وقال ابن عصفور الحضرمي في محاولة لتنبيه الناس بالواقع الماثل أمامهم:
أضعتم الحزم في تدبير أمركم ستعلمون معًا عقبى البوار غدا
لكن العمى أعمت بصائركم فألبستكم ثيابًا للبلى جددًا
يا أمة هتكت مستور سوءتها ما كل من ذل أعطى بالصغار يدا
ولم يكن هذا أسوأ ما حدث لمدينة أندلسية؛ فكما يذكر الدكتور شاهر عوض الكفاوين في كتابه «الشعر العربي في رثاء الدول والأمصار حتى نهاية سقوط الأندلس»، سقطت الدولة العامرية بعد ذلك، وتمزّقت وحدة الدولة وانهار صرح الخلافة وأصبح الحكم في أيدي زعماء محليين في كل مدينة أقاموا دويلات مستقلة بلغت 20 دولة وهي التي عُرفت باسم «دول الطوائف»، وكان حكم ملوك الطوائف وإن بدا مختلفًا في كل دولة؛ إلا أن المشترك بينهم جميعًا هو تناحرهم فيما بينهم والضعف الذي حلّ بهم في مواجهة المسيحيين، كان بعضهم يلجأ في حروبه ضد الدول الأخرى إلى الاستعانة بقوات القشتاليين مقابل جزية يدفعونها. وكانوا ينكرون كل الأصوات الداعية إلى الاتفاق بينهم.
![]()




رد مع اقتباس