اليومين ذي نفسيتي جداً تعبانة؛ صايرة فاطمة الله يرحمها ما تغيب عن بالي، كله افكر انه كيف ممكن احصلها و اسولف معها، واجد اشياء اريد اخبرها.
للحين جالسة اكذب خبر وفاتها و هي بتكمل السنة و سبعة اشهر. ي ربييي واجد كلاامم ف قلبيي بس احس الدموع تكفييي.
من الملاحظات، ملاحظة سُجلت و لم تنشر؛
يومالوفاة- 7/2/2020
الحياة من قبل يوم وفاتك و هي خاوية، خاملة، ننتظر خبر شفاؤكِ فقط، لا شيء يشغلُ بالنا غيره.
كُنا نمارس الحياةً مملوءةً بمشاعرٍ زائفة -و لا زلنا- و لكن جميع جوارحنا تدعو بشفاءكِ.
اليوم الجمعة، كان التجمع في منزلنا كالعادة -الساعة 11 صباحاً- و كعادتي نائمة، و لكن ماذا حدث!! سمعت صوت بكاء! ماذا حدث مجدداً! الصوت يعلو شيئاً فشيء.
اخي محمد يدخل غرفتي ماذا يحدث!!!! هو: فاطمة تعبانة خلا المستشفى.
لا اعلم ماذا ارتديت!! هل ارتديت العباة بشكل الصحيح! -غير مهم- لا اعلم اي شيء، غير ان الطريق الى المُستشفى كان طويلاً جداً، و عقلي يسرح في احداثٍ بعيدة، بعيدةٍ جداً- كنت اتمنى لو انها لم تتحقق-.
ها نحن امام باب المستشفى، الحارس الأمن: لا يمكن الدخول، وقت الزيارة انتهى.
على كل حال لسنا في وضع يسمح بـ ان نطيل الناقش معه، الحارس علِم بالامر بطريقة ما و سمح لنا بالدخول.
مجدداً لا اعلم كيف قادتنا ارجلُنا الى ممر غرفة العناية، المكان مزدحم، والدي هنا، عمي، و عمي و جميعهم ايضاً، بنات اعمامي، ايضاً عماتي، اخواني!!! احتضنتني احدى بنات اعمامي! اخبريني ارجوك ماذا يحدُث!! لم تخبرني بشيء، الجميع ف حالة هدوء و صمت!! لم افهم اي شيء، كانت فقط دموعي تنهمر، اريد ان اعرف ماذا يحدُث هنا! لماذا الجميع في حالة عزاء!!
جاء احد الحراس الامن: يمكنكم المغادرة الآن انتهت الزيارة، جميع بنات اعمامي انسحبوا و غادروا، بقيت بمفردي مع من هم اكبر مني سناً و مروا بنفس تجارب الحياة، نعم ابي، اعمامي، اخواتي، امي، و خالتي.
الجميع هدوء، لم يحدث اي شيء، نراقب الوضع، جميعهم كانوا يعلمونا ماذا سيحدث بعد ذلك.
الناس و ابطال الصحة يدخلون و يخرجون من و الى غرفة العناية. و لكن دخلا رجلٌ و احد حراس الامن كباقي الداخلين الى غرفة العناية، دخولهم لم يكن محموداً، دخولهم اثار فينا جرحٌ لم يلتئم الى الآن.
دقائق قليلة و خرجا: هل احد هنا من اهل فاطمة!!
احدى اعمامي: نعم، و دخل معهم.
ام طيف بحكم وظيفتها السابقة كممرضة، ادركت الوضع مقدماً، صرخت، قالت: حدث شيء💔💔💔. جميعنا ف حالة لا اعلم ما اصفها.
دقيقة و لكن هي كالسنة، عمي يخُرج: لا حول ولا قوة الا بالله.
لم اسمع الباقي، و لن اسمعه ابداً، اااه ي فاطمة، لم اتوقع اني في يوم ساخرج بتلك الحالة من المستشفى، لم اتوقع في يوم ان هذا الشيء سيحدث، و لكن حدث!!!
فـ السيارة والدي، اختي، و انا، و عمي يقودنا!
و هنا كان الطريق الطويل قصيراً، كانت الناس تتصل ب والدي تسأل عن مكان العزاء، و كنت انا من انوح و اصيح غير مستوعبة ما حدث -كيف ساكمل حياتي و كيف ساعيش في بيتنا بدون فاطمة، راحت اختي- كُنت هذا ما اردده.
-في منزل ام طيف- اخي احمد يُساعدني ف النزول من السيارة، بنات اعمامي اجتمعوا حولي، نبكي، لم نستوعب ما حدث!! تنقُصُنا واحدة وهي التي نبكي عليها.
اين امي! اين خالتي! اين اخواتي! لم ارى اي واحدةٍ منهن، جميعهن في حالة اللاستيعاب، الجميع منهار في احد زوايا المنزل.
و في زاويةٍ اخرى احضروا جسد فاطمة، اااه انه جسدُ فقيدتي الذي بات بلا روح، اخذتني احد النساء لم اعلم من هي، قالت: ودعيها.
جثوت على قدماي، احتضنتها، قبلت جبينها، لا عِلم لي كيف يودعون الموتى، كانت هي فقيدتي الاولى و حزن قلبي الاول. -و من بعدها لازلت اصارع مرارة و خوف الفُقد-
و بعدها ذهبت فاطمة، اخذوها الى مرقدها -طيب الله مرقدها-
خالتي: احضروا لي هاجر، هي الوحيدة التي بقيت لي بعد فاطمة.
كانت اصعب الايام ان اُعايش ام تفقد ابنتها الوحيدة، كنتُ مجبورةً بأن اكون الاقوى، كانت جميع النساء تأمرني بان اتمالك نفسي لكي لااُحزنْ خالتي اكثر.
اول ليلة و كل الليالي التي قضيتها كنتُ انام بجانبها. اربعة اشهر و انا بجانبها، ولكن لم تتغير النتيجة، تحتضني و تبكي و تدعو، جبر الله قلوبنا على الفراق.
و الآن مرت سنة، سنة من الفقد و الشوق.
فاطمة لا زالت غصة رحيلكِ تؤلمني، و لا زال عزائـكِ يتجدد، فقدكِ موجع و فراغ غيابكِ موحش، و لازلت أتخيل أن وفاتكِ حُلم، و أنكِ على قيد الحياة؛ عليكِ السلام يا روحاً تمنيت أن يدوم بقائها، و عليكِ المغفرة يا أعز من رحل.
-ربي أني أشتاق لها فزدني أجراً على صبري و أجمعني بها بالجنة-