السؤال:*كيف نفهم حديث رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بالسَّمع والطَّاعة لوليِّ الأمر حتى لو جلدَ ظهركَ، وأخذ مالَك ؟

الجواب:
النقطة الاولى:

هذا الحديث من الأحاديث التي أجمع على فقهِها ورواياتها وصحَّتها علماءُ الأمَّة.

لكن: الحزبيَّة المعاصِرة -في سبيلِ تنفيذ أجنداتِها وأفكارِها- تتجاوزُ هذه النُّصوص، وتُحرِّف دِلالاتِها، وتَطعنُ في صحَّتها وثُبوتها؛ بغير علمٍ ولا إدراك.

كلمة (ولي الأمر) كلمةٌ تكادُ تكونُ كالغضبِ والسَّخط على هؤلاء الحِزبيِّين، ولا يكادون يتقبَّلونَها، أو يَسمعونها! مع أنَّها مُصطلحٌ قُرآنيٌّ نبويٌّ عِلمي.

النقطة الثانية :
قد يقول قائل، أو يسأل سائل: ولي الأمر مطلوبٌ الطَّاعة له إذا كان حاكِمًا بكتاب الله؟

فنقول: هل مِن الحُكم بكتاب الله: أن يأخذ مالك، ويجلد ظهرَك؟ ومع ذلك: أُمرتَ بالطاعة؛ لا مِن باب طاعتِه فيما يُخالف شرعَ الله؛ لكنْ كما جاء في بعض الأحاديث: "*ولو على أَثَرَةٍ في أنفُسِكم*"؛ يعني: لو أخذَ حقَّكم؛ الطاعةُ مِن بابِ ماذا؟ من باب: درء الفِتنة الكُبرى التي قد تترتَّب على المُطالَبة بالحُقوق الصُّغرى.

النقطة الثالثة:
ونبرأ إلى الله مِن كل ما يُخالف شرع الله -في قليلٍ، أو في كثيرٍ-.

فمَن رضيَ أن يكون سلفُه الصحابة رضي الله عنه و علماء الامة من التابعين الى يومنا فنِعمَّا هو، ومَن رضيَ أن يكون سلفُه: المُنخنقة والمَوقوذة والمُترديَّة والنَّطيحة؛ فـ: (إلى حيث ألقتْ رحلَها أمُّ قشعمِ)!

* ولا زال دعاة الفتنه الحزبيون دعاة النار
تارة يضعفون حديث و ان جلدك ظهرك و تارة يفسرونه على هواهم *