القناعة كنز لا يفنى
جاء في القصص القديمة أنّ ملكاً أراد أن يكافئ أحدَ مُواطنيه ، فقال له : " امتلك من الأرض كلّ المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك "، ففرح الرجل وشرع يمشي في الأرض مسرعاً ومهرولاً بجنون ، وسار مسافةً طويلةً فتعب ، ففكّر في العودة إلى الملك كي يمنحه مساحة الأرض التي قطعها ، ولكنّه غيّر رأيه ، فقد شعر أنّه يستطيع قطع مسافةٍ أكبر ، وعزم على مواصلة السّير ، فسار مسافاتٍ طويلة ، وفكّر في العودة إلى الملك مكتفياً بالمسافة التي قطعها ، إلّا أنّه تردّد مرّةً أخرى ، وقرّر أن يواصل السّير حتى يحصل على المزيد.
ظلّ الرّجل يسير أياماً وليالي ، ولم يعد أبداً ، إذ يُقال إنّه قد ضلّ طريقه وضاع في الحياة ، ويقال أنّه مات من شدة إنهاكه وتعبه ، ولم يمتلك شيئاً ، ولم يشعر بالاكتفاء أو السّعادة أبداً ، فقد أضاع كنزاً ثميناً ، وهو القناعة ؛ فالقناعة كنزٌ لا يفنى.