قبل كل بدء كل الشكر والتقدير ووافر العرفان لك أخي الغالي الكاتب القدير دينامو السبلة الأستاذ / صدى صوت .. على هذا الموضوع الجميل والهام والمثري في أسئلته وأفكاره .. كل التقدير لك أخي .
السؤال الاول :*
@ هل من علاقة محتملة بين الإبداع والجنون؟
الجنون أساس الابداع وسر وجوده . ولا أقصد بالجنون المعنى السيكيولوجي البيلوجي للجنون حيث اختلال العقل وذهابه وإنما اعني به ذلك المتعلق بقدرة الإنسان على خلق أشياء مبهرة فارقة ومميزة وذات قيمة وممكن أن تسهم في تطوير جانب أو مجال معين من جوانب الأنشطة الإنسانية او ما أستطيع أن أسميه ب ( الصرعة الإبداعية للعقل ) مثل الشعر . القصة . الرسم . التمثيل . الاختراع ... إلخ فأن تضيف شيئا جديدا في المجال الذي تحبه وتمارسه فهذه مغامرة عقلية كبرى لا تصدر إلا عن موهبة حقيقية وعقل مبدع خلاق يدهشك بصرعات أفكاره ورؤاه . خذ مثلا قيس بن الملوح / مجنون ليلى . تتساأل في نفسك : هل فعلا قيس مجنون ؟! وهو بهذا الشعر الخالد المتفجر عاطفة وصدقا وجمالا . لا طبعا . وإنما لقب بالمجنون للذروة الجمالية التي وصل بها في شعره . وهناك القاص الفرنسي جي دي موباسان هذا المبدع الشاب الذي مات في سن مبكرة ؛ هل كان مجنونا فعلا حين وصفه بعض النقاد بالجنون . لا أظن ذلك .
السؤال الثاني :
@@ القصيدة رسالة مفتوحة للعالم، وأنت تكتب هل تُفكر في القارئ؟
ههههههه صاحب البالين كذاب . ولو حصل هذا لحدث تشوش كبير أثناء لحظة الكتابة نفسها . أتصور من واقع تجربة يومية أعيشها أن طقوس الكتابة لا تدخل القارئ مباشرة في اوليات رسم النص . القارىء يأتي في مرحلة لاحقة من الرسم وذلك عند الوصول إلى ما بعرف بجودة النص وقوته والرضا النفسي عنه وتوقع أن يعجب القارئ ويلمس مشاعره وروحه ويحدث تلك الرجة القوية المأمولة منه في قشرة عقله وكما يقول الروائي سباستيان أصعب شيء أن أكتب نصا ولا يحدث حتى مجرد همسة بين القراء . أنت تكتب يعني أنت تطمح أن يكون نصك مبهرا ومثيرا وبذلك يصل إلى القارئ فعلا وأنت مطمئن أنه سيصل إليه بكل روعته وجماله وسينبسط منه .
السؤال الثالث :
@@@ النقد يهدف لإضاءة العمل الإبداعي، كيف تنظر للعلاقة القائمة بين القصيدة والنقد في مشهدنا الشعري الراهن؟
بكل أسف وحزن (( لا يوجد في راهن المشهد الشعري نقد بالمعنى الأدبي التخصصي للنقد )) وانا وضعت هذه العبارة عن قصد بين تنصيص للواقع المزري الذي يمر به واقع النقد خصوصا هنا في عمان . انبترت العلاقة القوية بين المهاب المهيوب ( النقد ) والهائب ( الشعر ) ونتج عن هذا شيوع الرداءة والركاكة والضعف في النصوص بل هناك إصدارات كاملة فيها ما فيها من المثالب في كل ما يمكن تصوره حول نص مكتوب بلغة ضعيفة وأسلوب عقيم باهت . غاب النقد الحقيقي فحلت الرداءة في كل شيء وصار حتى الجاهل الأمي يخوض مع من هب ودب متلبسا باثواب الشعر ومتلقبا باسمه في ظاهرة مفزعة تصفع بذوق القارئ وتشوه جمال الفن أبشع تشويه . وزاد على هذا شيوع الشللية ومحسوبيات ما يعرف بالمقاهي الأدبية على حساب الشعر وجمال الكلمة .
السؤال الرابع :
@@@@ عملية اختيار عناوين الخواطر والقصائد صعبة، وأحيانًا كثيرة تؤرّق الشاعر أو الكاتب ، كيف تختار عناوين قصائدك ؟ وهل من طقوس معينة في الاختيار؟
صدقت اخي . هي من الصعوبة والحيرة بمكان . انا عادة اكتب أولا النص وحين أنتهي منه ومن صورته النهائية الراضي فنيا عنها أبدأ في البحث عن عنوان مناسب له . أحيانا أبحث عن العنوان من النص نفسه وأحيانا اعصر عقلي وابحث عن هذا العنوان الجميل من خارج النص المكتوب على أن لا يبتعد عنه وعن مضمونه وموضوعه . تأخذ عملية الرسو على عنوان نهائي للنص وقتا قد يطول وقد يقصر . وفي النص ، عملية اختيار العنوان أسهل بكثير من عملية اختيار عنوان معين لكتاب . وتعتمد المسألة كلها على الذوق الشخصي للكاتب .
السؤال الخامس :
@@@@@ ما هو إحساسك بعد الانتهاء من كتابة قصيدة او خاطرة ؟
أشبه بشخص يحتفل بمناسبة عزيزة جدا لديه او حصل على مكافأة كبيرة او هدية جميلة جدا . ذروة فرح الكاتب وسعادته هي حين تهطل سمواته بالكلمات وحين يرى جنون هطوله وحرائق ما كتب على الورق . تلك لحظة لذة كبرى يعيشها بكل مشاعره وهو في قمة السعادة .