في مشاهد الحوارات الداخلة في القصة أو الرواية حاول بأقصى ما تستطيع إيجاز الحوار بين الأبطال المتكلمين . بل تعمد أن تخلق جوا من التشويق في القصة من خلال الحوار نفسه ..
_ أعرفك بصديقتي العزيزة الآنسة سهير اشدين من لبنان ومن صيدا تحديدا . خبيرة تجميل .
_ أهلا وسهلا بك. أنا عزيز محمد . صاحب صالون اميرات الشرق الخاص بالنساء . أبحث عن شريك لي في هذا الصالون .
_ يا أهلين وسهلين . إذن فرصة لاتي إلى صالونك لعمل جلسة تجميل كل أسبوعين
لاحظ التمطيط السخيف الغير داعي له في هذا الحوار الخالي من أي تشويق أو إثارة . لاحظ تسرع الكاتب في كشف بعض الجوانب الإجتماعية والاقتصادية المتعلقة بشخصيات أبطاله . ما كان يفترض أبدا أن يكشف عنهم بهذا الوضوح التام أمام القارئ . هنا بطريقته هذه غاب كما قلت عنصر التشويق وترغيب القارئ لمتابعة القراءة ..
لاحظ الآن المشهد المعدل على هذا النحو :
_ أعرفك بصديقتي العزيزة الآنسة سهير اشدين . من لبنان ..
_ أهلا وسهلا بك. أنا عزيز محمد .
_ نعم . نعم .. حدثني عنك صديقي عماد ونحن بالمطار . أنت صاحب الصالون ؟!
_ بالضبط
_ تشرفت بك !!
_ سنتكلم لاحقا في المشروع . هيا بنا .
وركبت سهير اشدين مع عماد في سيارته المرسيدس بعد نظرة باسمة ذات مغزى القتها على عزيز ولم ينتبه لها عماد ، بينما استقل عزيز سيارته الكاديلاك الحمراء وسار وراءهما في طريقهم إلى منزل صديقه لتناول وجبة الغداء .
لاحظ كيفية كشف بعض الجوانب الإجتماعية الخاصة بالابطال الثلاثة من خلال الحوار ومن خلال السرد الذي تلا الحوار . وواضح أن الثلاثة من أسر غنية وأنهم بصدد عمل مشروع تجاري بينهم .
لاحظ أيضا تلك الومضة العاطفية التي حدثت فجأة بين سهير وعزيز ومن أول لقاء جمعهما والتي لم ينتبه لها عماد لحظة ركوبه سيارته . فالكاتب هنا يمهد للقارئ بما سيحصل بين الأطراف الثلاثة في هذه القصة.
لذلك في الحوار بالذات لا تستعجل في إستعراض الجوانب الإجتماعية والمادية والمهنية لأبطال روايتك أو قصتك . استخدم في ذلك خاصية أو عنصر التوازن بين الحوار والسرد . حاول أن توجز وتجنب تطويل كل كلام يصدر من الأبطال. وبذلك تدفع قارئك بهدوء وبتشويق إلى حيث تمضي أحداث القصة وتزيد من متعته فيها .
سعيد