وفاء وشجاعة ونخوة العمانيين

(شهداء الرجُولة والنخوة والشهامة)

طارق بن سالم بن سعيد الناصري
حمير بن سعيد بن سيف الناصري


الوفاء والرجولة والنخوة صفات كريمة وهي صفات خُلقية من الخالق وضعها الله تعالى في الكثير من الخلق؛؛؛؛ فأحياناً تهب ذاتك من أجل قضية أو فكرة أو شخص تحبه ، وهذه الصفات الجليلة الجميلة من أهم الصفات الإنسانية، وقد جعلها الله عزّ وجلّ من صفات القوامة لسير الحياة، وصفاء العيش بين عباده

وما لا يختلف عليه إثنان في هذه الحياة هو وفاء ونخوة وشهامة ورجولة المواطنين الخليجين بشكل عام والعمانيين بشكل خاص ،،،وهنا أقف وقفت صمت وترحم وتقدير وتبجيل وفخر وإعتزاز للعُمانيان الإثنان (طارق بن سالم بن سعيد الناصري )و
(حمير بن سعيد بن سيف الناصري )اللذان ضحوا بأرواحهم بالأمس في محافظة ظفار بسلطنة عُمان (صلالة بلاد الأصالة) بوادي دربات ولاية طاقة لإنقاذ فتيات سعوديات من الغرق،،، وذلك لأجل قضية دفعهم عليها وشدهم وازع الدين والخُلق والشهامة والرجولة والفزعة والتربية والوفاء التى تربى عليها العمانيون على يد عوائلهم الأصيلة الأبية التى تندرج من الشعب العماني الأصيل الشامخ الذي عود التاريخ منذ الأزل بمواقفه المشرفة في الذود عن حياة البشر ونصرة الإسلام والعرب من كل الطوائف والأجناس والتاريخ يشهد لإمبراطورية عمان من أقصاها لأقصاها وكما قال الشاعر:


إقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَر.... ضلَّ قومٌ ليس يَدْرُون الخَبَر

*

فالتاريخ يُكرِّر نفسَه - وإنْ على صُوَر متجدِّدة، من مآسي الماضي وإنتصاراته وعزه وشموخه وتضحياته وهي عِبَرُ المستقبَل
ومن ليس له ماضي ليس له حاضر؛؛؛ وسُنن اللهِ لا تتغيَّر ولا تتبدَّل وها هم العمانيون يُسطرون أروع أنواع الوفاء والشهامة والرجولة والتضحية مثل ما كانوا في الماضي التليد والحاضر الوليد مواطنان عمانيان يُنقذان مواطنات سعوديات في وداي دربات بولاية طاقة بصلالة ويُضحون بأرواحهم ويفقدون حياتهم لأجل أشقائهم بالمملكة العربية السعودية من خلال إنقاذهُن من موت مُحتم ؛؛؛

للرجولة عنوان وعنوانها الشعب العُماني الأصيل،،،

كيف لا يغار العماني ويفزع لنصرة إخوته وأشقائه وقت الجد وليس الهزل فيما لا يعنيه،،،كيف لا ويرى أمامه شقيقته من دول الخليج تغرق وتطلب العون والمساعدة ولا يهب لنصرتها!! ،،،كيف لا يغار العرب على بعضهم والغَيرةُ ركنٌ أساسيٌ كما قيل من أركان الرجولة!!،*فالرجالُ يغارون على الحرمات والأعراضُ والأرواح،،، والأرواح والأعراض عندهم أسمى من المال وأسمى من كل ما يملكون،*وقد كان العربُ الأوائلُ أمةَ غَيرةٍ وحمية ورجولة
يهبون لنصرة بعضهم كهبة رجل واحد،،،،

وكما قالت العرب سالفا تُفاخر برجولتها وشهامتها في الشدائد على لسان أحد شعراء العرب :

إِنا لنُرخص يوم الروع أنفسنا

ولو نسام بها في الأمن أغلينا

شعثٌ مفارقنا، تغلي مراجلنا

نأسو بأموالنا آثار أيدينا

ونركب الكُره أحيانًا فيفرجه

عنا الحفاظ وأسياف تواتينا


*رحم الله أسود وادي دربات وشهداء الوفاء والتضحية والرجولة:

طارق بن سالم بن سعيد الناصري
حمير بن سعيد بن سيف الناصري

ونعزي أهلم وذويهم وأهلنا وذوينا في عمان العز والشموخ من أقصاها لأقصاها بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم:

عنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه وأرضاه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ:*الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه*متفقٌ عليهِ.


دامت عمان شامخه بشعبها الأبي وبتضحيات أبنائها الأشاوش وبسلطانها الحكيم وأرضها الشاهدة الواعدة بالخير والأمن والسلام والوئام

وأخيرا أُحيئ هذه الأرض الطيبة التي أنجبت رجال عمانيين أبطال أشاوس وكما قال الشاعر العماني الدكتور علي بن حمود العيسري :


‏عمانُ يا قبلةَ الدنيا وسورتَها

وآيةَ الدّهر في ترتيلِهِ الأبَدي



عوض الهوم

سلطنة عُمان
محافظة شمال الباطنة
ولاية شناص