اهلا بك صديقي الكاتب سعيد واهلا بهذا النص الذي يتحدث عن أمل الأمة العربية في استرجاع ما سلب منهم بالاحلام.
العرب لم يمروا بتجارب اليهود و لا بتجارب غيرهم من القوى الأخرى فهم خرجوا من اسبانيا مندحرين لأنهم تقاتلوا فيما بينهم على السلطة والثروة و الغنائم وحور العين و استنجدوا بعضهم ضد بعضهم بالمسيحيين للاقتصاص والانتقام من بعضهم الآخر وأي قارئ لتاريخ العرب في اسبانيا يدرك بأنه هو نفسه التاريخ العربي الذي نعيشه الآن، أي التقاتل فيما بيننا و استنجادنا بالأعداء من أجل قتل الأشقاء والانتصار عليهم. و لعل أكبر تدخل أجنبي في بلاد العرب عرفه التاريخ كان نتيجة استجداء واستنجاد العرب بعضهم ضد البعض في حرب الخليج الأولى. ليس فقط أن العرب يتقاتلون فيما بينهم و يستنجدون بالأجنبي ضد أشقائهم وإنما حتى يومنا هذا يعتقدون ويؤمنون بفكرة قوة الحق على القوة، أي أن الحق سينتصر في نهاية الأمر على القوة و مهما طال الزمن أو قصر و أن الأقوياء سوف ينهزمون أمام قوة الحق.. الخ من الخرافات السياسية التي تصنعها الأنظمة الدكتاتورية العربية كي تعشعش في العقلية السياسية العربية متناسين بأن الله قد دعاهم إلى إعداد القوة و الاهتمام بالعلم والعمل.
عقلية الانتصار بالحق على القوة هي عقلية متخلفة وجاهلة وتخالف قواعد قانون الطبيعة الذي وهبه الله للإنسان والحيوان وهو الاعتماد على العقل و القوة في الحصول على الغذاء و التصارع من أجل البقاء. إن انتصار الحق على القوة هي عقلية جاهلة، و هو الأمر الذي وللأسف الكبير جعل المواطن العربي و المسلم عامة يطمئن علي حتمية الانتصار على الأعداء و على الإمراض وعلى الجهل والتخلف بدون استعمال عقله في العمل على القوةولذلك فالنتيجة كما يرى الجميع فالقدس لهم ولن تكون للعرب ذات يوم ما داموا كما هم لم تتغير مفاهيم الحق وكيفية استرداده في اذهانهم.
نص جميل يثبت ويقيم