حقيقة:
لا يمكن لأحدنا أن يقبع في كهف العزلة، كون الفطرة التي أودعها الله فينا تستجدي منا ذلك الاختلاط والانصهار مع الآخر. ولكن من ذلك، وجب علينا إمعان النظر فيمن يحق لنا أن نفرد له المعزّة، ونُهدي له الثقة التي هي عزيزة علينا، لأننا من دونها نعيش في قفر الوحدة. ومع هذا، علينا أن لا نُسرف في البوح عن كل ما يختلجنا من أسرار، ونحن فيها حريصون على أن تكون ربيبة الكتمان، وأن نضع لنا خط عودة إذا ما جار علينا الزمان، وخان ذاك المختار المصطفى من الآنام.