ملخص سؤال أهل الذكر ليوم الأربعاء
16 رمضان 1440
22/5/2019
ضيف الحلقة فضيلة الشيخ الجليل الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي

*حلقة خاصة بأصحاب الاحتياجات الخاصة (فئة الصم)*

▪في سورة الأنعام يقول تعالى

*(وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَاۤ أَشۡرَكُوا۟ۗ وَمَا جَعَلۡنَـٰكَ عَلَیۡهِمۡ حَفِیظࣰاۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِوَكِیلࣲ)*
هذه الآية تقر حقيقة أن مشيئة الله في كل شيء وفي سورة النحل يقول تعالى

*(وَقَالَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ لَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَیۡءࣲ نَّحۡنُ وَلَاۤ ءَابَاۤؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن دُونِهِۦ مِن شَیۡءࣲۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ فَعَلَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ فَهَلۡ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ)*

فكيف نوفق بين الآيتين ؟

لا تعارض بين الآيتين فلا ريب أن مشيئة الله هي الغالبة.
فآية سورة الأنعام تشير إلى قدرة الله فلو شاء الله ما أشركوا.
ولكن حكمة الله اقتضت أن يكون اختيار الإيمان والكفر العبد فيه حراً ، ومن بعد ذلك يكون الحساب على هذا الاختيار والاكتساب.
والحساب يكون على التكليف لا على التكوين فالله أرسل رسل وأرسل الحجج والبراهين والعباد هم أحرار في الإختيار وهم محاسبين على ما اختاروه ويعني هذا أن قبول الإيمان وقبول الحق بحسب رغبة وإرادة حرة من العبد، فليس هناك جبر من الله للعباد وهذا ما يُعرف بالتكليف الذي هو سبب الحساب والجزاء.

وهؤلاء أرادوا تبرئة أنفسهم ولكن لو شاء الله أن يشركوا ما أرسل إليهم رسل وإنما الله أرسل لهم رسل وبين لهم طريق الحق والباطل ثم وكل أمر الإيمان إلى العباد بأنفسهم ولهم حرية الإختيار وهو ما يسمى بالتكليف.
_____________________________

▪الانسان المسلم في الحياة يحرص على إيصال رسالة الإسلام فيجد من يستجيب له وأحيانا يجد من لا يقبل الحق ولو أُتي بكل آية وأحيانا نجد من فئة الصم من يعرض أيضا عن قبول الحق فكيف نتعامل معهم؟

هذه طبيعة الحياة وهذا منهج الدعوة في سبيل الله.. فالصراع بين الحق والباطل والخير والشر هي أمور ماضية وسنة من سنن الحياة، فلو كانت الدنيا كلها صلاح ورشد لكانت جنات النعيم وكذلك لو كانت باطل وفساد ومنكرات لكانت جحيم ولكن هي دار ابتلاء.
وحسب الدعاة تذكر الأنبياء والرسل فسيدنا نوح عليه السلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، فقد دعاهم ليلا ونهارا بالين والشدة والجهر والخفاء ومع ذلك في نهاية المدة الله يصف من آمن معه بقوله

*(حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣱ)*

وسيدنا ابراهيم منذ أن أوحى الله إليه وهو يلاقي الشدائد من قومه وأبوه فقد حبسوه واستهزؤا به ورموه في النار بقصد احراقه والله لم يوحي إليه هو بما سيحدث له في النار وإنما أوحى إلى النار بقوله

*(قُلۡنَا یَـٰنَارُ كُونِی بَرۡدࣰا وَسَلَـٰمًا عَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ)*
وإنما هو كان راضيا بقضاء الله وقدره. وواجه الملك الطاغية الذي ادعى الألوهية وحاوره سيدنا ابراهيم ليقيم عليه الحجة، ثم عاد ليقطع الصحاري الشاسعة والمسافات الواسعة الموحشة حتى يضع أهله في وداي غير ذي زرع ثم أتاه الأمر بذبح ابنه.
👈🏻 وما يلاقيه الدعاة اليوم لا يمكن مقارنته بما لاقاه الرسل ولكنهم استمروا دعاةً إلى الخير والرشد ويصبرون ويحتسبون ويبلغون الحق إلى الناس بالحكمة والموعظة والحسنة..
فلا ينبغي للمسلم الحريص الغيور على دعوة الله أن يظن في وقت من الأوقات أن الدعوة مفروشه باليسر فلابد أن يجد من المنغصات ما يصرفه عن الخير بل يجد ما يدعو به لله أكثر فيجد بعد ذلك أن دعوته بفضل من الله تؤتي ثمارها.
وحال الناس اليوم أخير من قبل ودراسة تقول أن العالم متوجه إلى التدين والمسلمين لهم الحظ الأوفر من ذلك.
وينبغي للدعاة أن يعرفوا هذه الحقائق وأن يحسنوا التعامل معها.
___________________________

▪فتاة صماء تزوجت ولكنها لا تشعر بالرحة لأنها تعيش مع أسرة زوجها حيث أنها تخالط أحمائها فهم يأكلون من صحن واحد بل لهم دورة مياه واحدة ولا يتحفظون في النظر إليها فهل لها أن تطالب ببيت لوحدها؟

على هذا الوصف بحالها في بيت زوجها يجوز لها شرعا أن تطالب بمسكن مستقل تنتفي فيه هذه المحاذير الشرعية، لأن ما ذكر في السؤال من خُلطة فقد حذر الرسول من هذه التصرفات والرسول يقول *الحمو الموت* .
وعندما لا تكون هناك ضوابط تصون للمرأة خصوصياتها فإن العواقب تكون وخيمة وهذا يورثها حرجا شديدا ، ولها أن تطالب بمسكن خاص بحسب حالة زوجها وتطالب أن يكون هناك ضوابط في بيت أهل زوجها حتى يجعل الله لها مخرجا.
والواجب على المرأة أن تحفظ دينها وأن تتقي الشبهات.
👈🏻 وفيما يتعلق بما يجب عليها أن تقوم به من أعباء منزلية فإنها تختار القيام بذلك في الأوقات التي تكون النساء موجودة فقط ولكن أن يطلب منها أن تخالط الرجال وتكسر والحواجز فلا، فهي أجنبية عنهم ويجب عليهم أن يصونوا حقوقها ولا يعتدوا على ما نصبه الشرع من تعامل بين الجنسين.
___________________________

▪ما ضوابط تخفف الزوجين من الثياب أمام الأطفال وهل التساهل في ذلك يؤثر على الأطفال اذا سمح لهم بمخالطة أباؤهم ؟

الذي يذكره الفقهاء فيما يتعلق بتخفف من اللباس مع الأولاد يذكرون بما يتعلق بكشف الرأس وجزء من النحر والذراعين وأن تكون اللبسة خفيفة، هذا في حال إبداء المرأة زينتها أمام محارمها.
👈🏻 والحال يختلف مع الأطفال، فالأطفال يتساهل معهم أكثر ولا يعني هذا كشف المستغلظ من العورات ولا ينبغي أن يُبدى للصغار شيء من ذلك من أجل تعويدهم على العفاف وحفظا لهم مما قد تكون له أثار وعواقب.
👈🏻 وما يستحسنه العُرف المحمود يمكن أن يتفاوت من مجتمع لأخر وهذا من عموم حال الناس من أهل الصلاح والمرؤة وليس على ما تعوده البعض من كسر باب المروءة والحياء.

والأطفال ينظرون لأباؤهم نظر القدوة فيجب أن يكونا قدوة حسنة.

ولا يلزم المرأة أن تلبس الجلباب الذي تلبسه عندما تخرج ويمكنها لبس لبسه خفيفة.
ولكن تجازو الحدود أمام الأطفال وكأنهم غير موجودين من كشف العورات فهذا يجب الحذر منه.
__________________________

▪في كثير من الأحيان استجابة للفطرة في حب المال قد ينشط الإنسان في كسبه ونلحظ أن بعض أهل الصم يرون أن الأصم عليه أن يكسب رزقه وليس له تعلم أحكام الدين بحجة إنما الأعمال بالنيات، فهل صحيح أن الأصم غير مطالب بتعلم أحكام الدين؟

الأصم كغيره من المكلفين مطالب بتعلم أمور دينه ومطلوب أن تكون النية صالحة ترضي الله ، وهي تحتاج إلى عمل يقبله الله، فعليه أن يتعلم ما هي أحكام الدين وما الذي يحل له وما لا يحل له وما ضوابط هذا الدين وكل هذا لا يمكن أن يأتيه على جهل لأن هذا قد يكسبه ورز وهنا لا تنفعه النية.
👈🏻 صحيح أن النية مطلوبة ولكن الرزق يأتي بالكسب والإجتهاد مع اخلاص النية، وهو يثاب على تلك النية ثم يسهل الله له الأمور، ولكن هذا لا يعني أن ينتظر أن تمطر السماء عليه ذهبا فالله يقول

*(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّمَن فِیۤ أَیۡدِیكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰۤ إِن یَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِی قُلُوبِكُمۡ خَیۡرࣰا یُؤۡتِكُمۡ خَیۡرࣰا مِّمَّاۤ أُخِذَ مِنكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)*

وفي أمور الزوجين يقول الله تعالى

*(وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَیۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُوا۟ حَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن یُرِیدَاۤ إِصۡلَـٰحࣰا یُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَیۡنَهُمَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا خَبِیرࣰا)*
فلا بد من اتباع النية بالعمل.
وحتى لا يكون صيدا سهلا للشبهات ولضعاف النفوس ووساوس الشيطان فعليه تعلم أمور دينهم وعلى الأولياء التنبه لهذه الأمور جيدا.
_____________________________

▪امراة من فئة الصم تزوجت بزوج أيضا من هذه الفئة، وهو على غير استقامة وكان لا يترفع عن الفواحش حتى وصل الحال به إلى أن يطلب منها أن تخلع الحجاب لدرجة أنه ينزعه منها في السوق ولاحظته أنه يعرض بعض المشاهد المخلة على أطفالها، وأخبرت أهلها بهذا الواقع فطلبوا منها الصبر والبقاء معه، واعتبروها أنها ناقمة لمعيشتها فأخذ يتعرض لها ويضربها فما الذي عليها فعله ؟

ليس لها طاعته في معصية الله وليس لأحد أن يحملها على معصية الله ، فإن أبى الزوج إلا الإنحراف والعصيان تلجأ إلى أهلها فإن لم ينصفوها تلجأ إلى القضاء مع دعوتها له باللطف واللين فإن استجاب تبقى معه وإن استمر فهو عدو لله وعليه الحذر منه ولا حرج عليها في مقاومة ما يصدر منه بما تستطيع.
وغريب أن أهلها أسلموها لهذا الحوش الكاسر فهم يتحملون وزر التخلي عنها، وهنا لها أن تسعى للفراق بأي طريقة كانت ولو بالقضاء.

🌻 متعكم الله بأسماعكم وأبصاركم