لا :
زلت أذكر ذاك اللقاء الذي جمعني بأحد الاخوة العراقيين في احدى الدول
عندما كنت في رحلة علاج وهو يحمل ابنته ذات 12 سنة ...
حينها سألته عن حالها فقال :
هي تعاني من شلل بعدما اصابتها حمى شديدة تجاوزت 40 درجة ...
وبسبب ظروف العراق تأخرت في ايصالها للمستشفى فأصابها ما أصابها .
حينها قلت له :
أعانك الله على هذا الابتلاء والبلاء .
فقال :
لا أعد هذا بلاء .... بل هو نعمة ومنحة من الله ...
عندما جلب لي ما يرفعني عنده درجات ....
وأكون منه قريب بالدعاء .
تعجبت كثيرا :
من قوله وهو ينطق الكلمات بابتسامة واسعة وقد
ارتسمت في شفتيه بعدما خرجت من أعماق قلبه ...
قُلت :
في نفسي كم نحتاج لهذه النفسية ... وذاك اليقين جرعات
لنعيش في هذه الحياة التى يبعث فيه القدر هداياه .
هم :
يرون الجانب الخفي الجلي في تلك المصائب ...
لهذا نجد قلوبهم مطمئنة بالإيمان ... لأنهم على يقين من أن من ساقها
هو رب رحيم يُخفي وراءها الخير العميم متى ما صبر المرء وسلّمنا أمره للكريم .
وللأسف :
الكثير منا يتبرم ويشكو حظه التعيس ...لأننا نرى ظاهر الأمور وحسب ...
لهذا تكثر لدينا التنهدات ، وتتوالد لدينا الحسرات ... ويُعشش الحزن في قلبنا سنوات!.