غرناطة.. ورثاء المدن الأندلسية كلها
صمدت مملكة غرناطة إلى سنة 897 هـ.، وبعد سقوط غرناطة لم يعد لدى الشعراء سوى الرثاء الحزين على شمس الإسلام، والبكاء الحزين على ما تعرض له المسلمون هناك من محن وويلات، يقول في هذا شاعر مجهول:

فيا ساكني تلك الديار كريمة سقى عهدكم مزن يصوب نميرها

أحقًا أخلائي القضاء أبادكم ودارت عليكم بالصروف دهورها

ويقول واصفًا الأسى الذي يشعر به:

ولوعة ثكل ليس يذهب روعها ولا تنقضي أشجانها وزفيرها

ونفس على هذا المصاب حزينة يذوب كما ذاب الرصاص صبورها

سأبكي وما يجدي على الفائت البكا بعبرة حزن ليس يرقا عبورها

عند هذه اللحظة سيفتح الباب لكل الشعراء العرب من كل الأزمان لرثاء المدن التي كانت مآذنها تصدح بالأذان، وسيسكت تدريجيًا الصوت الأندلسي بعد أن أُجبر من بقي من مسلمي الأندلس في شبه الجزيرة على التنصّر، ونسوا الكثير من مفردات اللغة العربية بسبب حظر استخدامها