سليمان خان الأول بن سليم خان الأول ؛، عاشر السلاطين العثمانيين وخليفة المسلمين الثمانون، وثاني من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت. وصاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520م حتى وفاته في 7 سبتمبر سنة 1566مالإنجازات العسكريّة والسياسيّة لسليمان القانونيّ يُعتبَر عهد السُّلطان سليمان القانونيّ عهداً ذهبيّاً للدولة الإسلاميّة؛ حيث ضمَّت دولته مجموعة كبيرة من المُدُن، والعواصم في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، كما أصبحت دولته تسيطرُ على كلٍّ من البحر الأحمر، والبحر الأسود، والبحر الأبيض المُتوسِّط، ومن الجدير بالذكر أنّه كان لسُليمان القانونيّ إنجازات مختلفة في كلٍّ من أوروبا، والدُّول العربيّة، حيث نوردها في النقاط الآتية:[ظ§] إنجازاته في البلاد العربيّة: ضمَّ كُلّاً من عَدن صنعاء، ومضيق باب المندب إلى دولته. استطاع حماية أفريقيا من الخطر المُحيط بهم (خطر الإسبان، والبرتغاليّين)، وبقيادة خير الدين بربروس تمّ ضمّ تونس إلى دولته. تمكَّن من التصدِّي لتدخُّلات الصفويّين في العراق، وغزا عاصمتهم تبريز في عام 942 هجريّة. إنجازاته في أوروبا: سيطرَ على بلاد القرم الواقعة شمال البحر الأسود، كما استطاع دخول عاصمة صربيا (بلغراد)، وحاصر عاصمة النمسا (فيينا). تمكَّن من السيطرة على جُزُر مُتعدِّدة من البحر الأحمر، كجزيرة رودس. عقدَ اتِّفاقية مع فرنسا؛ حتى يضمن وقوفها إلى جانبه في حَربه ضِدّ كُلٍّ من إسبانيا، والبرتغال، والنمسا. التطوُّر الحضاريّ في عهد سليمان القانونيّ عُرِف عن سليمان القانونيّ حبُّه، وتذوُّقه للشعر، ومعرفته بلغات الشرق، كاللغة العربيّة، ومقدرته على الكتابة بخطٍّ جميل، كما أنّه كان مُحِبّاً للبناء، والإعمار؛ وهذا ما جعله يُنفق بسخاء على الأبنية الكبيرة، فبنى الحصون، والمعاقل في بلغراد، ورودس، وكذلك بودا، وأنشأ الصهاريج، والقناطر، والمساجد في مختلف أنحاء دولته، وخصوصاً بغداد، ودمشق، ومكّة المُكرَّمة، بالإضافة إلى ما شيَّده من عمائر رائعة في عاصمة دولته، ومن أهمّ مَعالِم التطوُّر الحضاريّ في عَهده، يُذكَر ما يلي:[ظ،] بناء مسجد السليمانيّة (مسجد سليمان القانونيّ) في إسطنبول، والذي يُعتبَر من أبرز الأعمال المعماريّة التاريخيّة في العالَم الإسلاميّ. ظهور مُهندسين معماريّين بارزين في عهده، وأهمّهم سنان باشا الذي كان له أسلوب خاصّ في البناء، كما انّه شارك في كثير من الحملات العُثمانيّة. ازدهار المُنمنَمات العُثمانيّة (الرسوم) في عهده، حيث قُدِّمت الحوادث الاجتماعيّة، والسياسيّة في عهد سليمان القانونيّ من خلال مُنمنَمات ذات ألوان زاهية. الاهتمام بالخطّ؛ حيث برزت في عهده مجموعة من الخطّاطين العِظام، وعلى رأسهم حسن أفندي الذي كتبَ الخطوط الموجودة على جامع السليمانيّة، كما أنّ من الخطّاطين المشهورين أيضاً أحمد بن قره حصاري الذي كتبَ القرآن الكريم بخطّه، علماً بأنّ هذا المصحف يُعتبَر من روائع الخطّ العربيّ، وهو يُوجَد حاليّاً في متحف طوب قابي. بروز مجموعة كبيرة من العلماء في عهده، ومن أهمّهم أبو السعود أفندي، صاحب كتاب التفسير (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم). إنشاء أكبر مشروع حضاريّ مُهمّ، ألا وهو ترميم المسجد الأقصى، وقبّة الصخرة، والحَرَم المكّي، بالإضافة إلى ترميمه للمسجد النبويّ، وإنشاء الحمّامات العامّة، والملاجئ للحُجّاج، وتحصينه للمدينة المُنوَّرة من خلال بناء سورٍ حولها.[ظ£]