بدأت ممارسة تسمية العواصف (الأعاصير المدارية) قبل سنوات عديدة للمساعدة في التعرف السريع على العواصف في رسائل التحذير على افتراض أن تذكُّر الأسماء أسهل بكثير مقارنةً بالأرقام والمصطلحات الفنية. ويرى الكثيرون أن تسمية العواصف يسهل الإبلاغ عن الأعاصير المدارية في وسائل الإعلام، ويرفع مستوى الاهتمام بالتحذيرات، ويعزز تأهب المجتمعات المحلية.
وأثبتت التجربة أن استخدام الأسماء القصيرة والمميزة في الرسائل الشفهية والمكتوبة أسرع ويقلل من احتمالات الخطأ مقارنةً بأساليب التعريف المعقدة القائمة على خطوط الطول والعرض. وتتجلى هذه المزايا بخاصةٍ في إطار تبادل المعلومات المفصَّلة عن العواصف بين مئات المحطات والقواعد الساحلية والسفن في البحار المنتشرة في بقاع متناثرة من العالم.
وفي البداية، كانت العواصف تُسمى عشوائياً. فعلى سبيل المثال، أُطلق على عاصفة أطلسية مزقت سارية قارب يُدعى "أنتجي" اسم "إعصار أنتجي". ثم شهد منتصف القرن العشرين بداية ممارسة إطلاق أسماء إناث على العواصف.
وسعياً إلى وضع نظام تسمية أكثر تنظيماً وكفاءةً، قرر أخصائيو الأرصاد الجوية تعريف العواصف بأسماء مستمدة من قائمة مرتبة أبجدياً. ومن هذا المنطلق، فإن أول عاصفة تحدث في السنة ستُمنح اسماً يبدأ بالحرف "A" مثل "Anne". وقبل نهاية القرن العشرين، بدأ خبراء التنبؤ في إطلاق أسماء ذكور على الأعاصير التي تتشكل في نصف الكرة الجنوبي.
ومنذ عام 1953، باتت أسماء العواصف المدارية الأطلسية تُستمد من قوائم يضعها المركز الوطني لأعاصير الهاريكين. واليوم، تتولى لجنة دولية تابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية تنقيح تلك القوائم وتحديثها. ولم تتضمن القوائم الأصلية للأسماء سوى أسماء نساء. وفي عام 1979، أُدخلت أسماء رجال بالتناوب مع أسماء النساء. وتُستخدم ست قوائم بالتعاقب. ومن ثم، ستُستخدم قائمة عام 2019 مجدداً في عام 2025.
ولا تغيَّر الأسماء المدرجة في القوائم إلا إذا بلغت حصيلة عاصفة ما من الوفيات أو التكاليف درجة تجعل من غير الملائم إعادة إطلاقها على عاصف أخرى في المستقبل مراعاةً لمشاعر الضحايا. وفي هذه الحالة، يُحذف الاسم المعني من القائمة ويُختار اسم بديل إبّان اجتماع سنوي للجان المعنية بالأعاصير المدارية في المنظمة (WMO) (والتي تجتمع في المقام الأول لمناقشة العديد من القضايا الأخرى). ومن أشهر الأمثلة على ذلك أعاصير مانغخوت (الفلبين، 2018) وإيرما وماريا (الكاريبي، 2017) وهايان (الفلبين، 2013) وساندي (الولايات المتحدة، 2012) وكاترينا (الولايات المتحدة، 2005) وميتش (هندوراس، 1998) وتريسي (داروين،1974).