اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفضل10 مشاهدة المشاركة
لعل كلمة " الخطأ " :
تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ،
ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القِبلة ،
وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور
،

حين :
نأخذ " الخطأ " مجردا من غير أن نتبعه ببيئته
التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته
!

وكلما :
حللنا طبيعته تيقنا بأنه " كالهواء " يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له
والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين
!

كم هو جميل :
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها
.


وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي :
الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ،
ليكون مني ذاك الاقدام
،
والاقتحام ،
والاقحام
لكل فن وعلم تنوع مذاقه ،
وكم جنينا من ثماره ؟!
وغنمنا ما لذ وطاب .


ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي :
فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي واكتشفت
من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي
.

فمن ذاك :
تجلّت لي عظمة ما أودعها الله في ، لأنطلق من جديد وقد ترافق
وتوافق وتعانق ظاهري بباطني وقد ولدت من ذاك من جديد
.


ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي :
حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ،
التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا

" التخاريف " !!

حتى :
أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا " هوية "
بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين
.

ولك الشكر ايها الخطأ الديني :
حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ،
بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال !
وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة
وماذا تعني معرفة الله
.



ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي :
بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب والمشاعر لا يملكها إنسان
ولا نهبها لأي إنسان وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب
!

ولكن :
لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب
والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان
.

وبأن :
القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ،
وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار
.

لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي :
" إذا ما جعلته لي مؤشر مراجعة به أقيّم ذاتي ،
وأصلح نفسي لأسعد في هذه الحياة
" .
اهلا وسهلا بك اخي ابا الفضل كلنا نتعلم من الخطأ طرح جميل ومفيد ورايع يستحق النجوم يا استاذي