سعادة

ما حدث بعد ذلك أن الزوجين قضيا أياماً سعيدة في مدينة كوبي، انتقلا خلالها إلى بيت الزوجية الذي وضعا في فنائه نصباً تذكارياً يخلد قصة حبهما بمساحة مائة متر مربع كـُتبت فوقه عبارة «حبنا خالد أبدي.. اخترنا هذا المكان منزلاً دائماً لنا»، مضافاً إليها آيات قرآنية انتقاها السلطان. في هذا البيت عاش الزوجان أسعد أيام حياتهما وسط فرح عارم بصغيرتهما بُثينة.

غير أن الأيام السعيدة عادةً ما تكون قصيرة، كما يقولون. وهذا ما حدث للزوجين. إذ أصيبت كيوكو بعد فترة وجيزة بمرض السل القاتل الذي كان منتشراً آنذاك في اليابان، ورغم أن السلطان تيمور أخذها إلى أفضل المستشفيات ووفر لها أفضل الأطباء لمساعدتها في العلاج، ورغم أن كيوكو كانت في المقابل تقاوم المرض بكل قوتها لتستطيع الصمود والاستمرار في الحياة كي تعيش من أجل طفلتها على نحو ما كتبته في مذكراتها: «أريد أن أعيش من أجل بُثينة… لن أخسر المعركة ضد هذا المرض… لا بد أن أتغلب عليه… بحق صغيرتي الجميلة بُثينة أتمنى أن يقف الله بجانبي… فأنا لا أستطيع الاقتراب من ابنتي ولا يوجد أكثر بؤساً من هذا… عندما أمسكها لا أستطيع أن ألمس حتى يديها… يقتلني الأسى عندما أفكر مراراً وتكراراً ماذا كنت سأفعل معها لو لم أكن مصابة بهذا المرض؟»، إلا أنها توفيت فجأة في نوفمبر 1939 وهي في سن 29، في وقت كان زوجها السلطان مسافراً إلى عُمان لقضاء بعض الأعمال الخاصة به.

وفور سماعه بهذا الخبر الأليم سارع بالعودة إلى اليابان للمشاركة في تشييع زوجته إلى مثواها الأخير، وأيضاً لاستلام ابنته بُثينة والرجوع بها إلى عُمان كي تتربى تحت رعاية زوجته الأولى فاطمة بنت علي آل سعيد (1902-1967) والدة ابنه البكر السلطان سعيد بن تيمور، وكي يقوم بإجراءات تسجيل جزء من ثروته باسمها.

ونختتم بالتذكير بأن زواج السلطان تيمور بـ«كيوكو أوياما» لم تعد المرة الوحيدة التي يقترن فيها أمير عُماني بفتاة يابانية. ففي يناير 2017 انتشرت أخبار ومقاطع فيديو عن حفل قران في مسقط على كتاب الله وسنة نبيه وبموجب صداق متفق عليه بين الأمير العُماني الشاب حمد بن ذياب بن حمد آل سعيد والأميرة اليابانية «فلاكو فاكودا»، ابنة الأمير «ماساهيكو فاكودا». وبطبيعة الحال لم يوصف الحدث في عُمان بالنادر بسبب وجود سابقة زواج السلطان تيمور، لكنه اعتبر نادراً في اليابان لأنه لم يسبق أن اقترنت أميرة يابانية بأحد أفراد الأسر الحاكمة غير اليابانية.