ذات مرة بينما كنت في سفر لأحدى دول الوطن العربي ، وأثناء تواجدي في مقر إقامتي في أحد الفنادق التي تزخر ببساطتها وحسن تعامل القائمين عليها ، إذ أذهلني مشهد تمنيت أن أراه يتكرر في مسرح الحياة .. عندما كنت واقفاً في قاعة الإستقبال إذ رأيت رجل في عقد الأربعين من عمره وبجانبه أمرأة تصغره سناً ، والرجل كان يجلس على كرسي متحرك ومن ذوي الإحتياجات الخاصه ، رأيت تلك المرأة تنحني وتسقيه ماءً وتمسح على وجهه وتطعمه وتمسح على رأسه ..
لقد تبادر إلي أنها إبنته أو أخته ولكن في حقيقة الأمر عندما سألت قالوا لي أنها زوجته ، وهو طريح ذلك الكرسي من سنوات ، وهي من يقوم بخدمته في كل شؤون حياته ، فلم أستطع إستيعاب ما رأيت ، هل هذه المرأة من العملات النادره أم تركيبتها تختلف عن باقي النساء ، ولكني فجأة تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل عليه السلام ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) من عظم البر به وحقوقه عليها ، فأحببت أن أنحني لتلك المرأة إجلالاً وتقديراً ، فأنها صورة من صور الإخلاص والوفاء .