لقد سطعت الشمس بمولد فتاة في صور البهيّة أنارت الكون بهاء.. وكست الدروب جمالا.. وأينعت الأشجار زهورا.. وعطّرت المكان عبيرا.. وغدت السماء تشع نجوما.. وسقت القلوب حنانا فتاه الجميع بها وجدا..
فتاة كبرت وارتوت الخلق الحميد خصالا.. وتزينت بالمعنى النبيل حللا.. واغتذت بالعلم الثمين كمالا.. فاشتد عودها وعركت الحياة فأصبحت معلمة مميّزة وأما ودودا.. وبنت في الحياة مآثر كثيرة وأسقت الإنسان من المعارف والعلوم والمهارات..
كم جاهدت من أجل لقمة عيشها.. كم حاربت من أجل تربية أولادها.. كم عملت وسهرت من أجل حلم حياتها فتحقق مسعاها ومرادها فتنقّلت من معلمة مميّزة إلى معلمة أولى مثالية في كل شيء فكانت المعلمة والناصحة والمربية فما كان من المسؤولين إلا اختيارها مشرفة تربوية تخطّط وتنظّم وتدبّر وتدير وتغيّر من حسن إلى أحسن.. وظلت طوال هذه السنوات تنقل العسل اللذيذ المصنوع من أسلوبها الجميل وإشرافها الرائع وتوجيهها السديد وخلقها الجم يسندها في ذلك نقلته من مدرسة إلى أخرى من نشاط تربوي إلى آخر من مسابقة تربوية وأدبية إلى أخرى فبنت قصرا جميلا عاليا مرصّعا بالجواهر والدرر الثمينة وكانت هي الفارس الشهم الذي يمتطي حصانه بكل مهارة وحزم وشدّة وقوّة وصلابة حتى حان الترجل عن ذلك بعد مضي ثلاثين سنة من العمل والكفاح والعطاء..
إن أردنا أن نعبّر لا نجد ما نقول فكل الحروف تقف عاجزة وكل الصفات خجلى لا تستطيع أن تصف هذه المرأة العظيمة في كل شيء فلا أحد يشبهها فهي مثل القمر ينير الأرض كلها من علاها..
نقول لك شكرا بحجم كل كلمة خرجت منك وبنت عقلا.. شكرا بحجم كل دقيقة من وقتك قضيتيها في سبيل بناء إنسان.. شكرا بحجم كل فكرة قدمتيها لتطوير عمل تربوي أو تجديد نشاط تربوي أو مسابقة تربوية وأدوية.. شكرا بعدد من قمت بتدريسه وأشرفت عليه وجعلت منه إنسانا بمعنى الكلمة.. شكرا بحجم السماء لكل دقيقة عملت فيها وتنقّلت فيها من مكان إلى آخر.. ونتمنى لك حياة مليئة بالسعادة والسرور مفروشة بالورود والزهور معطرة بالمسك والعود والعنبر وندعو الله أن يجعل كل ما قدمتيه في ميزان حسناتك ويرزقك الخير كله فأنت تستحقين ذلك كثيرا وهو قليل في حقك.. بارك الله فيك وفي أولادك ومتعك بالصحة والعافية والعمر المديد ودمت في حفظ الله ورعايتهï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ لك مني مع خالص تقديري واحتراميï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
الأستاذ/ سعيد الشكيلي