أختي الكريمة /
عن تلكم الرحلة التي اخذتمونا فيها ، لذلك القصر المنيف ،
الذي يئن خلف جدرانه ذاك الشاكي من قهر من عادت لهم الحاجة ،
لكسب لقمة العيش ...
هي رحلة :
نتعلم منها صنوف البشر ، من معاملاتهم ، أخلاقياتهم ،
نوازعهم ، معتقداتهم ، وعباداتهم ...
لنقف عند الأم قليلا :
لنجدها تلك البليدة التي لا تُحرك ساكنا ، ولا يكون امرها بلفظٍ
_ كي لا تُرهق به احبالها الصوتية _ !
بل ينوب عنه حراك اصبعها الملتوية !
فهناك :
الكثير ممن يظنون _ من الطبقة المخملية _بأن من الواجب على من دونهم يكونون طوع أمرهم ،
ورهن اشارتهم ! بل لا يقتصر الأمر بتلبية أوامرهم ، بل يتجاوز ذلك لجواز تحطيم كرامتهم ،
ودوس مشاعرهم !
أما فيما يخص الأب :
فأقصى ما نقول عنه :
أنه كالضيف في قصره ! لا يعرف عن احتياجاته ، ولا يعرف عن خبايا ما يدور فيه ،
لأنه مشغول بجمع المال ، لتوفير المزيد من الاضطهاد ، وتركيع العديد من الناس !
ولا يعرف من الحياة غير الترف والسهر ، وجمع الذنوب ،
وجمع المال أكان من حلال أم كان من حرام
_ لا تفرق لديه _ !.
أما عن العاملين في القصر :
فقد أودعتهم الحاجة في سجن النكال _ على رحابة القصر وضخامته _ لينالوا من العذاب
ألوان ، فقد اجبرتهم الحاجة أن يتحملوا الاهانة ، وأن يٌضمدوا جراحهم " بِمَرهَمِ " الصبر ،
ليدوسون على كرامتهم كلما حاولت التمرد ، ورد الضيم على ما انتَهَكَ حرمتها ،
كي :
لا يخسر مصدر الدخل ، ويرجع لبلده ولم ينل من تلك الرحلة
غير ألبوم صور العذاب وجحيم الاضطهاد !
أما عن الابنة :
هي تسير في بحر الحياة من غير قبطان ، تتقاذفها الأمواج ، وليس لها
مُعين ليصل بها لبر الأمان ،
تعيش :
في الحياة من غير هدف ، ظنا منها أنها خُلقت من أجل النزوات ، وبأن زادها فيها
لا بد أن يكون مُتخماً بالعبثية ، ومسابقة عقارب الساعة من أجل قتل الوقت بزُعاف الحياة
الهمجية !
وما يهُد بنيان عقولنا :
حين نَرَ من هم دون مستوى تلكم الطبقة " المخملية " ، وقد عاثوا فسادا ،
وقتلوا كرامة من يُشاركونهم في حق العيش الكريم ، ممن يخدمونهم !
ختاما :
أعتذر منكم حين استرسل في تعقيبي عليكم ، وعذري ...
تلكم المفردات منكم ، والتي تُشاغب وتًغري حرفي .
دمتم بخير .