مرحبا موضوع في جوهر الأهمية و الجدوى و الفائدة ... و تصويب لعدد السكان فقد تعدى
الأربعة مليون وتعدى الخمسة في التقديرات لا بأس فنحن بصدد مسؤولية أكبر تتطلب جهد
و عمل مضاعف جراء الزيادة السكانية ... المخدرات قضية عالمية شغلت و لا زالت تشغل
الحكومات بسلطاتها الأمنية والمجتمعات بأفرادها ومؤسساتها المدنية وذلك لما تحدثه المخدرات
و تدفع نحوه من مشاكل اجتماعية بالدرجة الأولى و أمنية و اقتصادية بالدرجة الثانية فجريمة
المخدرات سواء بالإتجار أو التعاطي سبب أساس في انتشار الجريمة بكافة أشكالها ومستقطب
جاذب و قوي لمرتادي الجريمة من كافة أنحاء العالم على شكل عصابات و مهربين و تجار
فاسدين لا ريب فالتجارة وسيلة مركزية لتهريب المخدرات فمعظم التهريب للمواد الممنوعة
يتم عبر استيراد المواد المصرح بها و الغير ممنوعة و ذلك عبر المواني و المطارات و
المعابر الحدودية .
رغم ما شنت من حروب إعلامية شرسة ومن توعية مركزة بمختلف المجتمعات والدول تجاه
المخدرات و ما تعيثه من فساد و تتسبب به من أضرار جسيمة صحية اجتماعية أمنية إلا أن
انتشارها و توسعها لا زال مستمرا الحقيقة أن مروجي المخدرات يؤدون دورا شيطانيا في
جذب واستقطاب ضحاياهم و ضحايا المخدر فلهم الأساليب العديدة و المختلفة الموجهة ضد
الأهداف السهلة و القريبة ... الشباب العاطل و الشباب الطائش المراهقين من طلبة المدارس
المرتادين للحانات و المتعاطين للخمور المتعاطين للتبغ بكافة الطرق و الحقيقة الأخرى أن
الإدمان يدفع نحو إدمان آخر ومن أهدافهم أيضا وعامة من يعاني نفسيا و يريد ما يخرجه
من دائرة المعاناة النفسية و نحو لحظات من الخدر و النشوة و تبلد الإحساس و المشاعر و
لحظات تنسيه همومه و آلامه .
الحقيقة أن مكافحة المخدرات و محاربتها مسؤولية تشمل جميع أفراد المجتمع و لا تنحصر
بمسؤولية السلطات الأمنية أو الجهات الرسمية عامة ... حرب المخدرات هي حرب ذاتي
ينطلق من النفس و إلى الكافة و ذلك بتربية سليمة لأجيال الغد بتوعية مستمرة و احتواء
عاطفي من ولي الأمر و لأفراد أسرته حرب ذاتي لأنه من و إلى المجتمع فمن يتعاطون
هم أفراد المجتمع و من يهربون و يروجون و يتاجرون بالمخدرات كذلك هم أفراد من
المجتمع كما أن التوعية المستدامة ضد كافة أنواع الإدمان وسيلة فعالة و فاعلة في هذه
الحرب و ختاما السلطات الأمنية المسؤول الأول عن الحفاظ على الأمن و في محاربة
الجريمة يجب التكاتف معهم و دعمهم و تحفيزهم لمزيد من الرقابة و العطاء .