أودُّ لو أثرثرَ عن رغبةِ مَيث الحَقيقيّة ..
تِلكَ التي خضتُ مشوارًا طويلاً وأنا أتساءلُ عن ماهيّتها ..


فهل مِن مُستمِع ؟


ما الذي أريدهُ ؟

رغم سعيي المُتواصل في ما أحبه ..

إلا أنني دائمًا ما كنتُ أقِفُ في مسعايَ فجأةً لأتساءلَ حائرةً ، ما الذي أريده حَقًا ؟

أخشى الظُّهورَ كثيرًا ..

أُريدُ لما أفعلهُ الازدهارَ لكنني أخشى صخبَ الظُّهور ..

ماذا لو لم يكُن ما أُقدّمهُ جيدًا بما يكفي ؟
ماذا لو أنّ ما أُقدّمهُ ينقصهُ الكَثير ..

لا بأس ،
لقد تجاوزتُ كُلّ هذا و أدركتُ في مرحلةٍ ما أنّ عليكَ أن تُقدمَ ما تستطيع ..
و ليسَ عليكَ أن تكونَ مثاليًا فالنّقص يسكننا جميعًا و كُلنا نتعلّمُ ..
التّوقفُ عن المُحاولةِ لن يُهديني سِوى الوقوفِ دونَ تطوّر !

لكِنني لا زِلتُ أتساءل ..
ما الذي تريدهُ ميث ؟

أمُصوّرة ، مُصممة ..
رسّامة ..

أم كاتِبة مُؤثّرة ؟

بطبيعةِ الحالِ أملِكُ الشّغفَ اتجاهَ كُلّ هذه المجالات ..
بارعةٌ في بعضها ، و بعضها الآخرُ لم أبرع بهِ بما يكفي بعد ..

لكِن ،
ما كانَ يُحيّرني دومًا ..

هُو ما الذي تريدُ ميث الخروجَ بهِ بكل قُوتها للمجتمع ؟

في هذهِ الأيامِ ،
و أنا أنتظرُ الموافقةَ على كتابي الأوّل بفارغِ الصَّبرِ ..

أدركتُ أنّ مَيثْ " الكاتبة "

تفوّقت في داخلي على النّسخِ الأخرى من ميث !

هذا ما أُريدهُ !
هذا ما أتمنّاه !

لستُ أبحثُ عن الشّهرة و حسب في كُل هذهِ المجالات ..
فحقيقةُ الأمرِ هي أنني أخشى الظّهور ، و لا أدري كيفَ سأواجهُ هذا الأمرَ مُستقبلاً ..

لكنني ، كنتُ أبحثُ عن التّأثير !
لطالمَا أردتُ تركَ أثرٍ و لو بسيطٍ قبل أن أرحلَ ..

غير أنني أطلتُ التّيهَ و لم أُدرِك سِوى الآنَ ..
أنَّ ميث الكاتِبة هي التي يجبُ عليها الظّهور ..

هِيَ التي تستطيعُ مُلامسةَ القُلوبَ ..
و هي التي تملِكُ مفاتيحَ القُدرةِ على التّأثير ..

ما الذي عليّ فِعلهُ لأصلَ إلى جمعٍ أكبرَ من النّاس ؟

هذا ما لم أُفكّر به بَعدُ حَقًا !
لطالمَا كُنتُ أخشى الجموعَ و أهربُ مِنها بطريقةٍ ما ..

ما الذي عليّ فعلهُ من أجلِ كتابي الأوّل ؟
أجل رددتُ كثيرًا أنهُ يكفيني وصولهُ لقلوبِ مُنتظريهِ القِلّةِ ... لكن !

أحَقًا هذا ما أُريدهُ ؟
أعَمِلتُ جاهدةً طِوالَ هذهِ الأعوام ، لأجلِ هذا ؟

أذَرفتُ الدّمعَ و أنا أُسطِّر مشاعري تلكَ ..
لأُخبئها في صُندوقِ الخجلِ من الظّهور ؟

أكرّستُ نُسخي كُلّها من ميث في هذا العملِ ..
لِيبقى هامِشًا لم يُذكَر محليًا حتى على أقلّ تقدير ؟


أباحَ الوردُ لي بما أرادهُ أن يصلَ لقلوبِ البشرِ ..
ليُدركَ فيما بَعدُ أنّهُ لم يَبُح إلا لضعيفةٍ جبانةٍ سطّرت بوحهُ من أجلِ أطرافِ حُلمٍ مُنزوٍ ؟؟

يبدو ..
أنَّ الرّغبةَ في الظّهورِ بداخلي باتت تجِدُ طريقها ..

لا لِـأُعرَفَ أنا ، بَل لأؤثّر !
إن لم أكُن أقوى على التّأثيرِ فلا مكانَ لي بينَ الجُموعِ !

و ستبقى مَيثْ الكاتبة ..

تُثرثرُ لتؤثِّرَ ، لا لتشتهر !

مع هذا ..
لا زِلتُ أجهلُ ماذا يجبُ عليّ أن أفعلَ في قادمِ الأيام …..


.


السّابع عشر من تشرينَ الأوّل/2021

السّاعةُ تشيرُ إلى العاشرةِ ..
و واحدٌ و عشرونَ دقيقةً ..

مَساءً ،