قَد يكُونُ بعضُكم قرأهَا في مِساحتي الخَاصَّة ، لحاجةٍ في نفسي أردتُ إخراجَها من ذلكَ الإطارِ ..

لأستمِعَ لآرائكُم !


...

ما الذي عليكَ فِعلهُ يا ترى ..أمامَ هذا الكمِّ الهائلِ من الصراعاتِ في هذا العالم ..أنتَ كاتبٌ صغير جدًا في أحدِ زوايا الحياة ..
وَ بصدركَ آلافٌ مِنَ الكلماتِ التي تودُّ لو أنَّ هُناكَ مِنبرًا يسمعهُ العالمُ أجمع ، لتُخرجها ..


...

الحريَّة ، الدين

صراعٌ لا نِهائيٌ تحتَ هذينِ المُصطلحين ..




لقد كتبَ أحدهُم ..

( لا إكراه في الدين ، لماذا تريدون تقييد الناس حسب أهوائكم و أنتم تبحثون عن أعذارٍ لإسكاتهم في النصوصِ الشرعيةِ و الفتاوى والعاداتِ و التقاليد .. أين حرية الاختيار ، للإنسان حقهُ الكامل في حرية الاختيار فلماذا نقيدهم )
ثُمَّ ختم حديثه بالآية الكريمة
( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر )




عجبًا ..
لمَاذا قد يقتطِعُ أحدهم آيةً مُستدلاً بنصفِ معناها ..
و يتغاضى عن النصفِ الآخر ؟


هل لأن الآية التي تليها أو حتى تكملة الآية نفسها لا يتلاءمُ مع حديثهِ المُغلَّفِ بحرية الرأي ؟؟




ها نحنُ ذا نُكمِلها عنه ..

فالأولى ...
{ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

والثانية .....
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ * فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ * إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا }




أجل أنت حُر ..
حرٌ في رأيك ، في تصرفاتك .. و حتى في فسادك !
فمفهوم الحُرية الذي يُروَّجُ لهُ هذه الأيام يعني ببساطةٍ :


أنَّ القتل أيضًا حرية شخصية ..
الزنا أيضًا حرية شخصية ..
الظلم ، التحرش ، العنف ، الكذب ، السب ، الشتم ،

أجل كُل هذه حرية شخصية فلماذا نحاربها ؟؟




العاقل ..
الذي يرى الآياتِ بمفهومها الكامل .. لا ذلك الذي يستدلُّ بالجزء الذي يُلائمه متغاضيًا عن بقيةِ المعنى ،

لن تكونَ الحقيقة مناصرةً لكَ ..
و أنتَ تستدلُ بنصفها فقط ..




ثُمَّ يأتي المُثقفين الرائعين ..
ليخبروكَ بكل حزنٍ و أسى ..
أنك ظالم ، و أن تدع الخلقَ للخالق ..

لكنَّهُم لا يعلمونَ أننا نعي أنَّ المُحاسبة ليست بيدنا ، هيبيدالله ..


لكنه وضع بيدنا الأمر بالمعروفِ و النهي عن المُنكرِ و التذكير اللين الطيب ..
و وضع بيدنا أن لا نرضى بالانحرافِ عن الفطرةِ ، و أن لا نقبل الـمُـنكرَ بيننا ..



و سقطت سهوًا عن عقولهم ،
تلكَ الآياتُ التي كان مُفادها الهلاك ..
لمن لم ينكروا الباطل و لم يحاربوه ..
بل تعايشوا معه ببساطة !
كإمرأة سيدنا لوط عليه السلام ..


{ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }


أجل ، الجميع مُحاسب ..
حتى نحن كمسلمين ، إن رأينا المنكر والباطل و لم ننهى عنه و ننكره .. فلسنا أبرياءَ بهذا !
نحنُ محاسبون أمام الله ، هذا الإسلامُ أمانةٌ وجب علينا الدفاعُ عنها ضد ناشري الفساد و المروجين له بشتى الــمُسمَّيات ..



و في نهايةِ هذا الحديثِ .. أستدلُّ بقولِ اللهِ تعالى ..
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }

احذر ، أن تدعَ هواكَ يجرُّ رأيك يمينًا و شمالاً مُنسلخًا بذلك عن هويتك و عن دينك ..


احذر أن تعتقد أنَّ الحرية الشخصية ..
لا تتوقفُ عند حدٍ ما ..

و لعلِّي ، أخطأتُ هنا أكثر مما أصبت ..


مَيثْ
10:59 صباحًا
2 تموز 2021