ومن منا :
لم يفقد عزيزا ؟

ومن منا :
لم يودع حبيبا ؟

ومع هذا :
علينا العيش في كنف الرضا والتسليم
بقضاء الله وقدره ، لا أن نعيش في كهف
الحزن وندفن أنفسنا فيه
.

فلا :
يكون تفسير وترجمة " الحب " لمن رحلوا عنا
بإطالة أمد الحزن ، وتحويل الحياة لجحيم لا تُطاق
.

بل :
علينا الترحم لذاك الحبيب ، والتصدق عنه ، والمبادرة
لفعل أعمال الخير من صدقة جارية تنفعه في قبره ، ويوم
نشره وحشره
.

فبذاك :
يكون المعنى " الحقيقي " لذلك الحُب .

في هذا المقام :
تحضرني قصة أحد أهل العلم عندما مات أحب أولاده ، فعاش في حزن
عميق كاد أن يهلك منه ، واسترسل في العيش على مائدة الحزن
،

إلى أن جاء العيد :
وهو في طريقه لمكان الصلاة استرجع حينها ،
وأخذ يسأل نفسه هذا السؤال إذا سألك الله
:

" لماذا لم تلبس الجديد وأنت ذاهب لصلاة العيد " ؟!

فبماذا أجيب ؟!
هل أجيبه :
" أنك قتلت ولدي الذي عشت من أجله ،
فحرمتني منه
" .

حينها :
عاد لرشده ، وعاد لبيته وغير ثوبه ،
واستغفر لفعله
.

النسيان :
محال أن يكون في يد انسان ،

ولكن :
علينا أن نمتطي سنام " التناسي " كي نعبر به
قنطرة الحياة والدنيا بذلك
" تمشي " .