الخطوة الرابـ4⃣ـعـة :


السعي بين الصفا والمروة:

روحانية أخرى نتعلم منها التضحية والجهد، وهي السعي بين الصفا والمروة،

لنرى الجهد الذي قاسته السيدة هاجر من أجل شربة ماء تروي غلة طفل رضيع أنهكه الجوع وأرهقه الظمأ،،

امرأة وحيدة وسط الجبال الشاهقة، وبطون الوديان السحيقة تهرول هنا وهناك، في صعود وانحدار، وحيرة واضطراب، يمزق أحشاءها أنين ولد عليل، جف ريقه، وجمد لسانه، يلهث من شدة العطش.

🔸فإذا ما اشتد الخطب، تجلت رحمة الله كالنور في الظلمة، كالأمل الباسم وسط اليأس الحالك، فتفجر الماء سلساً، وانساب عذباً دافقاً.

إنه بئر زمزم الميمون المبارك، النبع الطاهر، الرحيق الحلو، الدواء الشافي؛ ليعرف الناس أن الله تعالى لا ينسى أولياءه، وأن الفرج بعد الضيق، وأن مع العسر يسراً {
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}

ويستحضر المرء وهو يسعى بين الصفا والمروة فقره وذله وحاجته إلى الله في هداية قلبه، وصلاح حاله، وغفران ذنبه، وإن يلتجيء إلى الله -عز وجل- لتفريج ما هو به من النقائص والعيوب، وأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يثبته عليه إلى مماته..

وأن يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي، إلى حال الكمال والغفران والسداد والاستقامة..

كما فعل بهاجر -عليها السلام- عندما قاست من الشدائد ما قاست، ولاقت من المشاق ما بسببه عانت؛ ليعيش بلقبه حدثا مهيباً مسترجعاً في ذلك عجلة الزمن، مع موقف خلده الله -عز وجل- وجعله آية تتلى ومنسكاً يؤتى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يقول سبحانه:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}.


ماذا عني وعنك أختي الذاكرة؟


إذا سعوا الحجاج بين الصفا والمروة فاسعى أنت هنا لقضاء حوائج الناس؛ عن ابن عمر عن النبي - ﷺ - قال:
((أحبّ الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله - عز وجل - سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا....)).

_____✨🔟✨______
اللهم اللهم اجعلنا
من الذين يسعى نورهم
بين أيديهم وبأيمانهم ،،