ما حيلـته والصـوت يرسـمها مـثال
كنه يقـول القلب للــصاحب دليــل
ودّه يرى إن جـاد صــوته بالجـمال
ولا جمـال الصــوت كـفٍ للبــخيل
قد جـات والغـشوه سـتار الإحتمال
ودّي تـشيل وبيـن أفضل لا تـشيل
محمد أبو رثام
صورة شعرية مبهرة التقطتها عين ذوقي من بين أبيات هذه القصيدة الفاتنة الأكثر حقا من رائعة .
هنا الشاعر لا يرى ملامح وجه حبيبته أو التي صادفها لأنها كانت في خمار أسود لا يشف ما وراءه (( غشوة )) . لا يرى أي شيء من جمالها فقط صوت . صوت يأتي عذبا إليه من خلف الخمار . وهو في صراع بين رغبتين متنافرتين : رغبة بأن ترفع عن وجهها خماره ليراها ورغبة زاجرة محكومة بعادات وتقاليد مجتمع يمنع ذلك .
هذه الصورة الوصفية الدقيقة للموقف تذكرني بالشاعر الزاهد مسكين الدارمي وقوله في ذات الخمار الأسود :
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة وضوءه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي إليه حياته وقيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
لله يا أنت من شاعر لو قلت ( مبدع ) فهي قليلة في حقك والله .
كل التقدير لك اخي وصديقي الغالي الشاعر الجميل محمد أبو رثام
دم زخات زخات من شعر فلشعرك موسيقى السكب