" سوء الظن "
كم :
أخذتني تلكم العبارة وطارت بي في فضاء التساؤلات ،
بعد ما حُشرت بين كل كلمة وكلمة ليكون المعنى مبني
على الإحتمال والتخمين !
والعلة والسبب :
مختلة الترجيح وليس لها معيار ولا مقياس ولا وجه اعتبار ،
غير تمتمات تهمسُ في قلب وفكر ذلك الإنسان حتى بات يُشهر
تلك الكلمة في كل محفل واجتماع ولقاء ، حتى بتنا نحتاج إلى إظهار القصد
وما يُخفي الصدر من بين ثنايا اللفظ ! كي لا يصيبنا سهم الإتهام بأننا نطعن في نوايا الأنام ،
ولم يخطر في بال ذلك المتشكي من سوء الظن بأنه واقع في ذلك الأمر بظنه بالآخرين وقذفهم بسوء الظن ،
ولا أدري أسباب ذلك التدافع والتسارع إلى اجترار ذلك الاحتمال لحشر الناس ، والزّج بهم في
سجن الاتهام ؟
حسن الظن :
يُعد البيئة الملائمة للتعايش بين الناس ، حيث يكون العمل يسير على وتيرة الثقة بالغير ،
وما أصاب الأمة اليوم هو ذلك السم الزعاف الذي منه هدمت علاقات ، ومنعت عطايا ، وعُطّلت مصالح ،
حين جُعل سوء الظن هو المُقدم ليكون التقييم منه يكون ، وهو القناة التي تكشف حقيقة ذلك الإنسان ،
من غير ايجاد البديل الذي به يزعزع تلك التُهم التي قد تكون مصوبة في قلب سلوك ذلك الإنسان ،
وفي المقابل تلك الحساسية المبالغ فيها بحيث يُجعل من سوء الظن قرون استشعار أو وسيلة اقصاء للطرف الآخر من غير مبررات ،
غير التوجس من خطر يظنه يأتي من قبل من يطاله سوء الظن ،
من هنا :
" كان علينا معرفة التفريق بين ما له أساس من وضع من يأتي بفعل مريب ،
أو قول غريب حين يخضع قوله وفعله للتمحيص من أجل الرد عليه وتصويب الخطأ ،
ورد ما قد يؤثر سلبا على المجتمع قد يصل لأمر خطير " .




