،،،
قصيدة من اجمل قصائد لشاعر عمر بهاء الدين الاميري:
،،،
أين الضجيجُ العذب والشغبُ
‏ أين التدارس شابه اللعب؟
‏أين الطفولة في توقدها
‏ أين الدمى في الأرض والكتب؟
‏ أين التشاكسُ دونما غرضٍ
‏ أين التشاكي ماله سبب؟
‏أين التباكي والتضاحكُ في
‏ وقت معا والحزن والطرب؟
بالأمس كانوا مِلء منزلنا
‏ واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
‏وكأنما الصمت الذي هبطت
‏ أثقاله في الدار إذ غربوا
‏إغفاءة المحموم هدأتها
‏ فيها يشيع الهمُ والتعب
‏ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنُهم
‏ في القلبِ ما شطوا وما قربوا
‏إني أراهم أينما التفتتْ
‏ نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
في الصحن فيه بعضُ ما أكلوا
‏ في علبة الحلوى التي نهبوا
‏في الشطر من تفاحةٍ قضموا
‏ في فضلةِ الماءِ التي سكبوا
‏إني أراهم حيثما اتجهتْ
‏ عيني كأسرابِ القطا سرَبوا
‏دمعي الذي كتمته جَلدا
‏ لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
‏ من أضلعي قلبا بهم يجب
‏ألفيتني كالطفل عاطفةً
‏ فإذا به كالغيثِ ينسكبُ
‏قد يعجب العذالُ من رَجلٍ
‏ يبكي ولو لم أبكِ فالعجب
‏هيهات ما كل البكا خَوَر ٌ
‏ إني وبي عزمُ الرجالِ أبٌ
وأحسُّ في خلَدي تلاعبَهم
‏ في الدار ليس ينالهم نصبُ
‏وبريق أعينهم إذا ظفروا
‏ ودموع حرقتهم إذا غلبوا
‏في كلِّ ركنٍ منهم أثرً
‏ وبكل زاوية لهم صخب
‏في النافذات زجاجها حطموا
‏ في الحائط المدهون قد ثقبوا
‏في الباب قد كسروا مزالجَه
‏ وعليه قد رسموا وقد كتبوا
أين التسابقُ في مجاورتي
‏ شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
‏يتزاحمون على مجالستي
‏ والقربِ مني حيثما انقلبوا
‏يتوجهون بسوْقِ فطرتهم
‏ نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
‏فنشيدُهم بابا) إذا فرحوا
‏ ووعيدهم بابا) إذا غضبوا
‏وهتافهم بابا) إذا ابتعدوا
‏ ونجيهم بابا) إذا اقتربوا