المقال الرابع....
مين البطل ؟؟
يتساءل الكثيرون عن سر الشخصية القوية وماهيتها ؛ فالبعض يعتقد أن الصبورين هم الأقوياء... والبعض الآخر يخدع بأصحاب الصوت المرتفع ، أو الجبروت الذي لا يقهر ، أو " الي بمشوا كلامهم ولو بالقوة " أو " الي ما بيستحوا من العيب" فيخلط بذلك بين " قلة الحياء " والقوة... وآخرون يربطون قوة الشخصية بمدى إيمان صاحبها وحرصه على إنتزاع حقه مهما كان الثمن ، أو التنازل عنه عندما يؤدي ذلك إلى " صلحة " بين أحباء له..
كما قد يكون القوي هو ذلك الصامت ، الهاديء ، الذي يتصرف بحكمة ولا يجرؤ أحد على الإستخفاف بحضوره وقدرته.. او كما يقولون : " الي عارف حالو شو بدو "... " الي ما بخاف من حدا " وقد يكون ذلك الذي لا تهمه نتائج أية مشكلة أو نزاع عندما تتعارض مع أولوياته...
القوة.. قد ينسبونها إلى المناضلين ، أو المفاوضين أو إلى كل من هو قادر على التجرد من كل ما يحيطه ليعيش " على كيفو" طالما أنه لا يؤذي أحدا كما يقول.
القوي... هو الذي قد يبقى في أرضه مهما حصل.. كما قد يكون ذلك القادر على التكيف والعيش بأي أرض من هذه الدنيا...
القوة.... مزيج من كل هذا ، شرط أن نحسن استخدام كل معنى في مكانه المناسب ، أي أن نستخدم الصبر في مكانه كي لا يصبح ضعفا..
المواجهة في مكانها كي لا تكون تهورا ، التفاوض في مكانه كي لا يفسر خضوعا ، الهدوء في مكانه كي لا يكون تجاهلا ، أو " برودة" ، والصوت " الواقف" في مكانه كي لا تضيع هيبته.
سلام للقلوب الصادقة
يتبع....
أن نكون أقوياء هو أن نضع حدا للناس ، ليس بالضرورة " في وجههم" وإنما بيننا وبين أنفسنا والا سوف " يأكلنا " حرصنا الزائد على إرضائهم، خوفا من ألسنتهم... فقد ننسى أن الأهم هو راحتنا وأن الناس بالنتيجة يعتادون على كل شيء وأن " الجرح ما بيوجع إلا صاحبو" ، وهم بالنتيجة يتفاعلون بحسب صلابتنا وإيماننا بقراراتنا ، وبحسب ما نظهر لهم من " اهتمام " لآرائهم..
الشخصية القوية هي التي تعرف تماما أن الفشل يكمن في أن نرفض أو نحاول... هي التي تعرف كيف تستفيد من " الفرصة الثانية ".. هي التي تنتقل من فشل الى آخر من دون أن "تصنف" الحياة بألوان قاتمة ومن دون يأس من أمل حتما قادم.. هي التي تعرف حدود قوتها..
هي الشخصية اللينة المرنة القادرة على فرض ما تراه مناسبا كما التأقلم مع ما لا يمكن تغييره... القادرة على حب الحياة.. على قبول الموت... على خلق تحد أكبر عند الهزيمة... على الفوز بصمت لأنه لا حاجة ل " قهر " أحد بتفوقنا " يكفي أن نعيشه نحن"...
هي التي اذا ما انتقدت الآخرين تنتقدهم على قلة مجهودهم وليس على أخطائهم...
هي التي تعرف أن الله لا تتأخر استجابته لأي طلب وإنما قد يكون الجواب : لا أو ليس الآن..
هي التي تغار بحب وبإيجابية من يستحق غيرتها ، لا لعدم أخلاقية وعدم جدوى أشكال الغيرة الاخرى فقط ، بل لأن الغيرة لن تحمل لها سوى الألم.
الشخصية القوية هي المدركة أن الثابت الوحيد في الحياة هي التحولات والتغيرات والمفاجآت وعليها أن تكون جاهزة للتغير بحسب كل موقف..
هي الشخصية التي لا تحاسب الناس عشوائيا : " مش معقول العالم".. " شو انصدمت بحياتي من الناس "... أو " شو بيفهموني غلط " لآنها تدرك أن الناس ليسوا ملائكة وهم يتفاعلون معها على أساس أفعالها لا نواياها....
داخل كل منا بطل ، علينا أن نحسن استخدامه... وهذا ليس " شعرا " بقصد أن أختم بإيجابية ، فأحيانا قد يموت البطل.. ولكن المهم ألا يهزم بعين نفسه.
سلام للقلوب الصادقة
.
.
.
جميل وما اروعها من إنتقاءات
بشكل يومي أمر عليها
بوكت جهودك أستاذي
.
.
..
"ويبقى الابتعاد عن صغار العقول ترفُّعًا وليس تكبُّرًا."
قناعة شمس
اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا
سلام للقلوب الصادقة
سلام للقلوب الصادقة
استاذي اترقب المقال الخامس...فكر الكاتبة حسسني انها فعلاَ
تعيش نفس تفكيرنا ماجابت شي غير واقعي
![]()
قال تعالى :{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) } صدق الله العظيم