" الأقلام المأجورة "
ولن :
ينقطع مددُ ومَداد تلك الأقلام ! وكيف لها أن تتوقف ؟!
إذا كان الأجر تتقاضاه من محافظ من يروجون لهم ويلبسونهم
حلل العظمة والتبجيل ! ومع هذا ما يزال الميدان يتسع لمقارعة
الحجة بالحجة ، والفكر بالفكر
،

لا:
نُنكر بأن الدخول في معترك الحوار مع من خلعوا عباءة الأمانة وتركوا مراقبة الله في
أقوالهم وافعالهم يتخلله المخافة من الوقوع في جدل عقيم يخالطه من الكلام الذميم ،
واللبيب من يغوص في المعنى من غير الشطط والجنوح لسوء الظن بكاتب المقال مالم
يتبين ويظهر ما يبين حقيقة الكاتب إذا ما كان مجانبا للصواب
،

وعلى :
العموم ما عاد اليوم تنطلي حيلة من أراد اتلاف العقول ،
أو تزييف الحقيقة لكون العقول نضجت ولن تنطلي على حصيف
تلك التسويقات ، والترويجات لشخص ذلك المُنتفع من تلك
المقالات المأجورة
،

أما :
من أخلص القول والفعل وبات سكناه خلف القضبان فتلك نتيجة طبيعة في عالم النفاق السياسي والإجتماعي ،
فما عادت الآذان التي تعودت سماع الإطراء والمديح تطيق سماع من يهديها الطريق ويوقظ فيها الضمير!
لكونها تتنفس من رئة النفاق فهو لها إكسير حياة وسر بقاء
!

إذا :
كانت الأقلام المأجورة تعيث في الساحة فسادا وتُبث من سمومها لتقلب الحقائق ،
وتجعل من الخطأ صوابا فما يكون السبيل والبديل ؟! غير المجابهة والمسايفة ،
ولكن بصورة علمية وموضوعية بعيدة عن التشنجات لتحافظ على بقاء روحها
،

وكم :
كان لزاما على المواطن معرفة حقوقه وواجباته بحيث لا يكون متخذا موقف
المتفرج الذي أعيته الحيلة ينتظر من يحدد مصيره
،

من :
مبدأ " خالف تُعرف " ينطلق ذلك المأجور ليبني مجده المتداعي المفضوح !
ولا يهمه بعد ذلك من أي باب سيدخل عالم الشهرة !
أما عن تلكم الأخلاق والمبادئ فلا يُعير لها بالاً ولا يُقيم لها وزنا !
لأن همه أن يجعل له موطأ قدم ليزداد بذلك فخرا
!


فعلينا :
التسلح بالعلم وتوسيع مداركنا ، وأن نثقف أنفسنا ، وننظر لما يحصل حولنا ،
لكي نحمل الراية ونشق طريقنا لنعلي كلمة الحق ونصدع بها
،

وأن :
نترك تلك الإنهزامية وتلك التوسلات للتوقف تلك الشلالات من المقالات والكتابات ،
لننتقل بذلك من حال الدفاع إلى حال الهجوم لندافع عن الحق وعن حياضه نذود
.

الفضل10