفة هناك على ذاك الرصيف .. ويا سبحان الخالق .. كانت تشبه حبيبته إلى حد بعيد .. السيارات . الناس . كل شيء يتحرك إلا صديقي .. تجمد كل شيء فيه .. قدماه سمرتا في مكانهما وعيناه الزائغتان ثبتتا في تلك الفتاة الشابة .. اضطرني هذا الأمر أن أتوقف لوقفته وأنا أحاول أن أفيقه من شروده ومن حالته دون جدوى .. عذرت ألمه الذي كان في تلك اللحظات يعتمل في أعماقه .. كان هذا الوضع ينذر حتما بشيء ما سيقع الآن .. هذا ما شعرته لحظتئذ .. وقد حدث .. فمثل حصان مهموز رأيت صديقي ينفلت فجأة من وقفته تلك ويطلق لقدميه الريح .. ركض وهو يصرخ في الشوارع وزحام الناس مثل الحلاج الذي رأى الله :
_ ليلى . ليلى . أنا جايلك يا حبيبتي .....
ركضت وراءه محاولا المساك به وإرجاعه إلى رشده وأنا أتوسل في نفسي :
- يالله . لطفك وسترك يا رب ..
لكن في اللحظة التي أوشكت أن أقترب منه وأمسكه قفز صديقي من السياج الحديدي الواقي وارتمى في الشارع السريع الذي لا يرحم أحدا .. صرخت به في ذعر :
- صابر . صابر . إنتبه . إرجع أرجوك .. الشارع خطر ..
لكنه بدلا من أن يرجع اندفع راكضا وزج بروحه قاطعا ذلك الشارع الذي كانت السيارات فيه تنطلق بسرعة مخيفة .. ثوان و رأيته أشبه بشبح يطير بكل جسمه في الهواء بعدما صدمته شاحنة قادمة .. طار عاليا ثم هوى متدحرجا جهة الرصيف الذي تقف عليه تلك الفتاة .. سقط أمامها مباشرة .. وأطلقت الفتاة صرخة مذعورة وهي ترى رجلا يسقط ميتا عند قدميها وهو مضرج بدمائه .. رباه . رباه .. رأيته وأنا أركض باتجاهه وقد غاب من ذهني كل خطر داهم في هذا الشارع المميت - رأيته يرفع للفتاة يدا وفي اليد ورقة .. لكن تلك الحركة لم تدم طويلا فسرعان ما هوت تلك اليد وسقطت متمددة بدمائها على الرصيف والفتاة ترتجف وعيناها زائغتان من هول الصدمة .. كانت هذه آخر حركة رأيتها منه !!
توقف الشارع كله مكرها وحدثت فوضى عارمة بين السيارات التي راحت فراملها تصرخ تحت ضغط الكبح المفاجىء لها من قبل سائقيها .. ركض الناس صوب الحادث .. كنت أول من اقترب منه .. جثة محطمة هامدة دون حراك .. ضربة في الرأس .. دماء متناثرة على الأسفلت والرصيف وفستان تلك الفتاة .. الشيء الوحيد الذي لم يفلت منه لحظة إرتطامه بالشاحنة كانت صورة حبيبته التي تلطخت بدمه .. كانت لا تزال في نفس قبضة يده .. نزعتها بألم وحزن وأنا أضمه في صراخ مفتجع حاد أجهشت فيه بالبكاء ..
مات صديقي بعد عام من مصرع حبيبته .. كلاهما مات في حادث ..
اليوم ذكرى وفاته .. أقف في نفس المكان الذي لقي فيه حتفه .. أتلو الفاتحة على روحه ودموعي تتساقط في صمت على نفس الرصيف الذي حدثت فيه هذه المأساة .. كل شيء في حياتي لم يعد كما كان منذ فقدت هذا الإنسان الشاعري الحالم الأعز والأقرب إلى حياتي .. انطفأت تلك الابتسامة التي كنت استقبل بها الحياة بكل بهجة وشباب .. نهضت متثاقلا بعد دقيقة صمت وحداد وغبت في الزحام وحيدا دون رفيق .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
استااذي...
كم يسعدني ان اكون اول من يترك بصمة هناا
قصه رائعه جدا بالرغم من الحزن الذي اسقط دمعتي
سرحت معها وكأني ارى المشاهد امام عيني فصرخت عند لحظة اصطدامه بالشاحنه
الله الله عليك استااذي دائما رائع ومبدع
لروحك سعادة لا تنتهي،،
( سيجعل الله بعد عُسرٍ يُسرا )
تتلاشى المستحيلات عند قوله تعالى
«إن الله على كل شيء قدير »
قصة جدا جميلة
أبدعت أخي في سرد قصتك
استمتعت بقرأتها
بارك الله فيك ووفقك
ربي ان كان هناك حاسد يكره ان يراني سعيدة ف ارزقہ سعادة تنسيہ امري
ومن كَانَ سَبب لِسعَادتِي ولَو لِلحّظَه اللهُم اسِعدَه طُولَ العُمر ...
كل العاده ابدعت بسرد القصه اخي الكريم
ربي يعطيك العافيه
- اللهم اغفر لى و لوالدى,
و لأصحاب الحقوق على,
و لمن لهم فضل على ,
و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
رحت أبحث بجوجل عن سميرة توفيق و ما عجبتني يا ليته ظل على الستايل الغربيهههههه ما علينا يهمنا المضمون والسرد الجميل كالعادة مصور للمشاهد وکأن القارئ يسرح بخياله ويرى ما يراه صابر وصديقه أما بالنسبة للحوارات التي جاءت بشيء من العامية تلقائياً دارت بالطابع المصري لدي وكأن الحادثة وقعت في شارع مصري مزدحم ..!
طرح جميل أحسنت وبالتوفيق لك
قصة رائعة على الرغم من كمية الحزن والشجن
فيها..ما اصعب الفقد
واي فقد...فقد اولئك الذين استولوا على القلوب ورحلوا بها
كل الشكر لك استاذي الفاضل على الطرح
تقبل مروري
.
الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
أسعدوا موتاكم بالدعاء
اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
(ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)
اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين
ما شاء الله شهالأبداع
قصه جدآ جميله أخي سعيد
يعطيك الله العافيه
بنتظار جديدككء'
-
( وٰ إني قويه بـَ ؛ رب السمآء ).