تلك هي تباينات بني البشر وطبائعهم ومشاربهم ، وليتهم علموا بأن ما كان من طبع متأصل فيهم لا يمكن أن يجعل منه مقياسا به يقاس الناس ،
بحيث يكون المعيار الطبع الذي هو متطبع به ، فمنه يكون ظلم الناس وتحميلهم مالم يفعلوه أو يقصدوه ، فمن علم بأنه يقع في سوء الظن مع هذا يصر عليه فذلك المستكبر ،
ومن زاحمه سوء الظن من غير التعمد والقصد فذلك العذر والإعتذار مقبول منه ، وما تفضلتي به بأن للنفسيات دور هام وسببا من الأسباب لجنوح البعض لفعل ذلك الفعل المدان ،
لهذا وجب الإبتعاد من مراتع سوء الظن كي لا نقترف الخطأ في حق الأبرياء من العباد .