مرضى الفشل الكلوي في تزايد مستمر، ولا يزال هناك نقص في عدد المراكز المتخصصة، ما هي جهود الوزارة للتعجيل بافتتاح هذه المراكز، لاسيما في الولايات البعيدة عن العاصمة؟
إنَّ الفشل الكلوي المزمن مشكلة صحية على مستوى الصحة العامة في جميع دول العالم بما فيها السلطنة، ويستلزم علاجه رعاية طبية فائقة بالإضافة إلى إجراء غسيل كلوي للمريض بمتوسط 3 جلسات كل أسبوع.
ولقد دأبت وزارة الصحة على توفير الخدمات التخصصية لمرضى الفشل الكلوي المزمن منذ عام 1982م وحتى الآن. ومن مركز واحد فقط للغسيل الكلوي في ذلك التاريخ، توسعت هذه الخدمات لتشمل الآن 21 مركزا تخصصيا موزعة على مختلف مناطق السلطنة بنهاية عام 2016 ويستفيد حاليا من خدمات هذه المراكز أكثر من 1739 مريضًا يضاف إليهم حوالي 300 حالة جديدة كل سنة.
والجدير بالذكر أن الفشل الكلوي المزمن يحدث عادة كنتيجة لمضاعفات مرض السكري غير المنضبط، أو ضغط الدم المرتفع غير المعالج، أو نتيجة لبعض الالتهابات المزمنة التي تصيب الكلى والجهاز البولي، أو لأسباب وراثية أخرى. ويعتبر الحل الأمثل لعلاج حالات الفشل الكلوي المزمن للاستغناء عن الغسيل الكلوي المتكرر هو التبرع بالكلى للمريض من متبرع حي سليم، وفي حالة وجود المتبرع المناسب، يتم عمل فحوص للمريض والمتبرع معًا للتأكد من توافق الكلية المتبرع بها مع جسم المريض قبل إجراء عملية زرع الكلى.
** ما مدى تأثير الأزمة الاقتصادية وخطط ترشيد الإنفاق على الخدمات المقدمة؟
من واقع الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشهدها السلطنة بعد تداعيات انخفاض أسعار النفط، اتخذت وزارة الصحة العديد من الإجراءات الاحترازية اللازمة لترشيد وتخفيض الإنفاق بكافة بنود موازنتها التشغيلية، حالها في ذلك حال سائر الوزارات الخدمية الأخرى في الدولة، والتي من بينها تقليص البعثات الدراسية والتدريب حسب الاحتياجات العلمية واقتصار صرف البدل أو الإيفاد في مهمة رسمية ووضع الخطط والآليات المناسبة لتعمين كافة الوظائف بالوزارة وتقنين المهمات الرسمية الداخلية والخارجية وتقليل عدد الموفدين واتخاذ السبل الكفيلة لتقليلها ومراجعة عقود الخبراء والمستشارين الوافدين والاستغلال الأمثل للمنشآت الحكومية وتقييم وتحديث معايير الموارد البشرية لكل مؤسسة صحية والتخصصات المختلفة وإعادة توزيعها وشغل الوظائف الضرورية بالهياكل الجديدة ومراجعة بعض عقود الخدمات والصيانة وترشيد استخدام الأدوية والخدمات الأخرى كالأشعة والفحوصات المختبرية، وتفعيل وتطوير نظام الربط الإلكتروني بين كافة مؤسسات الوزارة لتقليل تكاليف الطباعة والأدوات القرطاسية والمكتبية، وتقليص أعداد الدورات التدريبية وورش العمل والندوات المتعلقة بالتعليم المستمر، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الوزارة تعمل بكل طاقتها في المحافظة على تقديم الخدمات بما هو متوفر لديها.
وقد بلغ إجمالي مصروفات وزارة الصحة 792.96 مليون ريال عماني لعام 2016 منها 757.96 ريال عماني مصروفات متكررة و35 مليون ريال عماني مصروفات إنمائية. هذا وقد تم تقدير إجمالي الإنفاق الصحي في السلطنة بما يقارب 3.6% من إجمالي الناتج المحلي، وتقدر حصة الفرد من النفقات الصحية بما يقرب من 259 ريالا عُمانيا. ويتلقى النظام الصحي تمويله من الحكومة بشكل رئيسي، إذ تنفق الحكومة 89.8% من إجمالي الإنفاق الصحي، وهي من النسب المرتفعة على المستوى الدولي لتحمل الحكومات نصيبا في الإنفاق الصحي، كما يقدر الإنفاق الشخصي من جيوب المستفيدين على الخدمات 5.8% من إجمالي الإنفاق الصحي، مما يعكس سعي الحكومة لتوفير الرعاية الصحية وحماية المواطن من الإنفاق على الصحة. وفي الجانب الآخر فإنَّ إنفاق حكومة سلطنة عُمان على الصحة بلغ فقط 6.8٪ من مجموع إنفاقها، وهذه النسبة هي الأقل إنفاقاً على الصحة كنسبة من إجمالي الإنفاق الحكومي من بين الدول.
وتعد زيادة الموارد المالية (أو تثبيتها على الوضع الحالي على الأقل) مطلبا أساسيا لتلبية التوقعات لدى المواطن العماني بتطوير نظام الرعاية الصحية إلى نظام يتمتع بمعايير دولية، وتطوير المؤسسات الصحية بأنظمة وتقنيات حديثة وتوفير أدوية وعلاجات ذات جودة عالية والتي تكون باهظة الثمن في معظم الأحيان.
** لا تزال الشكاوى بشأن عدم وجود الرعاية الصحية في بعض المراكز وضعف الكوادر الطبية والوظيفية أيضا، فما هي أبرز خطط التدريب والتأهيل لدى الوزارة؟
عملت الوزارة على إدخال مبادئ نظام إدارة الجودة وسلامة المرضى منذ العام 2000، عن طريق إنشاء أقسام ووحدات تدير هذا النظام في المؤسسات الصحية، وإحدى ركائز هذا النظام هو وجود آلية داخل كل مؤسسة صحية تكفل للمريض وأقاربه تقديم ملاحظاتهم حول الخدمة الصحية التي حصلوا عليها والتي تمر من خلال القنوات التي وضعت لذلك إلى أن يصل الرد إلى مقدم الملاحظات مع التطوير المستمر لتلك الخدمات، وإحدى تلك القنوات والتي استحدثت في عام 2014م وبدأ العمل بها في محافظة مسقط، هو مركز الاتصال وتبعه بعد ذلك تدشين المركز في بقية المحافظات.
وفيما يخص خطة التطوير فإنِّه في العام 2013م، تم اعتماد المديرية العامة لمركز ضمان الجودة ضمن هيكلة وزارة الصحة، ويعنى هذا المركز بتطوير الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة بالتعاون مع مختلف الوحدات الأخرى بالوزارة وباستخدام أحدث الطرق في مجال إدارة الجودة وسلامة المرضى وعمل منذ إنشائه على تطبيق العديد من البرامج العالمية والتي تساعد على تطوير أداء المؤسسات الصحية، وعلى سبيل المثال تم إدخال مبادرة منظمة الصحة العالمية المعروفة بمبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى وتم تطبيقها في عدد 8 مستشفيات حكومية و3 مستشفيات خاصة على أن يتم تقييم كل هذه المستشفيات بعد مرور سنة من التطبيق عن طريق فريق تدقيق خارجي، وسوف تغطي هذه المبادرة بقية المستشفيات بإذن الله خلال الأعوام القادمة.